واحة الإبداع.. أصالة الشعراء

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

|اللوحات للفنان أحمد عبدالفتاح


 

أصالة الشعراء

شعر - علاء سامح عبد الحميد


وَماَ منْ شاعرٍ إلا َّ ويفنى ٰجسدهُ
ويبقى اليوم ما سَطَرتْ يداهُ
فالركيك ُتنساهُ الناسُ على عجلٍ
أمَّأ الأصيل ُ فلاَ أحدٍ أبدا ً ينساهُ.
ليسَ العيبَ على من تربَّى على الترفِ
ولكنَّ العيبُ على الذىِ ربَّاهُ
فمنْ كانَ نظمهِ لوجهِ اللهِ قائماً
فذاك سجع رقيقُ ماَ أحلاه ُ
تلوحُ كلماتهُ بحكمةٍ عبر الزمانِ
وذاكَ منْ فاق فى الحُسنِ مداهُ
ومنْ كانت كلماته ُلأجل ِ المالِ
فسيذوقُ ضنكاً وتعساً للذى اشقاه ُ
سيزول المالُ يا سيِّدى حتما ً
فسبحانَ الذى للفناءِ اليومُ ارداه ُ
فليكنْ الحقُّ نُصبَ عينيكَ شامخاً
تسعدُ أبد َ الدهرِ وذلكَ هو مثواهُ
ماَ سعىٰ ساعٍ فى يومٍ نحو الشرِّ
إلا َّ وخابَ على يقينٍ مسعاهُ
وماَ رمىٰ نحو الخيرِ رامٍ
إلا َّ ويزدهر بلا شكٍ الذى رماهُ
ومنْ يرعىٰ بكلماتهِ خلقاً
فسيجنى ثمارَ الذى كانَ هو يرعاه ُ
لا تبكى على داءٍ أصاب َجسدك
فبكاءُكَ على نفسكَ الذى اعياهُ
ومنْ يعتلى ِ عرشَ الحكمةُ يوماً
فليحمدْ ربه الذى هو من اعلاهُ
ضعْ ما تشاءُ منْ لقبٍ فى الورى
فسيفنى ٰ اللقبُ ومنْ أسماه
واركض ْ فى البريِّةُ ما ترىٰ
انّهُ يبلغَ الكوكبُ منْ أدناه ُ إلى اقصاهُ
لنْ تجنى إلا َّ ما يعطيكَ ربّكْ
فكريم ُ هو العطاءُ والاكرم ُ الذى أعطاه ُ