السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجزيرة تستخدم «ديزنى» فى حربها ضد مصر

الجزيرة تستخدم «ديزنى»  فى حربها ضد مصر
الجزيرة تستخدم «ديزنى» فى حربها ضد مصر




تحقيق- آية رفعت


بعد نجاح حملة «ديزنى بالمصرى» منذ عدة أشهر وعودة شركة ديزنى العالمية للتعاون مع الدوبلاج المصرى بعد انقطاع ما يزيد على عامين. طرحت قناة الجزيرة القطرية منذ أيام قليلة على حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى السناب شات حملة للوقوف ضد عودة الدوبلاج المصرى والمطالبة باستفتاء جماهيرى عبر صفحتها لاختيار الجمهور ما بين الأفضلية فى الدوبلاج المصرى أم باللغة العربية الفصحى، والذى قالوا عنه أنه الأفضل لوصوله للأطفال بشكل سليم ومناسبته لجميع الدول. وقد تم عرض مقطعين لأحد أفلام ديزنى الشهيرة أحدهما بالمصرى والآخر بالعربى للمقارنة بينهما.
وإن كانت هذه الحملة يقيمها فرع شركة ديزنى العالمية بالشرق الاوسط، ومقره بإمارة دبى، منذ فترة كبيرة تتعدى السنوات. إلا أن الجزيرة قد استخدمتها كنوع من الحرب ضد مصر وثقافتها وفنها.
وبداية الأمر كانت منذ سنوات قليلة حيث بدأت القنوات الفضائية باستبدال النسخ المخصصة لأفلام ديزنى الشهيرة والتى تمت دبلجتها باللهجة المصرى إلى نسخ أخرى بالعربية الفصحى. وعندما وجد عشاق الأفلام من مختلف الجنسيات هذا الأمر يتزايد مع الوقت بدأوا فى إقامة حملة «ديزنى بالمصرى» وأطلقوا دعوات لشركة ديزنى الأم مطالبين بعودة الأفلام باللهجة المصرية، وذلك لعدم الاكتفاء بالعربية الفصحى ثم اعدام النسخ المصرية العتيقة والشهيرة من مكتبات ديزنى.
وقد قامت الحملة بالتأثير على الكثير من القنوات الفضائية خاصة وأنها لاقت استجابة من جمهور ديزنى من مختلف الدول العربية معبرين عن حبهم للدوبلاج المصرى كما أنه سهل للوصول لكل اللهجات وللأطفال على وجه الخصوص.
مع الوقت بدأت الشركة فى الرضوخ لطلبات القنوات فى استخدام للنسخ المدبلجة للمصرية ولكن عادت الجزيرة لفتح الملفات مرة أخرى ومحاولة تبنى حملة ضد الدوبلاج المصرى حيث وصف بعض متابعيها أنها قد تهدم اللغة العربية عند أطفالهم.
ومع عودة الحملة العنيفة وتبنى «الجزيرة» على وجه التحديد لها، تحدث المخرج أحمد مختار، مؤكدا أن من عمله كمخرج للدوبلاج يعلم جيدا أنه لا يوجد إثبات لوجود شعب دولة عربية واحدة لا يفهم العامية المصرية، فهى اللهجة الوحيدة الرسمية التى يجتمع عليها كل العرب على عكس الفصحى التى يدعون بأنها يتم فهمها بسهولة. وأضاف قائلا: «هذه الحملات لن تجدى ولن تؤثر بالتاريخ، فاللهجة المصرية معروفة ومحبوبة من جميع الوطن العربى ومصر هى دولة الفن الأولى، فنحن نصدر الأغانى الأفلام المصرية ولازالت الأعمال المصرية هى الأكثر شعبية ورواجا. فهم تبنوا مثل هذه الحملة اعتقادا منهم انهم يستطيعون محاربة الفن المصرى أو التأثير عليه بينما هذا ليس صحيحا لأننا الأقدم تاريخيا والأكثر فى عدد المبدعين واكثرهم ثقافة ولا تستطيع الجزيرة مجاراة الاتقان المصرى والعمل والإبداع بأى شكل».
