الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الآثار مهددة بـ«التحلل» من تعطل التكييفات

الآثار مهددة  بـ«التحلل» من تعطل التكييفات
الآثار مهددة بـ«التحلل» من تعطل التكييفات




كتب - علاء الدين ظاهر

كشفت مصادر بالآثار عن كارثة تنتظر معروضات عدد من المتاحف، وذلك بسبب عدم وجود أجهزة تكييف بها، مما يهدد الآثار المعروضة بالتحلل كونها آثارا عضوية،حيث إن عدم توفير بيئة مناخية مناسبة للعرض المتحفى يعرض القطعة المتحفية لأضرار  جسيمة قد لا يمكن علاجها إذا ما وصلت لحالة متأخرة.
وقالت المصادر إنه بالإضافة إلى ما سبق، فإن ذلك أدى لضعف حركة زيارة تلك المتاحف بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو مع عدم وجود أجهزة تكييف،وأول تلك المتاحف هو متحف النسيج الذى يقع فى سبيل محمد على الأثرى المواجه لمجموعة قلاوون بشارع المعز.

وتابعت المصادر: كل معروضات المتحف عبارة عن أنسجة وخيوط أثرية قديمة جداً،وارتفاع درجة حرارة الجو المحيط بفتارين العرض يؤدى إلى سخونة الهواء بداخلها، وبالتالى ارتفاع درجة الرطوبة ما يهدد تلك الأنسجة بالاهتراء والتحلل، ومن ثم يعتبر التقصير فى معالجة الأمر جريمة يعاقب عليها القانون.
وقالت المصادر إن هذا الخطر يهدد أيضا آثار المتحف القبطى ومتحف مركب خوفو، حيث إن المركب من الخشب وهو مادة عضوية تتأثر بشدة بالتفاوت الشديد فى درجة الحرارة وارتفاعها وانخفاضها،كذلك معروضات المتحف القبطى، والتى تضم الكثير من الأثار العضوية ومنها الأخشاب والنسيج والمخطوطات.
وقالت المصادر إنه فى قاعة العرض المؤقت بمتحف الحضارة وصل ارتفاع درجة الحرارة فى الفتارين الى ٣٠ درجة مئوية ومستوى الرطوبة النسبية الى معدلات خطيرة  تصل الى ٧٠٪‏ ما يهدد القطع المتحفية خاصة العضوية، وبالفعل تكونت بقع غازية بفعل ارتفاع درجة الحرارة داخل الفتاريين الأمر الذى يهدد بتفاعل البويا وخروج غازات تتفاعل مع المادة العضوية مما يهدد الآثار.
وقال أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج إن الشركة ستبدأ العمل فى تركيب وصيانة التكييفات الاسبوع المقبل، موضحًا حقيقة تضرر الآثار بفعل عدم وجود تكييف فى المتحف، قائلًا: إنه من حسن الحظ ان التكييف فى معمل الترميم يعمل منفصلا وساعد كثيرا فى عمل صيانة وترطيب للمعروضات،والمتاحف المصرية.
هذا وقال المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار إن تكييفات متحف مركب خوفو بالهرم تعمل حاليا، حيث تم تغييرها كلها وعمل صيانة شاملة له،اما متحف النسيج فقد تم إنهاء اجراءاته ووقعنا عقدًا مع شركة لتحديث التكييفات المتوقفة وتركيب جديد بمبلغ يتجاوز 450 ألف جنيه.
من جانبها فجرت الهام صلاح رئيسة قطاع المتاحف مفاجأة فى حيث ألقت بالمسئولية على قطاع المشروعات بالوزارة فى عدم تشغيل تكييفات المتاحف الثلاثة النسيج ومركب خوفو والقبطي، مشيرة إلى أنه فى النسيج فإن قطاع المشروعات أضاع عامين فى اللجان المختلفة للبت فى الأمر،وقد كتبت مذكرة بهذا الأمر واحلتها للنيابة.
وتابعت: مؤخرا وقعنا عقدا مع إحدى الشركات لشراء قطع غيار التكييفات لاصلاحها وإعادة تشغيلها، والقاهرة التاريخية ستتولى تنفيذ ذلك، اما متحف مركب خوفو فقد تم عمل وحدات التكييفات وجاهزة للعمل،لكن المشكلة لدى قطاع المشروعات الذى من المفترض أن يتولى التركيب والتشغيل لإنهاء الأمر.
وردا على بقاء تلك المتاحف أكثر من ٣ سنوات بلا تكييفات واضرار ذلك على الآثار العضوية، قالت: المتحف المصرى بالتحرير طوال عمره بلا تكييفات لا مراوح واثاره لم تتضرر و«عايشة»، والتفاوت فى ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة فى مصر ليس كبيرا،ولا يؤثر بالضرر على القطع الأثرية، وتدمير الآثار يحدث لو كانت درجة الحرارة مثلا 50 وانخفضت الى 20 وهذا لم يحدث ابدا من قبل فى مصر.
ومن ناحية اخرى أعلنت وزارة الآثار أن شركتى أوراسكوم والمقاولون العرب المكلفتين من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة،تسلمتا المعبد اليهودى بالإسكندرية لوضع المعدات اللازمة وتجهيز الموقع تمهيدا للبدء فى ترميمه، وذلك تحت الإشراف الكامل من وزارة الآثار.  صرح بذلك محمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، موضحا أنه من المقرر أن يستغرق مشروع الترميم نحو ثمانية أشهر، بتكلفة 100 مليون جنيه مصرى ممولة من الحكومة المصرية. وأشار عبد العزيز إلى أن الحكومة المصرية  كانت قد خصصت مبلغ مليار و 270 مليون جنيه مصرى للانتهاء من أعمال ترميم ثمانى مشروعات بالوزارة.