الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ننفرد بنشر تفاصيل محضر جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكى ضد إمارة الإرهاب.. قطر غارقة فى دعم الإرهابيين

ننفرد بنشر تفاصيل محضر جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكى ضد إمارة الإرهاب.. قطر غارقة فى دعم الإرهابيين
ننفرد بنشر تفاصيل محضر جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكى ضد إمارة الإرهاب.. قطر غارقة فى دعم الإرهابيين




كتب – أحمد متولى


نبرة حادة ومعلومات وشهادات موثقة تلك التى جرى مناقشتها داخل الكونجرس الأمريكى بجلسة استماع عقدت خصيصا لفضح قطر وتفنيد ما يثبت تورطها فى دعم الإرهاب عبر سنوات ممتدة.
«روزاليوسف» تنفرد بنشر تفاصيل نص محضر جلسة استماع عقدت على مدى أكثر من 3 ساعات الأسبوع الماضى التى عقدتها اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية بالكونجرس.
إذ استهلت إيلينا روس- ليتينن العضو بارز فى مجلس النواب الأمريكى من الجمهوريين ورئيس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بقولها «إنه حان الوقت لكشف تسامح قطر وتعايشها مع تمويل الإرهاب وعلاقاتها مع الجماعات الإسلامية المتطرفة».
ولم يفت إيلينا أن تثنى على الدول الأربع المقاطعة لقطر، مؤكدة على المزايا التى تتمتع بها مصر والسعودية والإمارات ومعهم البحرين فى مقابل قطر.
شهدت الجلسة الطارئة مشاركة بعض السياسيين الرسميين ممن أطلق عليهم «شهود عيان» والمحللين والباحثين السياسيين، وأعضاء بارزين باللجنة الفرعية للشئون الخارجية بالكونجرس الأمريكى.
استمعت الجلسة إلى من وصفتهم بشهود عيان على تحركات الدوحة فى الدعم والتمويل المستمر للإرهاب، وجاء على رأس الشهود «جوناثان شانزر»، النائب الأول لرئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهى تهدف إلى تعزيز الديمقراطية ومكافحة الإرهاب- وهى منظمة مدنية لا تهدف الى الربح، وإيلان جولدنبرج، زميل ومدير برنامج الأمن القومى فى الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكى الجديد.
قال شانزر: إن قطر دأبت على دعم مجموعة من الجماعات المتطرفة، وهو ما يهدد الأصول العسكرية الأمريكية هناك، ما يعنى أن استمرارها على ذات المنهج سيصطدم حتما بتواجد القوات الأمريكية على أراضيها.
اتهم شانزر الدوحة مباشرة بدعمها على المستوى السياسى لحماس وحركة طالبان والمسلحين المتطرفين فى سوريا وليبيا، وعناصر الإخوان، ولم تتخذ أى إجراءات ضد ممولى الإرهاب.
أظهرت جلسة الاستماع مدى القلق الأمريكى من دعم قطر الصارخ والمفتوح للجماعات الإرهابية التى حددتها الولايات المتحدة، خاصة مع حقيقة أن «الدوحة» هى موطن لقاعدة جوية أمريكية تمثل نقطة انطلاق للآلاف من الضربات التى شنتها الولايات المتحدة فى الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يبعث على السخرية إذ كيف تنفذ الطائرات الأمريكية غارتها على الإرهاب من دولة هى فى الأصل منبعه وسبب انتشاره فى الشرق الأوسط!
توصل المتحدثون فى الجلسة إلى حقيقة راسخة وهى أن قطر استغلت ثروتها الهائلة وقوتها الناعمة وعلى رأسها فضائية «الجزيرة» لتقويض المصالح الأمريكية، بما فى ذلك جيرانها من الدول العربية، وهى غير راغبة فى معالجة ما تسببت فيه من خسائر ودمار، وفشلت معها الجهود لمدة ست سنوات، وهو ما يهدد بقاءها على المدى الطويل كحليف للولايات المتحدة، وبالتالى انخفضت التصنيفات المالية لقطر لأنها أصبحت مصدر قلق فى المنطقة لا أحد يتوقع ما سيحدث لها إذا ما استمرت فى السير على نهجها.
