الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخبير السياحى العالمى حسين حتاتة لـ«روزاليوسف»: «حرق الأسعار» بالفنادق خطر كبير على الأمن القومى ويهدد المنظومة السياحية

الخبير السياحى العالمى حسين حتاتة لـ«روزاليوسف»: «حرق الأسعار» بالفنادق خطر كبير  على الأمن القومى ويهدد المنظومة السياحية
الخبير السياحى العالمى حسين حتاتة لـ«روزاليوسف»: «حرق الأسعار» بالفنادق خطر كبير على الأمن القومى ويهدد المنظومة السياحية




حوار - محمد زكريا

حسين حتاتة، الخبير السياحى العالمى، ونائب رئيس مجموعة الخزامى السياحية بالمملكة العربية السعودية، يقول إن مصر تمتلك مقومات سياحية لا يوجد دولة فى العالم تملك مثلها، مؤكدًا على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا القطاع المهم، بتشجيع الاستثمار فى المشروعات السياحية، وإعطاء توجيهات للحكومة بتيسير اى عقبات أو معوقات بيروقراطية قد تواجه المستثمرين.
وكشف «حتاتة»، خلال حواره مع «روزاليوسف»، كيف أنّ الدولة تنفق مبالغ طائلة على قطاع السياحة لا توازى العائد منها، ما يشكل عبئا اقتصاديا على الدولة، على حد قوله.
وعبر « حتاتة» عن أسفه من اتباع الفنادق المصرية سياسة «حرق الأسعار» وهو ما أضر بالمنظومة السياحية.
وطالب «حتاتة» بضرورة تجديد واستحداث أساليب غير تقليدية فى الحملات الترويجية والدعاية للمقاصد السياحية المصرية بالخارج، وإلى نص الحوار:

 

