الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: مصر نجحت فى فك الحصار وتنويع مصادر السلاح وحجم المشروعات إنجاز هزم التحديات

الكاتب الصحفى كرم جبر  رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: مصر نجحت فى فك الحصار وتنويع مصادر السلاح وحجم المشروعات إنجاز هزم التحديات
الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: مصر نجحت فى فك الحصار وتنويع مصادر السلاح وحجم المشروعات إنجاز هزم التحديات




حاوره - أيمن عبدالمجيد

■ هل تسعى الهيئة الوطنية للصحافة لتحويل الصحف القومية لأداة حشد وتعبئة فى اتجاه واحد؟ وما مستقبل المؤسسات الصحفية المثقلة بالديون؟ وهل هناك خطط للتطوير وما طبيعتها؟ وكيف يفعّل دور الصحافة فى مواجهة الإرهاب والتحديات التى تواجه الوطن؟
■ هل ستفرض الهيئة لوائح نموذجية جديدة تصلح الخلل الهيكلي، تضمن الحقوق وتلزم بالواجبات؟ وماذا تقصد الهيئة الوطنية للصحافة بمبادرة «تثبيت الدولة»؟ وكيف تفض الاشتباك بين كتاب مقالات تُمنع آراؤهم، ورؤساء التحرير بصلاحياتهم؟
■  ما آليات الهيئة للمحاسبة؟ وما  الأهداف المرجو أن تحققها الإدارات الجديدة؟ هل الصحافة المصرية على مستوى الأحداث المصيرية التى تواجه الوطن والمنطقة العربية؟
 من الغوص فى أعماق القضايا المهنية، إلى الإبحار فى محيط السياسة الدولية، طفنا مع الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وهو الحوار الأول له فى «روزاليوسف»، التى بدأ مشواره المهنى منها، حتى اعتلى مقعد رئيس مجلس إدارتها قرابة ست سنوات.
إجاباته جاءت كاشفة عن الجانب المؤلم بالصحافة المصرية، يملك من الشجاعة والصدق مع الذات، ما يجعله مدركًا لحدود مسئولياته، فعندما تطرق لاختصاص هيئة أخرى قال: «معذرة لتدخلى فى اختصاص زميل آخر».. يحاول من واقع خبراته، إيجاد حلول للواقع بتحدياته، فقد كشف عن بلوغ «ديون المؤسسات القومية الـ19 مليار جنيه».. يسعى وفق رؤية واضحة لبلوغ مستقبل أفضل بتوقعاته: «نضع لائحة نموذجية بحدود دنيا وقصوى».. «المؤسسات مطالبة بخطط لبلوغ نقطة توازن الإيرادات والنفقات فى غضون ثلاث سنوات».. «شرعنا فى الإصلاحات المالية ونستهدف إسقاط فوائد الدين وجدولة الأصل الثابت».
يرى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أن: «المجتمع تغير والصحافة لم تواكبه»، و«الصحفيون نصبّوا أنفسهم أوصياء على الشعب، وعليهم العودة لصفوف الجماهير»، وعلى الصحافة: «إيقاف ثقافة الجنازات وتعظيم البطولات»، و«على البرلمان الإسراع بإصدار قانون حرية تداول المعلومات»، فهو يرى أنه: «ليس من الممكن المحاسبة دون إتاحة المعلومات من مصادرها».. و«أن الصحيفة ضعيفة التوزيع «ملهاش لازمة».. وإذا لم تستعد الصحافة القومية قوتها، فذنبها فى أعناق رؤساء التحرير».
يصف رؤساء الهيئات الإعلامية وأعضاءها بـ«أصحاب الياقات الزرقاء القادمين من تحت السلاح» – وهو مصطلح يشير لمن يقوم بعمل ميدانى ويدوى لا أصحاب الياقات البيضاء الجالسين فى المكاتب - محذرًا من المبالغة فى نشر صور ضحايا الإرهاب لما يحققه ذلك من خدمة أهدافه.