تبين جلسة الاستماع إن رغبة قطر «الشرسة» فى إسقاط نظام الأسد أفسحت المجال أمامها لدعم تنظيم القاعدة فى سوريا، ويكفى أنها فى وقت مبكر من عام 2012، التقى كبار المسئولين العسكريين بها مع كبار قادة النصرة فى تنظيم القاعدة، وفى عام 2013، کانت شحنات الأسلحة القطریة إلی الجماعات المسلحة تنتهى فى يد جبهة النصرة.
انتهجت قطر، وبحسب شهود العيان بجلسة الاستماع سياسة «خبيثة» فى نقل الأموال إلى الجماعات المتطرفة المسلحة، باصطناع «حجة الاختطاف مقابل الفدية»، ما منح الإرهابيين أموالا طائلة سهلت لهم الاستمرار فى القتال على الأرض والانتشار فى نقاط ممتدة بالدول العربية، والمعلن أنها فقط فدية لتحرير رهائن، هكذا تلاعبت الدوحة وأميرها تميم بالمجتمع الدولى وأمريكا نفسها.
بينت جلسة الاستماع أن الدوحة دفعت فى أبريل الماضى ما يصل إلى مليار دولار للإفراج عن مواطنيها بالعراق، بمن فيهم أعضاء من العائلة المالكة فى قطر، التى أخذت رهينة من قبل جماعة إرهابية عراقية، كما قدمت قطر من 200 - 300 مليون دولار إلى المتطرفين المسلحين فى سوريا الذين كانوا يحتجزون رهائن، فضلا عن مبلغ آخر قدره 700 مليون دولار للكتلة المدعومة من إيران فى المنطقة، وذهب 300 مليون دولار إلى الميليشيات الشيعية التى يدعمها الحرس الثورى الإيراني، وهو ما يوثق علاقتها التى تتنكر لها دائما مع دولة الخميني.
فضائح الدوحة لا تتوقف، إذ تحدث شانزر فى جلسة الاستماع عن دعمها لحركة طالبان، ففى عام 2013، سمحت لهم بفتح مكتب دبلوماسى فى الدوحة، وازدادت أعداد طالبان بشكل أكبر، وفى يناير 2015 شجعوا الهجمات على القوات الأمريكية، والآن الدوحة موطن لحوالى 100 من مسئولى طالبان وأقاربهم، الذين يعيشون بشكل مريح على نفقة الدولة القطرية.
دور آخر لعبته الإمارة الصغيرة فى نشر الإرهاب، إذ مزقت ليبيا ورسخت التناحرات وجعلتها مرتعا لفصائل كثيرة من المسلحين، بإرسالها كميات هائلة من الأسلحة للمسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون الحكومة المدعومة من الغرب فى ليبيا.
وفى عامى 2011 و 2012، انتهكت الحظر المفروض على توريد الأسلحة من قبل الأمم المتحدة ووفرت المواد العسكرية للقوات الثورية من خلال تنظيم عدد كبير من الرحلات الجوية، وتسليم مجموعة من الأسلحة والذخيرة، وقدمت أكثر من 750 مليون يورو إلى المتطرفين فى ليبيا منذ عام 2011، وهذه الشحنات من الأسلحة والأموال وصلت إلى غرب ليبيا عن طريق شركة طيران تجارية مملوكة لقطر.
أما علاقتها بالإخوان، فقد أشارت جلسة الاستماع إلى تواجدهم فى قطر منذ عام 1974، وأنها دعمت بشكل كبير فروعهم فى مصر وليبيا وسوريا وتونس، وفى ليبيا، وأصبحت الدوحة أول حكومة عربية تعترف بالمجلس الوطنى الانتقالى باعتباره التمثيل الشرعى الوحيد لليبيين، ووفرت المواد العسكرية والمال لدعم المتمردين على الرئيس الليبى الراحل معمر القذافي.