■ كيف ترى الوضع الحالى للسياحة المصرية؟
- أرى أن الاسواق السياحية التى تبنى عليها الخطة الترويجية لمصر تعتمد على الاسواق السياحية الخمس الكبرى (روسيا- بريطانيا- ألمانيا - فرنسا- أمريكا) متجاهلة أسواق أخرى مهمة يكون فيها معدل الانفاق السياحى أكبر، لذا يجب أن يكون هناك تحرك سريع وفورى لفتح أسواق سياحية جديدة كالسوق الاسيوى و«أمريكا اللاتينية» فهذا يعمل على رفع معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر.
فالرئيس عبد الفتاح السيسى يدعم هذا القطاع المهم، بتشجيع الاستثمار فى المشروعات السياحية، وإعطاء توجيهات للحكومة بتيسير أى عقبات أو معوقات بيروقراطية قد تواجه المستثمرين.
فالترويج للسياحة له مناح عدة، مثلا، هناك ملايين السائحين من ذوى الاحتياجات الخاصة حول العالم لماذا لا تضع وزارة السياحة خطة لتشجيع هؤلاء على زيارة مصر؟
السياحة المصرية لا تحتاج إلى إنشاء غرف فندقية جديدة «كتل خرسانية صماء» فلدينا أكثر من 3 آلاف غرفة سياحية، وما نحتاجه هو تنويع النشاطات المتواجدة داخل الفنادق، بتقديم جميع وسائل الترفيه للسائحين مع توفير جميع الإمكانيات لهم.
■  ما رأيك فى تعامل وزارة السياحة مع حادث الغردقة الأخير؟
- جميع دول العالم تقع بها عمليات إرهابية، ولدينا أجهزة أمنية على أفضل مستوى، ولكن تناولنا للحدث وطرق معالجته يحتاج لمزيد من التدقيق والاحترافية، فلابد أن يكون هناك دور فعال لوزارة السياحة والهيئة العامة للاستعلامات فى مثل تلك الأزمات، بحيث يتم التواصل مع الإعلام الغربي، لعرض الحقائق وتصحيح المعلومات المغلوطة، وطمأنة السائحين، بإصدار بيانات صحفية بصورة مستمرة، مترجمة بأكثر من لغة، لتخاطب العالم الخارجي، مع ضرورة إنشاء قناة سياحية تعمل على الترويج للمقاصد السياحية المصرية.
■ هل استغلت وزارة السياحة زيارة المشاهير والسياسين لمصر، بشكل جيد، خلال الفترة الماضية للترويج لمصر؟
- زيارة المشاهير لمصر فكرة جيدة، وتساهم بشكل إيجابى فى تحسين الصورة الذهنية للسائحين عن المقاصد السياحية المصرية، ولكن الأهم أن يتم اطلاع هؤلاء المشاهير والسياسيين على الإجراءات التى تتخذها مصر للاهتمام بالسائح.
جميع السائحين بالعالم لديهم شغف بزيارة الأهرامات، وعندما يحضرون لمصر يجدون العديد من الصعوبات، منها الوصول لمنطقة الأهرامات، كما يجب تطوير تلك المنطقة بشكل جيد لخدمة السائحين.
ليس الأهرامات فحسب بل ألاحظ أن المعابد والأماكن الأثرية المهمة تغلق ليلا، ما يفقد للآثار المصرية جانب مبهر وسائح من جمالها وهو الاستمتاع بها ليلا بعمل إضاءة احترافية لها تبرز روحها وصناعتها الماهرة، لذا أرى أنه لابد من إصدار قرار بفتح المعابد والأماكن الأثرية ليلا أمام السائحين للاستمتاع بجمالها الساحر، إذ إنه فى النهاية الدولة تنفق مبالغ طائلة على السياحة تفوق العائد منها وهو ما يشكل عبئا اقتصاديا على الدولة.
■ بخبرتك، لماذا تراجعت السياحة العربية الوافدة لمصر خلال الفترة الماضية؟ وما هى أهم متطلبات السائح العربي؟
- السائح العربى ذو طبيعة خاصة، وله عادات اجتماعية ودينية يتمسك بها ويحافظ عليها، فهو يحتاج دائما إلى «الخصوصية»، حيث يأتى لزيارة مصر بصحبة أسرته ولا يشعر بوجود الخصوصية، كما أن طبيعة السائح العربى تهتم دائما بـ«سياحة التسوق»، وإذا طبقنا ذلك على مصر سنجد أننا  لا يوجد لدينا حتى الآن «مول» بمواصفات عالمية، يضم العديد من «الماركات العالمية».
هناك عوامل أخرى تعوّق زيارة السائح العربى لمصر، كالطيران، وقيام الفنادق المصرية ببيع الليلة السياحية بأسعار خيالية تفوق 3 أضعاف ثمن بيعها للسائح الغربى. بانتهاجها سياسة «السعر حسب الجنسية».
أيضا وزارة السياحة لم تطرح برامج سياحية حقيقية لتشجيع السائح العربى لزيارة مصر، مثل إقامة فعاليات أو أحداث عالمية أو معارض دولية.
وعلى الجانب اللوجيستى نجد أن جميع المواقع الالكترونية الرسمية لوزارتى «السياحة» و»الآثار» ـ نافذة مصر التى يطل منها العالم علينا ـ نجد أنها لا تُحدّث بشكل مستمر، ولا يتم استغلالها بالشكل الذى يمكن السائح من الاطلاع الجيد على التفاصيل السياحية فى البلد وهو فى مكانه، ليطمئن قلبه، فمن غير المنطقى إتاحة هذه المواقع على شبكة الانترنت بلغات محدودة تتوقف عند اللغة العربية والإنجليزية فقط، ما يجعلنا نفقد ملايين السائحين المحتملين الذين يستخدمون لغات مختلفة عن المتاح.
■ ما رأيك فى قيام الفنادق المصرية بانتهاج سياسة «حرق الأسعار» لجذب السائحين؟
- أمر غير محمود طبعا، والمسئول الرئيسى عن تلك المهزلة هى وزارة السياحة.