وإلى نص الحوار:

■ عقدت الهيئة الوطنية للصحافة عدة لقاءات مؤخرًا مع القيادات الصحفية الجديدة ما أهدافها وما انتهت إليه؟
- نستهدف من تلك الاجتماعات وضع ضوابط للأداء الصحفى فى شكل مدونة سلوك، مستمدة من القوانين والأعراف الدولية وأيضًا من أخلاقيات الصحافة المصرية، ولمست خلال النقاشات رغبة من الزملاء فى تكريس قواعد مهنية على رأسها الامتناع عن نشر صور جثث ضحايا العمليات الإرهابية، والدمار الناتج عنها، حتى لا تتحقق أهداف الإرهاب فى نشر الترويع، والإعلام فى كل دول العالم لا ينشر صور الضحايا والدمار الناجم عن أعمال الإرهاب، ومن أمثلة ذلك التعاطى المهنى للإعلام الفرنسى والأمريكى والألمانى مع حوادث إرهابية شهدتها تلك الدول، فنشر صور الضحايا إيذاء لمشاعر أسرهم، ويضخم العمل الإرهابى فيعطى رسالة سلبية كاذبة للرأى العام الدولي، مفادها أن الإرهاب نجح فى نشر الرعب بين الناس، بينما الحقيقة العمل الإرهابى فى نطاق جغرافى ضيق جدًا، والحياة تسير طبيعية فى ربوع الوطن.
■ التضخيم كما التعتيم مرفوض؟
- هذا لا يعنى التعتيم بل نشر الحقائق، ويتحقق ذلك عبر التواجد الميدانى للصحفى بمواقع الأحداث، ونسعى لتسهيل انتقال الصحفيين المتخصصين لمواقع الأحداث، لنقل الحقائق وفق رؤيتهم وحسهم الوطنى، كذلك تسهيل الوصول لمعلومات من مصادرها. وقد آن الأوان لتعظيم البطولات، يجب أن ننتقل من ثقافة الجنازات إلى ثقافة تعظيم البطولات، حتى يعلم الجميع أن من سقط شهيدًا فى ميدان القتال، دماؤه لم تضع هباءً بل هناك بطولات، ووسائل الإعلام فى العالم كله تفعل ذلك، فالشهيد الذى يسقط فى مواجهة مع الإرهاب، له وطن يدافع عنه، ولديه قضية، وله علم ونشيد، ودولة تقدر تضحياته، بعكس الإرهابى الذى بلا وطن ولا قضية، يلتف حول فكر ضال وراية سوداء، والأمر الثالث: الحذر من نشر أخبار مجهولة المصدر، لتوجيه رسائل حقيقية للعالم، فالتضخيم يخدم أهداف الإرهاب.
■  ألا يحتاج ذلك لبرامج تأهيل وتدريب؟
- نعم ويمكن التدريب من خلال التعاون بين نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة، فالتشكيلات الجديدة للهيئات منسجمة، ولا يوجد تنافر بينها، ويمكن أن تتعاون لتحقيق أهداف الارتقاء بالمهنة.
■  زعم البعض أن تلك الاجتماعات تسعى لتأميم الأداء الصحفى وتوجيه الصحافة بما يعوق التنوع ما رأيكم؟
- نحن نضع قواعد مهنية، ليست تعبئة ولا حشدا، بل مدونة تحكم السلوك المهني، وحرية الرأى والتناول المهنى مكفولة للجميع، لا فرض رأى ولا اتجاه على الصحفيين.
■ هل سيكون لدى الهيئة مرصد أو تقرير يرصد المخالفات التى ترتكب، لمواجهتها، فما الآلية؟
- الرصد وتقارير الأداء للإعلام ككل بما فيه الصحافة ضمن اختصاصات المجلس الأعلى للإعلام وفق القانون، أما الهيئة فستعمل على مواجهة المخالفات التى ترتكب بواسطة الصحف القومية، من خلال آليتين، الأولى: التعاون مع المجلس الأعلى للإعلام بالتعامل مع ما يرصده فى تقاريره من مخالفات تقع بواسطة الصحف القومية، وعن طريق التعاون مع نقابة الصحفيين، بإحالة ما يرد إلينا من شكاوى بشأن جرائم نشر، فالنقابة لديها لجنة للتحقيق، وصلاحية اتخاذ قرارات تأديبية لمن يثبت ارتكابه مخالفة مهنية، وهنا على النقابة أن تفعل دورها لصالح المهنة، ولا تجامل من أخطأ لحسابات انتخابية، وإذا أدت كل هيئة واجبها، سينصلح الإعلام.