بل إنها استثمرت 18 مليار دولار فى مصر بعد وقت قصير من انتخاب مرسى لدعم الإخوان، وقدمت أموالا لحزب النهضة الإسلامى التونسى كذلك، ودعمت المجلس الوطنى السورى الذى يسيطر عليه الإخوان.
شهود الكونجرس لم يغفلوا دور قناة «الجزيرة»، وكيف أنها استضافت قادة الإخوان الهاربين فى فندق خمس نجوم بالدوحة، وأعطتهم حرية البث للهجوم على الحكومة المصرية، فضلا عما للقناة القطرية من تاريخ طويل فى التحريض على العنف، ودعم المتطرفين والمسلحين بأيديولوجية، وتحولها إلى ذراع قطرية.
كما انتقدت جلسة الاستماع عرض الجزيرة أحاديث ليوسف القرضاوي، الذى دعا خلالها ما يسمى بالمحرقة «العقاب الإلهي»، لقتل اليهود.
إن القناة شجعت العنف ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وعززت الفكر المتطرف للمجموعات مثل تنظيم القاعدة «من خلال وصف التفجيرات الانتحارية بأنها عمليات الجنة «والأنشطة الإرهابية كأعمال من «المقاومة»، كما تسببت فى عام 2013 فى قتل أكثر من 170 شخصا فى العراق نتيجة التحريض الطائفي.
استمع الكونجرس إلى أسباب مقاطعة قطر، إذ أكد شهود العيان أن الدوحة خرقت اتفاقها، الذى وقع فى نوفمبر 2013، الذى تعهد فيه الموقعون بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لدول الخليج الأخرى، وعدم دعم الإخوان والجماعات المعارضة فى اليمن، كما تضمن الاتفاق أحكاما تضمن استقرار مصر.. فضلا عن دعمها حزب الله وكذلك الإخوان فى مصر.
وفيما يتعلق بقاعدة «العديد» الجوية ومعسكر «السيلية» الأمريكى على أرض قطر، فقد طرح المتحدثون خيارات وضعوها أمام البنتاجون الأمريكى وصناع القرار فى واشنطن لنقل القاعدة إلى 4 مناطق أخرى متاحة، وهى قاعدة «الظفرة»، فى الإمارات العربية المتحدة وقاعدة شهيد موفق (موفق سالتى) القاعدة الجوية، فى الأردن، وقاعدة عيسى الجوية بالبحرين وأخيرا مطار أربيل الدولى، كردستان العراق.
بينت جلسة الاستماع أن الدوحة رضخت إلى بعض الضغوط الأمريكية ووافقت على إدراج اثنين من مسئولى وزارة العدل الأمريكية فى مكتب النيابة العامة لإجراء تحقيقات، لكن يبقى السؤال هل سيكون هناك المزيد من الملاحقات القضائية، وإرادة سياسية كافية فى الدوحة لتمكين المدعين العامين الأمريكيين من معاقبة كل المشتبه فيهم ذوى الصلة فى القضايا المتعلقة بالإرهاب، كما أنه سيتعين على الكونجرس ممارسة الرقابة فى هذا الصدد، وينبغى كذلك أن ينظر الكونجرس فى التشريعات التى تنص على رقابة أوثق على قطر بشأن تمويل الإرهاب، والضغط على وزارة الخارجية الأمريكية، لإصدار تقريرها عن الدول التى دفعت فدية للإرهابيين خلال العام الماضى والتحرك ضدها.
فى النهاية جاءت شهادة إيلان جولدنبرج «زميل ومدير برنامج الأمن القومى فى الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكى الجديد بأنه يجب التعامل مع قطر كشريك أمريكى معقد، وأن هذه الأزمة لن تحل فى أى وقت قريب، ما يعنى أن هناك اتجاها أمريكيا لاتخاذ خطوات جادة حاسمة هذه المرة فى ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب المتحمس جدا للتصدى إلى الإرهاب ومموليه.