السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيناريو الأسود فى البيت الأبيض

السيناريو الأسود فى البيت الأبيض
السيناريو الأسود فى البيت الأبيض




كتب - ماجد غراب
 

لم يتوقع أكثر المتشائمين فى القلعة البيضاء أن يصل الحال إلى هذه الدرجة من السوء بعد ما آلت إليه الأمور مؤخرًا باستمرار موجة الإخفاقات المتتالية لفريق الكرة بنادى الزمالك عقب وداعه المبكر لفعاليات بطولة الأندية العربية بخسارته أمام العهد اللبنانى بالجولة الثانية من البطولة.
لتصدم مجددا جماهير الزمالك والتى باتت على قناعة تامة من اكتمال عقد الجريمة الكاملة بعد توافر جميع أركانها محليًا وأفريقيًا وعربيًا فى ظل حالة الاستسلام التى ظهر عليها الزمالك بكل هذه البطولات وخروجه مبكرًا من سباق المنافسة وهو ما حدث فعليًا بداية بمسابقة الدورى العام التى خسرها الأبيض قبل أسابيع طويلة من نهايتها تاركًا الصراع على اللقب لمنافسه التقليدى النادى الأهلى الذى حسم البطولة لصالحه قبل الجولة الأخيرة بأربعة أسابيع كاملة عقب مطاردة من مصر المقاصة.
فى الوقت الذى اكتفى فيه الأبيض بالصراع على المركز الثالث وهو نفس الترتيب الذى أطاح به من منافسات دورى الأبطال الأفريقى بالمجموعة الثانية.
ولم يختلف الأمر كثيرًا على الصعيد العربى الذى ودع به الأبيض البطولة بعد جولتين فقط بالتعادل فى مباراة والخسارة فى أخرى وهو ما دفع أعضاء مجلس إدارة نادى الزمالك «سرًا» لتحميل المسئولية للمستشار مرتضى منصور على غير المعلن وما سيتم إعلانه.. لكن هذا هو حقيقة الأمر فى كواليس اجتماعات الغرف المغلقة قبل انطلاق البطولة والتى شهدت تحذيرًا شديد اللهجة من أعضاء المجلس للرئيس بضرورة عدم المشاركة فى بطولة الأندية العربية خوفًا من النهاية المؤسفة التى حدثت فعليًا الآن على أمل الخروج بأقل الخسائر مع اقتراب نهاية الولاية الحالية للمجلس.. لكن المستشار لم يستمع للنصيحة وأصر على المشاركة التى كانت محل جدل بين أعضاء المجلس الأبيض.
وهو الأمر الذى دفع أحمد مرتضى منصور للحديث وقتها عن أن مشاركة الزمالك فى البطولة العربية لا تزال محل دراسة  إلى أن حسم رئيس القلعة البيضاء موقفه وأصر على المشاركة بها رغم عدم جاهزية فريقه وهو ما ظهر واضحًا بخسارة الزمالك أمام الأهلى فى المحطة الأخيرة من الدوري بالإضافة لرحيل عدد من نجوم الأبيض أمثال مصطفى فتحى وستانلى لأسباب مختلفة وافتقار بعض العائدين مجددًا للأبيض لحساسية المباريات.
كل هذه الظروف مجتمعة أدت للنهاية المؤسفة الحالية التى يعانى منها عشاق الزمالك فى كل مكان والتى أصبحت بمثابة الهاجس المخيف ليس فقط للجماهير والأعضاء بل اقترب حاجز الخوف أيضًا لينال من الدائرة المحيطة بالمستشار مرتضى منصور الذى لا يواجه مشاكل حقيقية «حتى الآن» على صعيد المنافسة على رئاسة القلعة البيضاء فى الانتخابات المقبلة. نظرًا للثقة الكبيرة التى يحظى بها لدى أعضاء الجمعية العمومية عقب الخدمات الإنشائية المميزة التى قدمها لهم على مدار سنوات ولايته الحالية للأبيض لكن المشاكل الفعلية التى جعلت البعض يتحدث فى الكواليس عن «سيناريو أسود» منتظر سيجتاح الزمالك وسيعانى منه الجميع فى ظل استقرار المستشار مرتضى منصور على ضم عناصر لقائمته يتوقع لها البعض عدم الصمود أمام أسماء أخرى تنوى الترشح على مقعد العضوية وفى مناصب مختلفة.