وأضاف قائلا إن اللهجة العامية محبوبة وقريبة من الأطفال والكبار كما أن الفصحى تحمل بعض العوائق والتى تضعها قناة مثل الجزيرة مثلا فلا يمكن مناداة أحد بقوله (يا حبيبى) بل يقولون (صديقى) أو (نرقص) فيقولونها (نتحرك)، وغيرها من المصطلحات التى تم الاستغناء عنها. وأضاف قائلا: «هم يعيشون بنظام البادية فمن الأفضل ألا يتدخلوا فى أمور لا تخصهم لأن العالم يتطور ونحن نواكب التحضر».
أما الفنان سامى مغاورى والذى شارك بالدوبلاج الصوتى لأكثر من عمل مهم خاص بديزنى فأكد أن هذه الحملة ليست دفاعا عن اللغة كما يدعون بل إنه لها أغراضًا سياسية وأكبر دليل على ذلك أنها ضد رغبة الجمهور العربى نفسه والذى شارك بكثرة فى حملات الفيس بوك وتويتر الخاصة بعودة ديزنى للمصرى، وأضاف قائلا: «اللهجة المصرية تصل لكل الناس منذ زمن أسطوانات الأغانى حتى ان الدول العربية التى لم تكن لديها دور عرض سينمائية افتتحتها خصيصا لعرض الأفلام المصرية. ومع احترامى لكل فنون الوطن العربى لأن الفن المصرى أشهرها وأكثرها شعبية وتاريخا واللهجة المصرية تعتبر أساسية لأى بيت عربى . كما أنه لكل مقام مقال فاللهجة العامية لا يصلح استخدامها فى أعمال مثل «قصص القرآن» على سبيل المثال أو أعمال تاريخية أو دينية بحتة. فاللغة الفصحى هنا مطلوبة لملائمتها مع اهمية العمل والحوار الخاص به. أما أفلام الكارتون الخاصة بالأطفال والتى تطلقها ديزنى لا يليق معها الفصحى لأن الأفلام خفيفة تتطلب مرونة فى الأداء والأغانى وهى لا تقدم باللغة الفصحى فى أى بلد بل بلكنات مقربة من الجماهير مثل أى عمل آخر فاللهجة العامية مساحتها عريضة ويمكن استخدامها بأى شكل وملاءمتها لأى موقف. فلا استطيع تفسير ما يحدث إلا أنه محاولة منهم لإقامة حرب على الفن المصرى كما أنه حقد على نجاح اللهجة المصرية لأن لهجاتهم لا تصل لأى أحد وكل الدول العربية من الصعب انتشار لهجاتها بشكل يشمل كل الوطن العربى لأنه سيكون هناك سوء فهم وعدم مقدرة على الاستيعاب، واللهجة المصرية هى الوحيدة القادرة على الوصول للجمهور من المغرب إلى الخليج وموريتانيا وأى دولة تتحدث العربية».
بينما رأت الناقدة خيرية البشلاوى أنه يجب علينا الأخذ فى الاعتبار أنه بشكل عام فكرة عودة الفصحى للدوبلاج يساعد الأجيال القادمة على الاهتمام باللغة بدلا من إهمالها بهذه الشكل الذى تلاحظه بين الأجيال. ولكنها ضد أى حملة تأتى من قطر لأنهم لا يحافظون على اللغة كما يدعون بل هى حملة للحرب ضد مصر واقتصادها وفنها الذى تتميز به مؤكدة أن قطر منبع شر للدول العربية وخاصة مصر فرأت أن الدوبلاج فرصة للعيش بدور المدافع عن اللغة بينما هى تقود حربا ضد اقتصادنا.
 وأضافت البشلاوى قائلة: «فن الدوبلاج لدى المصريين فن له تاريخ طويل وميراث لا يستطيع أحد أن ينافسنا عليه. وإن كانت قطر لا تملك الإبداع والإتقان المصرى ولكنها للأسف لديها سلاح الأموال الذى يجعلها تشترى الدورات الرياضية المهمة وتشترى مراكز لها عالمية غير حقيقية وغيرها من الأمور التى تشتريها فهى لا تملك سوى النقود لكى تظهر بالصورة. ولكنها لن تستطيع الوقوف فى وجه مصر ولا يوجد أى أحد يستطيع اتقان المجال بدون اية خبرة أو فن».