الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أصغر مأذونة: «السوشيال ميديا» خربت البيوت

أصغر مأذونة: «السوشيال ميديا» خربت البيوت
أصغر مأذونة: «السوشيال ميديا» خربت البيوت




رغم أنها أصغر مأذونة فى مصر إلا أنها استطاعت خلال فترة وجيزة لا تتجاوز العام ونصف العام أن تحقق نجاحًا منقطع النظير لتثبت أن المرأة قادرة على النجاح وإحداث بصمة حتى فى المهن التى كانت قديمًا حكرًا على الرجال فقط.. إنها وفاء قطب أول مأذونة فى الإسماعيلية ومدن القناة التى فتحت قلبها وعقلها لـ«روزاليوسف» من خلال الحوار التالى..
فى بداية حديثها تقول وفاء: «اخترت مهنة المأذون ليس لمجرد توثيق عقود فقط، بل هى مهنة إنسانية فى المقام الأول، أحاول من خلالها تقديم حلول إذا كان هناك مشاحنات بين طرفى العلاقة الزوجية تصل لحد الطلاق وإقناعهم من أجل إنقاذ الأسرة من التفكك، وعندما أنجح فإن هذا يعطى طاقة إيجابية كبيرة، هدفى منذ البداية هو إحداث بصمة يكون أثرها واضحاً فى المجتمع، فأنا كامرأة لى دور فى هذا المجتمع يجب عليَّ القيام به، وللأسف الشديد مصر هى الأولى عالميًا فى معدلات الطلاق وأنا اخترت مهنة المأذون لمحاولة تقليل هذه النسبة على الأقل فى محافظة الإسماعيلية التى أعمل بها لاسيما وأنها جاءت فى المرتبة الثانية فى معدلات الطلاق بعد القاهرة لعام 2016، كما أريد أن افتح الباب لأجيال تأتى من بعدى تكمل المسيرة ويكون عدد السيدات اللاتى يعملن كمأذونات أكثر من أن يعد على أصابع اليد الواحدة.
وتؤكد قطب أن أسباب الطلاق كثيرة ومتعددة إلا أن هناك أسبابًا حديثة طرأت على المجتمع فى ظل التطور السريع والمتلاحق للعصر الذى نعيشه، أبرزها الانتشار السريع للسوشيال ميديا التى خربت بيوتا كثيرة وأحدثت عزلة كبيرة بين أفراد الأسرة وللأسف فى مصر كلما تقدمت التكنولوجيا زادت معدلات الطلاق والخرس الزوجى لأننا نستخدم هذه التكنولوجيا بشكل خاطئ، أما السبب الثانى فهو سوء الاختيار، إذ أن ارتفاع سن الزواج جعل الفتاة تتغاضى عن أشياء كثيرة من أجل الحصول على لقب «متزوجة» مما ساهم فى ارتفاع نسب الطلاق، لأن الفتاة تكتشف أن الطرف الآخر مختلف عنها فى التربية والطباع وغير ذلك، تقول وفاء اعتبر أصغر مأذونة على مستوى مصر بأكملها، إذ كانت لائحة العمل كمأذون تنص على ألا يقل السن عن 21 عامًا، ولكن بعد تعيينى تغيرت اللايحة لتنص على ألا يقل سن المتقدم عن 30 سنة والا تزيد على 40 سنة  مع العلم أن إصدار قرار التعيين يستغرق عدة سنوات.
«جلباب وعمة وقفطان» هذه هى الصورة الذهنية التى صدرتها الدراما للمأذون، ثم جاءت بعدها صورة «نونة المأذونة» ذلك المسلسل الذى قدمته حنان ترك عام 2011 ويحكى قصة أول مأذونة تقتحم هذه المهنة من السيدات وهى أمل سليمان، إذ تقول قطب أن هذا المسلسل لا يمت للواقع بصلة فهو مجرد مسلسل كوميدى لا أكثر، حتى أن أمل سليمان قامت برفع دعوى قضائية ضد المسلسل، لافتة إلى أن هذه هى عادة الدراما المبالغة فى كل شىء.. المأذون ليس شخصًا معقدًا أو مختلفًا هو شخص مثله مثل كل الناس.. أنا شخصيًا أخرج مع أصدقائى بشكل عادى وأحضر أفراحًا وأمارس حياتى مثل أى شخص.
وردًا على المتشددين الذين يقولون كيف تعمل المرأة مأذونة مما يضطرها إلى أن تضع يدها وسط يد الرجال، تقول قطب: أقوم بكتب الكتاب وأنا أجلس على مكتبى والعريس ووكيل العروسة يجلسان أمامى والمسافة بيننا تكون بعرض المكتب، ولا أضع يدى على يديهم بل أقوم بتلقينهما  وهذا ليس له علاقة بصحة العقد، كما أن وضع اليد ليس له أصل فى الشريعة الإسلامية لكنه مجرد ثقافة أفلام، حتى أن الناس تقتنع بذلك دون أن تناقشنى فيه.