فسياسة «حرق الأسعار» ينتج عنها بيع المقصد السياحى بأبخس الأسعار، وهذا الأمر يحتاج إلى تدخل حاسم من وزير السياحة، لإيقاف تلك السياسات التى تضر بسمعة السياحة المصرية.
كما أن غياب الرقابة الفعلية من الوزارة على الفنادق ساهم بشكل قوى فى تراجع  الخدمة المقدمة للسائح، والمستفيد الأول من سياسة حرق الاسعار هو منظم الرحلات، فظاهرة «حرق الاسعار» تهدد القطاع السياحى برمته، ولها اثار كارثية على الاقتصاد القومى، وخطر على الامن القومى المصرى.
ويجب العودة الى نظام وقواعد عمليات تقييم الفنادق. بحيث يتم تسعير الليلة فى الغرف الفندقية وفقا لمعايير معتمدة من وزارة السياحة، وضرورة إنشاء قانون يحمى العمالة السياحية وإنشاء نقابة خاصه بهم لحفظ حقوقهم، وأطالب بوقفه حاسمة من وزارة السياحة للقضاء على سياسة حرق الاسعار.
■ ما أهم الأنماط السياحية التى لم يتم التطرق إليها فى مصر حتى الآن؟
- مصر تملك كل الأنماط السياحية المثالية، فلدينا السياحة الترفيهية بامتلاك مصر ما يقرب من 3000 كيلو متر من الشواطئ، وكذلك السياحة النيلية، حيث تمتلك مصر نهر النيل بما فيه من متنزهات متنوعة،
والسياحة الثقافية فمصر بها العديد من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والمتاحف، والسياحة البيئية يستمتع السائح بالمشى أو ركوب القوارب فى المناطق الطبيعية، وتتمثل فى المحميات الطبيعية ذات الشهرة العالمية، والسياحة العلاجية، التى اشتهرت بها مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالى من الرطوبة وما تحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة.
وتتميز مصر بمراتب متقدمة بين الدول السياحيّة على مستوى العالم، من حيث استحواذها على أعداد هائلة من السيّاح من مختلف أنحاء العالم، وأكثر ما يميزها وجود عدد كبير من المزارات السياحيّة، والمتاحف والآثار والمعابد والمبانى التاريخيّة فى أراضيها، كما أن بنيتها التحتيّة المتينة قد ساعدت على تطوّر قطاع السياحة وتقدّمه بشكل ملحوظ، فظهرت المنتجعات السياحيّة ومكاتب الطيران والسياحة لإسناد السياحة فى البلد. ومن أكثر المناطق المصريّة جذباً للسياح على مدار العام هى الأقصر، وأسوان، والقاهرة، والإسكندريّة، والبحر الأحمر وغيرها،
 ويذكر أن السياحة المصريّة ذات تاريخ عريق منذ زمن المصريين القدماء، حيث تمكنت مصر  على مكانتها السياحيّة على مر القرون الماضية حتى التاريخ المعاصر، وقد حظيت مصر بإدراج ستة مواقع تراثيّة ثقافيّة لها ضمن قائمة مواقع التراث العالمى من قِبل منظمة اليونسكو.
ويتابع «حتاتة» بأن لمصر العديد من الأنماط السياحة منها:
السياحة الترفيهية والتى تعد أحد أهم أنواع الأنشطة السياحية التى توجد فى مصر والتى تجتذب عددا كبيرا من السائحين من مختلف دول العالم، لما تتمتع به مصر من شواطىء خلابة على البحرين الابيض والاحمر وتمتد لنحو 3000كم .
 بينما السياحة النيلية الترفيهية تبدأً من الرحلات السريعة بالمراكب الصغيرة، مروراً برحلات البواخر النيلية، وانتهاءً بالفنادق العائمة.
 ولدينا كذلك السياحة البيئية، وهى نمط من أنماط سياحة الطبيعة وخلالها يستمتع السائح بالمشى أو ركوب القوارب فى المناطق الطبيعية، وتتمثل فى المحميات الطبيعية ذات الشهرة العالمية مثل: محميات رأس محمد، سانت كاترين، نبق فى جنوب سيناء، وهى أيضا مناطق جذابة لكنها تحتاج اهتمامًا كبيرًا من الدولة وقد رصدت الحكومة على حد علمى مبالغ خاصة لتطويرها والتفتت إليها أخيرا.  
كما تتميز البيئة فى سفاجا على البحر الأحمر، إذ إن هذه المنطقة ستشهد ميلاد مشروع تحويل الحياة البحرية بمياه البحر الاحمر الى محمية طبيعية بساحله الطويل الذى يمتد لاكثر من الف كيلو متر وسوف يكون ثانى اكبر محمية بحرية بيئية فى العالم .
 مصر من أهم الدول التى تمتلك مقومات السياحة العلاجية، إذ تعرف كمقصد سياحى بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالى من الرطوبة وماتحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة، وتـعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة، وهو نمط سياحى انتشر فى السنوات الماضية وله خصوصية عند قطاع عريض من السائحين الذين لا يتأثرون بأى عملية إرهابية هنا أو هناك.
 وأخيرا السياحة الرياضية، وتعد إحدى الوسائل الهامة فى الترويج السياحى مما أضفى على السياحة متعة وترفيها تسعى اليه كل الشعوب، وقد أصبحت السياحة الرياضية عاملاً هاما فى الجذب السياحى.
■ هناك شركة مسئولة عن الترويج لمصر بالخارج ما تقييمك لها؟
- أقوم بالعديد من السفريات بالخارج ولا ارى أيه اعلانات ترويجية فى الاماكن الحيوية و الهامة التى يتردد عليها السائحون بالخارج، هناك تقصير كبير فى الترويج.