«المـُعلمين» تستنزف جيوب المـُدرسين

المحافظات ـ خالد سليمان وحنان عليوة

نقابة المعلمين تستحوذ على العدد الأكبر من الأعضاء بين النقابات واشتراكاتها بمئات الملايين ورغم ذلك بلا أنشطة أو خدمات وأصبحت كخيال مآتة ومعاشها الذى تمنحه للعضو لا يزيد على 300جنيه بعد دفع اشتراكات على مدى 40عاما .
فى القليوبية تحولت عيادات نقابة  المعلمين الى سبوبة لارتفاع اسعارها مقارنة بالنقابة الأخرى، والتى لا تناسب مستوى المعلم اجتماعيا.
كما يتم خصم 2 جنيه من أساسى راتب المعلمين لصالح النادى والذى لم يقدم أى خصومات لهم، مما أثار استياء العاملين بالتعليم، مؤكين ان «النقابة تأخذ ولا تعطى»، حيث ان المصايف المميزة لأعضاء النقابة وأسرهم أما باقى المعلمين فيتم تجاهلهم رغم الخصومات الشهرية لأنشطة المصايف.
ويشكو المعلمون من عدم الاستفادة من نادى الأفراح وكافيتريا نقابة معلمين بنها بعد أن تم تأجيرهما، وأصبح المدرس يعامل أى مواطن وليس عضوا فى نقابته ومن حقه الحصول على مزايا من مرافقها.
الأغرب فى نقابة معلمى القليوبية تعديها على حرم النيل  بانشاء مركز خدمة المعلم الطبى مخالف لذلك صدرت له عدة قرارات إزالة .
وكشف المعلمون عن تدنى معاشات نهاية الخدمة للمعلم واقتصارها على مبلغ 15 ألف جنيه، رغم أن النقابة تحصل على اشتراكات شهرية على مدى 40عاما،
بينما يتقاضى المدرس معاش 100جنيه كل 3شهور  بعد إحالته  للتقاعد وبلوغ سن المعاش ويستغيث المعلمون من قيام وزارة المالية بتجميد رواتب المعلمين وفقا لأساسى عام 2014، ولم يشهد اى زيادة لمدة 5 سنوات حتى عام 2019.
وأشار المعلمون الى ان منظومة التعليم فى مصر قائمة على 3 عناصر الطالب والمعلم والمنهج، ويفتقد أهم ركائزها، حيث أصبح المعلمون يعملون بنظرية «على قد فلوسكم»، مؤكدين ان لم يكن جميع المعلمين يعطى دروسا خصوصية ففى بعض المواد لا يتم أخذ دروس فيها يعانى معلموها من انخفاض الرواتب فى ظل أعباء المعيشة وارتفاع الأسعار، مؤكدين انه للقضاء على الدروس الخصوصية لابد من رفع مستوى المعلم برفع الراتب.
وكشف مصدر مسئول بالنقابة عن فتح النقابة أبوابها أمام المراكز غير المرخصة مقابل مبالغ مالية، حيث تقام دورات التنمية البشرية مدفوعة الأجر والتى ينظمها بعض المراكز بالنقابة، حيث يتم من خلالها النصب على المعلمين واستغلال ثقتهم بالنقابة بإقامة تلك الدورات للحصول على دكتوراه فى التنمية البشرية، وفى نهاية الدورة يحصل المعلمون على شهادات تقدير وهمية باجتياز دورة تدريبية، حيث إنه من الواقع ألا يحصل أى شخص درجة الدكتوراه سوى من الجامعة، ما أدى الى فقدهم الثقة فى الخدمات.
أما فى سوهاج توجد نقابة معلمين تضم 14لجنة فرعية تمثل مراكز واحياء المحافظة تحولت إلى ما يشبه المكان المهجور لا يتردد عليها غير عدد قليل من أعضاء مجلس إدارتها ولا تقدم أى خدمات لأعضائها لذلك توجهنا الى مقرها الكائن بشارع يحمل اسمها بمدينة سوهاج وهناك استقبلنا أحد الأعضاء من المعلمين وسألنا عن النقيب العام  صبرى أبوحسين وعرفنا أنه لا يحضر الى النقابة لظروفه الصحية وهناك أمين الصندوق جمال المصرى  قائما بأعمال النقيب وتسيير أمور النقابة  وهناك أيضا وجدنا على  حسن نقيب لجنة حى غرب سوهاج والذى كشف لنا عن تدهور الخدمات النقابية واصبح المعلم لا يجد نقابة تدافع عنه وتبحث مطالبه وحقوقه مشيرا إلى وجود لجان نقابية فى طما والمراغة وجهينة ومركز وبندر وحيى شرق وغرب سوهاج وجرجا والمنشآة والبلينا وطهطا واخميم وساقلتة ودارالسلام وهذه اللجان لا حول لها ولا قوة.
وقال: لو توجه معلم للحصول على اعانة بسيطة يقابل طلبه بالرفض واقتصر دور اللجان النقابية فى صرف المعاشات والرواتب فقط بنظام الفيزا ولا يوجد لدينا موظفون فى اللجان والنقابة ولا يوجد عمال فى النقابة او اللجان وتوقفت الانشطة بالكامل باستثناء لجنة حى غرب سوهاج التى ما زالت تقوم بتنظيم رحلات صيفية الى الاسكندرية بدعم مناسب حتى لا تتوقف الانشطة تماما وقامت لجنة حى غرب بتنظيم احتفال تكريم المعلمين المثاليين وعقدنا بعض الاجتماعات لبحث مشاكل المدارس.
ولفت نقيب معلمى حى غرب سوهاج إلى أن آخر رئيس وزارة اهتم بالمعلم هو الدكتور كمال الجنزورى الذى له الفضل فى ترقية المعلم ورفع راتبه مطالبا بعدم اقتصار دور الدولة على الاهتمام بالمعلم دون الادارى والعامل فالجميع يعملون فى منظومة واحدة ولا بد ان ترعى الدولة جميع العاملين فى التعليم دون تفرقة وتعطى الكادر للجميع.
واضاف ان لدينا ازمة فى  صرف المعاشات للمعلمين بسبب ضعف الموارد المالية فالمعلم على المعاش يستحق 360 جنيها كل 3 شهور وورثة المتوفى 268 جنيها والارملة 201 جنيه ومنذ عام امتنعنا عن الصرف بسبب عدم وجود ميزانية اما صندوق الزمالة فهو خط احمر لم يستطع احد الاقتراب منه ويكفى ان الاخوان فكوا الودائع ايام حكمهم ولدينا مشكلة متجذرة هى مشكلة  العجز  فى المعلمين بلغت اكثر من 15 الف معلم على مستوى المحافظة فى الوقت الذى تشهد فيه مدارس مدينة سوهاج زحاما كبيرا وتكدسا فى المدارس لعدم عدالة التوزيع فضلا عن المجاملات فى تعيين المعلمين وتوزيعهم على المدارس القريبة.
ويقول محمد زكى احد المعلمين إن المعلم فى سوهاج أصبح دون سند ولم يجد من يدافع عن حقوقه حتى نواب البرلمان لم يهتموا بقضايا التعليم والمعلمين ونسوا ان التعليم هو العامل الرئيسى لنهضة اى دولة فى العالم وطالب بسرعة رفع الحراسة القضائية على النقابة واجراء انتخابات عاجلة.