الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحلفاء ينقلبون

الحلفاء ينقلبون
الحلفاء ينقلبون




كتبت - هند عزام


كعادتها إسرائيل وما عرف عنها بالتخلى عن حلفائها عندما ترى أنهم سيخسرون المعركة لتتجه إلى الكفة الرابحة، فمع تصاعد الأزمة القطرية عقب مقاطعة الأربع دول العربية «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» لها بسبب دعمها للإرهاب رأت إسرائيل أن الدوحة على وشك النهاية فتخلت عن حليفها أمير الدم «تميم» أمير قطر.
وأعلنت إسرئيل أمس الأول أنها قررت غلق مكتب قناة «الجزيرة» بالقدس وذلك لدعم قطر للإرهاب وجاء القرار كالصفعة لمسئولى القناة ومذيعيها وانتابتهم حالة من الهلع وبدأ الهجوم المتبادل بين الحلفاء.
ووسط هذا الزخم الشديد نجد الإخوانى فيصل القاسم مذيع الجزيرة الذى يبهرنا كل فترة بأخباره المثيرة للجدل التى ينشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر» ويبدو فيها الاهتمام بأخبار الفتنة الطائفية وزواج المثليين.
نشر فيصل فيديو عن مظاهرة للمثليين بهولندا كما نشر تقريراً عن أحد المواقع عن «الحشيش الأفغانى»؟!
ومن جانبه قال وزير الأوقاف مختار جمعة خلال حواره على قناة «العربية»: إن قطر تعيد تبنى دعوة إيران، وتتبنى آراء دول لا تريد الاستقرار للمنطقة، محذرًا من يفكر فى التعرض للأماكن الدينية كالكعبة، أو المسجد النبوى، أو المسجد الأقصى، حيث سيزداد خزيًا وعارًا وأضاف: «من يقترب من معتمرى بيت الله الحرام لن يذيقه الله إلا خزى وخسارة».
 ومن جهته أكد  خالد بن حمد، وزير خارجية البحرين، أن محاولات قطر للهروب من مطالب الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب ووقف دعمها للجماعات المتطرفة لا فائدة منها؛ لأن تلك الدول ملتزمة بمطالبها ولن تتراجع فيها.
ومن جانبها أذاعت قناة «سكاى نيوز» العربية تقريرين عن قطر وعلاقتها بالإرهاب التقرير الأول تضمن علاقات الدوحة وإيران والثانى استطلاع رأى الأمريكيين حول الأزمة القطرية.
وتضمن التقرير الأول أن قطر أضحت  فى مقدمة الدول التى تمد يدها مهنئة الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى حفل أدائه اليمين الدستورية لتوليه فترة رئاسية ثانية.
ومع مرور الوقت ينكشف ما كان مخفيا فى العلاقة بين الدوحة وطهران، بعدما اختارت الأولى التصعيد ضد جيرانها العرب والتقرب من دولة تعد من أكبر رعاة الإرهاب فى العالم.
فعلى مدار سنوات شهدت علاقات البلدين تنامياً وتسارعاً فى مجالات عدة رغم استفزاز طهران ودورها المشبوه فى المنطقة، إلا أن الدوحة سارت عكس الاتجاه وخالفت الإجماع العربى.
وبدأ التعاون القطرى الإيرانى تكشف بوضوح منذ عام 2015، حينما وقعت الدوحة على اتفاقية مع الحرس الثورى الإيرانى لتعزيز التعاون الأمنى بينهما.
وفى العام نفسه وقع قائد حرس الحدود الإيرانى قاسم رضائى ومدير أمن السواحل والحدود القطرى على أحمد سيف البديد على اتفاقية أمنية بذريعة حماية الحدود المشتركة بين البلدين.
لكن هناك اتفاقاً سرياً آخر لم تعلن الدوحة عنه، ينص على تدريب طهران للقوات البحرية القطرية، بالإضافة إلى إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الحرس الثورى.
وتعارض الموقف القطرى مع موقف الدول العربية التى أبدت قلقها من الأنشطة النووية الإيرانية، متمثلا بتصويت الدوحة عام 2006 ضد قرار مجلس الأمن حول الملف النووى الإيرانى والذى دعا طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية على هذا الصعيد.
وفى الوقت الذى وجدت طهران فى الأزمة الخليجية الأخيرة فرصة للتدخل فى شئون الآخرين، سارعت قطر وعلى لسان أميرها بامتداح الدور الإيرانى فى المنطقة.
وليس من باب المصادفة أن تلتقى طهران والدوحة وتطابق سياسة البلدين تجاه دول المنطقة، فإيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب تعلم جيدا مدى سعى قطر ودعمها المادى والإعلامى للجماعات الإرهابية وهو ما يلتقى مع مصلحة طهران التى تحاول فرض سيطرتها عن طريق ميليشياتها الطائفية المسلحة فى عدد من الدول العربية.
 أما التقرير الثانى للقناة أشار إلى استطلاع أجرته صحيفة «عرب نيوز» السعودية بالتعاون مع شركة دولية متخصصة فى أبحاث استطلاع الرأى، وكشف أن 67% من الأمريكيين، أى ما يعادل الثلثين، يربطون الأزمة القطرية فى أذهانهم بالاتهامات الموجهة إلى قطر بدعم الإرهاب، والتدخل فى الشئون الداخلية لجيرانها.
وخلص إلى أن 27 فى المائة فقط من الأمريكيين يعتبرون قطر حليفة للولايات المتحدة.
وكشف الاستطلاع، الذى أجرى فى يوليو وشمل ألفين و263 شخصا، أمريكيا مقيما فى الولايات المتحدة، أن 31 فى المائة من الأمريكيين يعتبرون قطر دولة عدوة لبلادهم.
وأوضحوا بأنه لا بد من نقل قاعدة العديد العسكرية الأمريكية من قطر إلى دولة أخرى.
وأظهر الاستطلاع أن 49 فى المائة من الأمريكيين غير متأكدين حالياً إذا ما كان من الأفضل بقاء قاعدة العديد التى تستضيف أكثر من 11 ألف جندى أمريكى فى قطر.
وفيما يتعلق بقناة «الجزيرة» القطرية، يرون أن للقناة تأثيرا سلبيا على صورة الولايات المتحدة فى الخارج.
واتفق 44 فى المائة من الأمريكيين على اعتبار قناة «الجزيرة» منصة لبث محتوى التنظيمات الإرهابية المرتبطة بأسامة بن لادن.