الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كيرلس الرابع التنويرى (مثالاً)

كيرلس الرابع التنويرى (مثالاً)
كيرلس الرابع التنويرى (مثالاً)




كتب: مدحت بشاى
إذا كانت أخبار أهل التنوير وإنجازاتهم تفرحنا، فالأحرى تكون سعادتنا أكثر إذا كان هؤلاء من رجال الدين، ولعل البابا كيرلس الرابع (أب الإصلاح) يُعد مثالاً  بارزاً لما  قدمته الكنيسة المصرية بكل فخر إلى مجتمعها والوطن..
لأن قداسته من أهل التنوير رأى أن الكتب النفيسة التى لا يوجد منها غير صورة واحدة إذا ضاعت أو بليت فإن ذلك يصيب الكنيسة بخسارة جسيمة فى تراثها وأمجادها وتاريخها العظيم، وأن نسخ هذه الكتب بخط اليد لن يؤدى إلى نشرها بين الكافة وتثقيف الشعب بها، لذلك فكر جدياً فى شراء مطبعة من الخارج لطبع هذه الكتب فى مصر تحت إشرافه، ويوم وصول أدوات هذه المطبعة، كان قداسته فى دير الأنبا أنطونيوس فأرسل بأمر باستقبال المطبعة باحتفال رسمى يرتل فيه الشمامسة التراتيل الدينية، ولما رجع من الدير عاب عليه بعضهم هذا الأمر فأجابهم قائلاً «لو كنت حاضراً لرقصت أمامها كما رقص داود أمام تابوت العهد».. وكانت هذه المطبعة أول مطبعة دخلت الديار المصرية.
وفى زمانه حدث خلاف بين الحكومة التركية وبين الحبشة بشأن تعيين الحدود بين البلدين فى إقليمى هرر وزيلع فكانا تابعين للحكومة التركية، فأوعز السلطان عبد المجيد إلى سعيد باشا والى مصر بإرسال البابا البطريرك إلى ثيوذور نجاشى الحبشة.. فسافر برفقة اثنين من الأتراك و لاقى البطريرك فى هذه الرحلة شدائد جمة ومصائب كثيرة نتيجة وشاية الإنجليز به لدى النجاشى من ناحية ولدى سعيد الأول من ناحية أخرى، والمهم أنه نجح فى نهاية الأمر وأعاد المياه لمجاريها بين الدول.
وكان يرى فى البنت أنها الزوجة والأم المستقبلة وهى بهذا إذا تعلمت كانت مدرسة خاصة لأولادها راعية لزوجها ومعينة له، لذلك دعا إلى تعليم البنات فلاقى مقاومة شديدة جداً، ولم تمهله الأيام لافتتاح مدرسة البنات التى كان قد نادى وعزم على إنشائها.