الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسطى «أم باسم» 7 صنايع والبخت فى الطالع

الأسطى «أم باسم» 7 صنايع والبخت فى الطالع
الأسطى «أم باسم» 7 صنايع والبخت فى الطالع




عندما تراها تجد ملامح الشقاء مرسومة على وجهها ويديها فقدت نعومتها من الصنعة التى اختارت العمل بها رغم أنف الجميع رغم كلام الناس والسخرية التى كانت تسمعها لكنها قررت أن تصم أذنها وتسير فى طريقها الذى رسمته لها لكى تحقق هدفها وتصبح «صنايعية» من أجل تربية أبنائها بالحلال بعد أن انفصل عنها زوجها ليترك لها المسئولية كاملة من إنفاق وتربية ورعاية وخلافه.. إنها سهام حسين مغازى الشهيرة بـ«أم باسم السباكة».
تقول أم باسم «أبلغ من العمر 49 عامًا وأعمل سباكة منذ 15 عامًا، وقبل ذلك عملت فى مهن كثيرة منها موظفة فى أحد البنوك، ثم تاجرة ومكوجية ومساعد كوافير وغير ذلك من المهن، وبعد أن انفصل زوجى عنى وترك لى مسئولية التربية والرعاية والانفاق على ثلاثة أبناء قررت أن أبحث عن صنعة أكل منها عيش وأكسب منها بالحلال لأنفق على أبنائى وكنت أرى كهربائى حر يقوم بعمل شغله ويمشى فتمنيت تعلم مهنة حرة ليست وظيفة حكومية ولا تجارة لأكسب بعرق جبينى.
وتابعت: عملت كمساعد كوافير لمدة ستة أشهر وعندما لمس الكوافير منى شطارة لا سيما أننى كنت أذهب للستات فى البيوت استغنى عن عملى لأنه خشى أن أخطف منه الزبائن، ثم تعلمت التفصيل فى مهنة التفصيل ولكنى ظللت مدة سنة ونصف السنة لا أنتج وكنت بحاجة ماسة لأموال كى أصرف على أبنائى حتى أخبرنى البعض بمشروع أغاخان التابع للدرب الأحمر والذى تقوم فكرته على تعليم الشباب مهنة ما وتوفير فرص عمل لهم للقضاء على البطالة، فكنت أنتوى التقدم فى دورة الخياطة والكروشيه ولأنى كنت معقدة من الخياطة فعندما وجدت أن دورة السباكة هى التى ستبدأ لم أتردد فى التقديم لها رغم اعتراض القائمين على الدورة فى البداية على التحاقى بها بحجة أنى سيدة وأن السباكة مهنة تخص الرجال فقط لكن عندما رأوا إصرارى وإلحاحى عليهم وافقوا على التحاقى لاسيما وأنى عملت مع رجال فى مهن كثيرة وليس لدى ما يمنع من العمل سباكاً لأن أمنيتى أن أكون صنايعية ولم يهمنى كلام الناس ولا نظرتهم فالمرأة استطاعت أن تقتحم الكثير من مهن الرجال وأثبتت جدارتها وتفوقها على الرجل.
وتعترف أم باسم قائلة: اشتغلت فى مهن كتيرة موظفة وكوافيرة وتاجر ومكوجية وخياطة، وعندما جربت أعمل عند آخرين كرامتى اتهانت فقررت أن أتعلم مهنة وأكون حرة بدراعى.
صعاب كثيرة واجهتها أم باسم خلال الدورة لكنها تعاملت معها بقدر كبير من الحكمة والذكاء، وعن ذلك تقول: رغم سماعى لكثير من الانتقادات والسخرية وكلام يقلل من الشأن لاقتحامى مهنة تحتكر على الرجال فقط، لم أنتبه.
وبعدما انتهى الكورس وتعلمت الهندسة الصحية بدأت أدخل بيوت أخوتى وأصدقائى ومعى شنطة عدة صغيرة وكنت أصلح لهم أى شىء تالف فى السباكة، حتى أن إحدى السيدات التى عملت عندها دلتنى على محل اشترى منه الأدوات الصحية فكنت أتردد على المحل كثيرًا لدرجة أن صاحب المحل اعتقد أنى اشترى كل هذه الأشياء لمنزلى ولكنى أخبرته أننى أعمل سباكة وأحتاج هذه الأدوات فى عملى فأبدى إعجابه بالفكرة ووعدنى بأن أعمل لديه بعد أن أنهى المدرسة، لافتة إلى أن أكثر ما يميزها كسباكة أنها لا تطلب تغيير الأدوات بل تحاول الابتكار وإصلاح الأمر قدر المستطاع وبذلك لا ترهق ميزانية الأسرة دون داع.