السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القبطية التى نتكلم بها

القبطية التى نتكلم بها
القبطية التى نتكلم بها




كتب: مينا بطرس محارب

عن الهيئة العامة لقصورالثقافة صدرت دراسة قيمة عن اللغة التى يتكلم بها الشعب المصرى الآن.
الدراسة نشرت فى كتاب قيم للباحث فى التراث المصرى (الكاتب عصام ستاتى) والكتاب عنوانه (اللغة المصرية الحالية) وفيها يوضح أن التراكيب اللغوية بين ما نتكلمه وبين العربية تراكيب مختلفة والفاظ كثيرة نتكلم بها ليست لها ارتباط باللغة العربية وهذه الألفاظ لم تعرفها العربية .
   لقد اجتهد الكاتب فى بحثه عن معرفة أصل اللغة التى نتكلم بها الآن وكانت الدراسة هى ثمرة تساؤل كان يلح دائما عليه فى الاختلاف بين مانتعلمه فى مدارسنا وبين مانتكلمه مثل الكلمات التى تأتى وراء العقل مضافا إليها حرف الشين لتنفى الفعل مثل (ماعرفش – ماشفتش – ماتكلمتش).
كان مفتاح الباحث للوصول الى جذور اللغة المصرية الحالية وهى اللغة التى نتكلم بها الآن هو تعمقه للدراسات الشعبية والفولكلور المصرى حيث يشرح أن أغلب عادات وتقاليد الأقباط المسيحيين تعود إلى مصر الفرعونية القديمة مثل عروسة القمح التى تصنع فى أسبوع الالام ومشغولات الخوص فى احد الخوص ...الخ واستخدام الفلاح المصرى الشهور المصرية القديمة التى توارثها من جده الفلاح المصرى القديم وهى الشهور المسمية بالشهورالقبطية وهي (توت – بابة- هاتور... إلخ).
   بدأ الكاتب بمقدمة عن اللغة القبطية وتاريخ التحدث بها وماذكره المقريزى عن (المأمون) الذى كان لا ينتقل فى ريف مصر إلا ومعه مترجم وأكيد (عبد الحكم)  أن (المأمون) كان يستعين بمترجم ومن هنا ندرك أنه حتى القرن الثالث  الهجرى كان المصريون يتحدثون لغتهم الخاصة بهم وكيف ظلت القبطية لغة حية حتى أمر الحاكم بأمر الله عام (379 هجرية -997 ميلادية) عدم التكلم بها.
فاللغة القبطية تسمى لغة (كيمي) وكيمى هو اسم مصر عندما نقول لغة كيمى أى لغة مصر وتعنى الطين الأسمر أو الطمى الذى يأتى من النيل أيام الفيضان فمصر تعنى الأرض السوداء ومنها أتت كلمة ( كيمياء) والمدقق لما نقوله فى بعض الكلمات يرى أن اللغة التى تمخضت بين كل ما يتكلمه الشعب المصرى  وبين العربية الفصحى واضح فى كثير من نطق الكلمات التى بها حرف (الثاء) ويستبدلونها بحرف (التاء) فنحن نقول تعلب (بالتاء) بدلا من ثعلب (بالثاء) تعبان بدلا من ثعبان. وأيضا ينطق  حرف الدال بدلا من الذال فنحن نقول ديب بدلا من ذئب.
والأم المصرية تقول لطفلها لتحذيره كلمة (كخ) وهى مقسمة من مقطعين، من (كى) بمعنى يتواجد و(إخ) بمعنى عفريت اى أبتعد عن الشىء الذى به عفريت وكذلك الأطفال عندما يلعبون فهم يقولون لبعضهم البعض فجاة كلمة (بخ ) ومعناها (عفريت) وعندما يأتى شهر رمضان يغنى الأطفال (وحوى ياوحوى ايوحا) التى تعنى استقر ياقمر وأغنية (حلو ياحلو رمضان كريم ياحلو) بمعنى التهنئة والمباركة، وكلمات مثل (أشرب أمبو وأمشى تاتا وخلاص بح).
بالإضافة إلى وجود كثير من اسماء المدن والقرى ترجع الى أصول قبطية مثل مدينة (القاهرة - كاهى رع) وتعنى أرض الإله رع أى أرض الشمس، ومدينة ديروط التى توجد فى محافظة أسيوط وتعنى المعصرة،  ودمنهور هى مدينة الإله حورس، (وشبرا) تعنى (مركز أو ناصية) لذلك فمدينة (شبرا خيت) تعنى (ناحية الشمال) و(شبرا منت) تعنى (الناحية الغربية).
ومن المأكولات كلمة (أوطة) وهى ثمرة الطماطم فكلمة أوطة تعنى ثمرة. (والفلافل) وهى الطعمية فالكلمة فى أصلها القبطى تعنى (الفول الكثير) و(سميط)  خبز من الدقيق الفاخر.
وكثير من الكلمات الموجودة على السنتنا هى فى الأصل كلمات مصرية قديمة (قبطية) والدراسة توضح أنه ليست  الألفاظ فقط بل قواعد التركيب اللغوى والمفردات ودلائل ما نتكلمه قريب جدا للغة القبطية وبالتالى نتكلم لغة فيها الكثير من الإرث التاريخى واللغوى مما لها من دلائل وممارسات وبراهين تؤكد لنا أنه مازال متبقى جزء من تاريخنا المصرى القديم داخل انفسنا وتقاليدنا ولغتنا.