«قطر الوطنى» يستحوذ على ٪77.2من «سوسيتيه جنرال - مصر» بقيمة 1.9 مليار دولار
روزاليوسف اليومية
كتب - أحمد زغلول - عبدالرحمن موسي
وافق بنك «سوسيتيه جنرال» ثانى أكبر بنك فى فرنسا بيع حصة بنسبة 77.2% فى وحدته بمصر إلى بنك «قطر الوطنى» مقابل 1.97 مليار دولار، و«قطر الوطنى» وهو أكبر بنك قطرى من حيث القيمة السوقية، ويهدف البنك لزيادة حصة العمليات الخارجية من الأرباح إلى 30% فى غضون خمسة أعوام ويمتلك البنك حصصا فى بنك «الإسكان للتجارة والتمويل» فى الأردن و«البنك التجارى الدولى» فى الإمارات والبنك «التونسى القطرى».
وأفاد البنك الأهلى سوسيتيه جنرال فى بيان له أنه من المقرر الانتهاء من تنفيذ عملية الاستحواذ من قبل بنك قطر الوطنى خلال النصف الأول من العام المقبل والتى من خلالها سيحقق بنك سوسيتيه جنرال صافى مكاسب بنحو 350 مليون يورو (458 مليون دولار).
وأكد الخبير المصرفى حسام ناصر، أن استحواذ «قطر الوطنى» على بنك «سوسيتيه جنرال» يعطى مؤشرًا أو دلالة على اهتمام دولة قطر على التوسع فى استثماراتها بمصر بشكل كبير، مؤكدًا أن قطر تستثمر مليارات الدولارات فى الولايات المتحدة وأوروبا، وهى الآن تريد أن يكون لها تواجد استثمارى كبير فى المنطقة، ومن ثم كان الاهتمام بمصر.
وقد ارتفعت أسهم البنك الأهلى سوسيتيه جنرال لتتجاوز الضعف فى العام الجارى بمساعدة أنباء عرض الاستحواذ من قبل بنك قطر الوطنى، وقد صعد سهم البنك بنسبة 5% أمس لتغلق عند 39.35 جنيه للسهم.
وتعد صفقة الاستحواذ على البنك الأهلى سوسيتيه جنرال هى الأكبر فى تاريخ العمل المصرفى لبنك «قطر الوطنى» الذى يمتد على مدى 48 عاما كما أنها ستعزز توسع شبكات فروع البنك فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعتبر البنك الأهلى سوسيتيه جنرال من أكبر البنوك التى تعمل فى القطاع الخاص المصرفى فى مصر من خلال شبكة فروع تصل إلى 160 فرعا وأصول بلغت قيمتها نحو 63.3 مليار جنية حتى نهاية شهر سبتمبر الماضى، ومن المقرر أن يقوم بنك قطر الوطنى بعرض الشراء الإلزامى بعد الحصول على الموافقات من الجهات التنظيمية.
وكانت الإجراءات التى اتخذها مصرف «سوسيتيه جنرال الفرنسى» بشأن بيع وحدته فى مصر الجدل حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الاتجاه لاسيما أن وحدة البنك فى السوق المصرية تعد أحد أكبر البنوك الخاصة، كما كانت مسارعة بنك «قطر الوطنى» لإعلان رغبته فى الشراء، أحد أهم الأمور التى زادت الجدل سخونة، خاصة أن قطر تصر على شراء بنك فى السوق المصرية منذ فترة، وأكدت مصادر مصرفية أن صفقة بيع البنك تعود بشكل أساسى إلى مشكلات مزمنة يعانى منها البنك الأم فى فرنسا نتيجة أزمة الديون التى يتعرض لها، إضافة إلى تراجع أرباحه بشكل كبير.
وأضافت المصادر أن المشكلات التى يمر بها البنك الفرنسى دفعته إلى انتهاج أسلوب بيع وحداته فى الخارج من أجل توفير سيولة مناسبة لتقوية مركزه المالى وتدعيم قدرته على مواجهة الأزمة، ولفت المصدر إلى أن أرباح البنك الفرنسى شهدت أكبر تراجع بلغ 42% وذلك خلال الربع الثانى من العام متأثرا بخفض قيمة أصول فى وحدته الأمريكية للصناديق تي.سي.دبليو وروسبنك الروسى التابع له.
وأشارت المصادر إلى أن سوسيتيه الفرنسى وهو ثانى أكبر بنك فرنسى، يتعرض لضغوط لتعزيز ميزانيته العمومية، موضحا أن مسئولى المصرف كانوا قد بدأوا خطة للتخلص من بعض الوحدات الخارجية للبنك وقد كان التفكير ينصب على بيع «تي.سي.دبليو» فى الولايات المتحدة، إضافة إلى إعادة هيكلة استراتيجيته فى روسبنك، وتراجع صافى ربح البنك الفرنسى إلى 433 مليون يورو، وهبطت الإيرادات 3.6% لتصل إلى 6.27 مليار يورو، وإضافة إلى ذلك فقد تم خفض قيمة أصول البنك بإجمالى 476 مليون يورو.
وأردفت المصادر: «اختار البنك الفرنسى فى النهاية بيع وحدته فى مصر من منطلق أنها وحدة رابحة ومن المتوقع أن تحقق له إيرادات كبيرة، يستطيع من خلالها مواجهة أزمته، وقد حقق بنك سوسيتيه جنرال – مصر خلال النصف الأول من العام المالى الحالى 2012 ارتفاعا فى أرباحه بنسبة 7.1% مسجلا أرباحا صافية بقيمة 785.527 مليون جنيه مقارنة بأرباح صافية قد بلغت 733.208 مليون جنيه بنفس الفترة المالية لعام 2011».
ولفتت المصادر إلى أن إقدام بنك قطر الوطنى، الذى تمتلك فيه الحكومة القطرية نحو 50% من الأسهم، للاستحواذ على سوسيتيه جنرال، وكذا تقدمه فى فترات سابقة للاستحواذ على «باريبا مصر» ومن قبله « بيريوس – مصر»، يأتى كنتيجة طبيعية لحرص دولة قطر على التوسع فى دول الربيع العربى نظرًا لتقارب وجهات نظر السلطات الحاكمة الجديدة، بعد أن كانت العلاقات متوترة فى ظل الأنظمة الحاكمة السابقة، وهو الأمر الذى دفع الحكومة القطرية من خلال بنك قطر الوطنى للاستحواذ على 49% من مصرف التجارة والتنمية فى ليبيا قبل أشهر قليلة، ويبلغ إجمالى أصول مصرف التجارة والتنمية الذى يوظف نحو 820 شخصا مليارى دولار ولديه شبكة من 32 فرعا.
