الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل الصدفة ستخدم طارق يحيى فى قيادة الأبيض؟

هل الصدفة ستخدم طارق يحيى فى قيادة الأبيض؟
هل الصدفة ستخدم طارق يحيى فى قيادة الأبيض؟




كتب – وليد العدوى


على الرغم من أن الأجواء الإدارية داخل نادى الزمالك فريدة من نوعها، وربما تكون غير مسبوقة فى أى ناد بالعالم، إلا أن الفرصة مازالت مواتية أمام المدير الفنى المؤقت لفريق الكرة الأول طارق يحيي، الذى أعلن قبوله المهمة حتى نهاية الموسم الكروى متمثلًا فى بطولة كأس مصر، تلك البطولة الوحيدة المتبقية للأبيض، اذا أراد الظفر بأى لقب، بعد أن خرج خالى الوفاض فى بطولات الدورى المحلي، ودورى أبطال أفريقيا، وأخيرًا البطولة العربية، لكن يظل طموحه متوقفًا على التحدى الأكبر، والاختبار الأصعب، عندما يقابل فى نصف النهائى فريق المصرى البورسعيدي، ومديره الفنى الكبير حسام حسن الذى وضعه رئيس نادى الزمالك مرتضى منصور ضمن أهم أولوياته من بين المدربين المحليين للتعاقد معه، إذا ما فشلت فكرة استقدام اجنبي، قبل أن يقطع حسام حسن الطريق نهائيًا، معلنا تجديد عقده وبقائه مع المصري، وما بين هذا وذاك يظل طارق يحيى فى بؤرة الاهتمامات، خصوصًا أن منصب المدير الفنى ليس بجديد عليه، ومن ثم سيكون اختباره الأول تحدى حسام حسن، ومن بعده النهائى حال الفوز، أملا فى الفوز بكأس مصر كمقدم تعارف للإدارة والجمهور - رغم أن الطريق به الغريم التقليدى الأهلى - لنيل ثقة الجميع فى الاستمرار كواحد من أبناء النادى المخلصين الذين ظلوا ينادون ويطلبون الفرصة، التى جاءت بشكل درامى على خلفية صدام مرتضى بالمدرب البرتغالى الراحل إيناسيو، والذى عمل معه يحيى كمساعد فى البطولة العربية، قبل أن يتسلم القيادة كرجل أول فى كأس مصر، ويقول: «لدى ثقة كبيرة فى اللاعبين، فهم قادرون على تحقيق الفوز، كل اللاعبين لديهم القدرة على تحقيق أحلام جماهير القلعة البيضاء».
موقف طارق يحيى ليس الوحيد من نوعه، بل سبقه تجارب عديدة، انتهت بالنجاح، وجاءت فرصة المدرب المؤقت لأخرين استثمروها بشكل جيد، وصنعت منهم نجومًا دوليين، منهم أبن الزمالك حسن شحاتة الذى أقتحم التاريخ من أوسع أبوابه باعتباره أول مدرب ينال لقب بطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، وهو انجاز فريد من نوعه، وصنع شحاتة أسطورته من صدفة اختيار عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة له عام 2004، كمدرب مؤقت بدلا من الإيطالى ماركو تارديللي، وأكمل شحاتة التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بالمانيا 2006، وحقق وقتها المعلم نتائج جيدة، لولا ما أهدره تارديللى من نقاط، لصعدت مصر إلى المونديال، وقتها لم يسلم عبد المنعم من الانتقادات، لأنه اختار مدربا يعمل فى الدرجة الثانية، المقاولون العرب وقتها، لمجرد أنه فاز على الأهلى والزمالك وحصد بطولة كأس مصر، لكن عبد المنعم دافع عن اختياره بكل قوة، ورحل عبد المنعم، واستكمل سمير زاهر المهمة، وقرر الإبقاء على شحاتة ليحقق المستحيل ويفوز ببطولة أمم افريقيا 3 مرات متتالية 2006 و2008 و2010.
أيضا على المستوى العالمي، تولى أسطورة الكرة الفرنسية، زين الدين زيدان، تدريب فريق ريال مدريد الإسبانى بالصدفة، خلفا للمدرب المقال رافائيل بينيتيز فى تحد كبير وجديد للنجم الفرنسى خلال مشواره التدريبى القصير، بعد أن ساءت النتائج مع عدد غير قليل من المدربين العالميين، وجاء الدور على زيدان الذى تولى المسئولية بشكل مؤقت لحين البحث عن مدرب وأسم جديد، لكن زيدان فاجأ الجميع وبدأ عمله فى 2016 مقابل 2,5 مليون يورو، وسرعان ما قدم لاعبين وأداء وشكلًا للفريق، وحقق فى أولى مبارياته  فى الدورى الإسبانى فوزا بخماسية على ديبورتيفو لاكورونيا، أما عن الكلاسيكو الأول لزيدان ضد نادى برشلونة، فقد استطاع اجتياز الاختبار بنجاح، حيث قاد الريال إلى تحقيق انتصارٍ بهدفين لهدف، لتبدأ عجلة ريال مدريد فى الدوران، بعد مرحلة من التعثر، حتى تمكن زيزو فى الموسم الأول، تحقيق لقب دورى أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، فيما حل بالمركز الثانى بفارق نقطة عن البطل برشلونة، ىوفى الموسم الثانى حصد لقب الدورى الإسبانى (الليغا)، واحتفظ بلقبه فى دورى الأبطال، كما حقق رقماً قياسياً من خلال أربعة وثلاثين مباراة دون أى هزيمة، وهى أرقام غابت عن النادى الملكى كثيرا، وأخيرا الأسطورة البرتغالية جوزية مورينيو، أحد أهم العلامات فى تاريخ التدريب بالعالم، بدأ مشواره نحو المجد داخل قلعة برشلونة، عندما كان يعمل كمترجم للمدرب الهولندى الشهير لويس فان جال، مدرب برشلونة حين ذاك، وجاءت الصدفة كى يتعلم فنون الكرة، دون أن يمارسها كلاعب ليتدرج بين كبار الأندية ويملأ الدنيا صخب وضجيج، وينتظره الجميع فى الموسم المقبل لإصلاح أوضاع نادى مانشستر يونايتد الانجليزى العريق، الذى يتولى تدريبه منذ الموسم الماضى.