وذلك لقناعة المستشار المطلقة بقدرته على قيادة أى قائمة يأتى على قمتها للنجاح وهو الأمر الذى أصبح مشكوكًا فى صحته نسبيًا فى الفترة الأخيرة مع تراجع نتائج فريق الكرة، وفي وجود بعض الأسماء التى لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمعية العمومية مثل التى يتمتع بها المستشار وأخيرًا رفض الأعضاء «سرًا» الوصاية من أحد رغم احترامهم وتقديرهم الكامل للجهد الكبير الذى بذله الرئيس الحالى لخدمتهم وخدمة القلعة البيضاء على الصعيد الإنشائى، هذا ويترقب الجميع الأيام القليلة المقبلة والتى ستشهد وضوح الرؤية أكثر بشأن جميع المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات المقبلة سواء ضمن قائمة المستشار مرتضى منصور أو على قوائم أخرى إن وجدت أو كمرشحين مستقلين.
كل هذه الحسابات قد تنذر بإمكانية نجاح مجلس «غير متوافق» يقود القلعة البيضاء لأربع سنوات قادمة وهو الأمر الذي يهدد بعودة الصراعات من جديد داخل المجلس الأبيض المنتظر والتي سبق وعاني منها الزمالك كثيرًا في الماضي القريب.
 وعلى صعيد متصل وعقب فشل الاجتماع الأول الذى كان مزمع عقده بين المستشار مرتضي منصور والبرتغالى أوجستو إيناسيو الذى أقيل مؤخرًا بصفة ضمنية من منصبه عقب الإعلان عن قيادة المدرب العام طارق يحيى لمباراة الفريق المقبلة أمام النصر السعودى فى ختام مباريات الأبيض فى بطولة الأندية العربية ومغادرة البرتغالى لمعسكر الفريق انتظارًا لمعرفة الموقف النهائى بشأنه من قبل مجلس إدارة نادى الزمالك.
وهو ما  جعل إيناسيو يضع سيناريوهات ثلاثة مختلفة لحسم هذا الأمر سواء برحيله مع تقاضيه قيمة الشرط الجزائى الذى يصل لـ2 مليون و280 ألف جنيه أو بالعودة مجددًا لتولى مهام عمله بالشروط التى ينص عليها تعاقده أو اللجوء أخيرًا للمحكمة الرياضية بالفيفا للحصول على مستحقاته والفصل بينه وبين نادى الزمالك.
وعلى جانب آخر ظهر طارق يحيى القائم الآن بأعمال المدير الفنى للأبيض مناقضًا لنفسه عندما خرج فى المؤتمر الصحفى يتحدث عن وجود بعض التدخلات منه فى التشكيل ثم أكد بعد ذلك فى تصريحات أخرى عدم مشاركته من قريب أو بعيد فى طريقة اللعب أو فى التشكيل الذى خسر به الأبيض أمام العهد اللبنانى.
وأن دوره فقط كان استشاريًا للمدير الفنى الذى كان قد أعلن صراحة عدم مساعدة يحيى له وكونه يسعى لحل محله كمدير فنى لنادى الزمالك والذى عانى كثيرًا مؤخرًا من «السقطة» التى قام بها المدير التنفيذى علاء مقلد عندما قرر إدخال «الموبايل» الخاص به لطارق يحيى للرد علي رئيس الزمالك أمام جميع وسائل الإعلام فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب خسارة الأبيض أمام العهد اللبنانى وهو التصرف الذى رفضه تمامًا القائم بأعمال المدير الفنى وحمل مسئوليته للمدير التنفيذى للقلعة البيضاء.