■ كرئيس للهيئة الوطنية للصحافة المنوط بها الإشراف على المؤسسات الصحفية القومية، ذكرت أهمية تنوع الآراء، فكيف ترى تزايد شكاوى كُتَّاب رأى من منع مقالاتهم لاحتواء على نقد مباح للأداء؟
- هذه القضية لها شقان، الأول: إن سوق المقالات باتت عائمة، ويجب العودة للتقاليد والأعراف المهنية الراسخة، كتابة المقالات هى نهاية المشوار الصحفى، بعد سنوات من الخبرة التراكمية التى تمكنه من إبداء آراء مؤثرة، فى السابق كنت تعرف الكاتب من أسلوبه دون النظر للاسم، والبعض يتصور أنه عندما يهاجم مسئولًا كبيرًا يحقق انتشاراً، ويجب وضع قواعد لكتابة المقال من يكتب ومتى، لاستعادة هيبة المقال الصحفي، ندعم الشباب لكن لا يكتب واحد لا يزال تحت التمرين مقالًا.. الأمر الثاني: ما حدود سلطات رئيس التحرير فى التصرف فى المقال، قرأت رأيًا لمصطفى أمين يقول فيها، من حق رئيس التحرير التصرف فى المقال ما عدا أمرين، عنوان المقال والتوقيع، لكن من حقه مراجعته.
■ من حق رئيس التحرير أن يُقر النشر أو يرفضه، لكن ليس من حقه الحذف والإضافة؟
- نعم إقرار النشر من عدمه وفق معايير السياسة التحريرية، لكن عند الحذف أو الإضافة يرجع لكاتب المقال، وهناك آراء متشددة تقول إما رفض المقال وأما نشره كما قدمه كاتبه.
■ كيف ستفضون هذا الاشتباك؟
- من خلال إلزام كل رئيس تحرير بتشكيل مجلس تحرير، فيجب ألا يخضع الأمر لمزاج رئيس التحرير ورأيه، بل القرار سيكون جماعيًا وليس فرديًا، فمجلس التحرير أداء جماعى نعظمه، سيضع سياسة التحرير ويقوم على تنفيذها ويحدد ما ينشر وما لا ينشر، فالانفراد بالقرار فى الصحف نتج عنه كوارث يشيب لها الولدان، أما القرار الجماعى فهو الضمانة للتطوير وهنا ستختفى المشكلات، لأن قرار المنع والمنح له شرعية، وإذا اشتكى زميل، سنحترم القرار الجماعي.
■ التطوير يتطلب استراتيجيات متكاملة أحد عناصرها الأوضاع المالية، ما رؤية الهيئة للتعامل مع ملف الديون المتراكمة على المؤسسات التى تجاوزت 12 مليارًا؟
- الديون المسجلة ورقيًا 19 مليارًا، لكن إذا أعدنا فحص الدين فى تصورى لن يتخطى 4 مليارات، فهناك ديون مختلف عليها، ومنها ما هو منذ 50 عامًا عفا عليها الزمن، وتم الاتفاق على أن تسدد كل مؤسسة التزاماتها كل عام، لحين بحث إصدار تشريع يسقط ديون فوائد الديون، على أن تلتزم كل مؤسسة بجدولة أصل الدين، ومثل هذا التشريع لن يكون للمؤسسات الصحفية وحدها، بل سيكون لكل الهيئات المماثلة، لتفادى عدم الدستورية.
■ طالبتم كل مؤسسة بخطة تطوير زمنية لبلوغ نقطة التوازن بين النفقات والإيرادات هل بدأت الخطوات؟
- بالفعل وضعنا قواعد للتطوير، وقررنا ألا نطيل فترة الدراسة، لأن طول فترة تشخيص المرض يمكن أن يؤدى إلى موت المريض، لذلك شرعنا فى العمل، وانتهينا هذا الأسبوع من صياغة لائحة نموذجية تنظم الحقوق والواجبات، وحدود دنيا وقصوى للبدلات والمنح، وهناك لجنة الآن تدرس ملف الديون لإزالة معوقات استثمار الأصول، فهناك معوقات غير مقبولة كأن تلزم مؤسسة صحفية باستثمار صناعى لأصل محاط بالجامعات، ونلمس تجاوبًا من الحكومة ومن البرلمان، فالجميع يدرك دور الصحافة القومية، فهى مدارس مهنية وطنية، لا يملكها رجل أعمال.
■ هل سيصل الأجر الأساسى للحد المقرر الـ1200 جنيه عند بدء التعيين؟
- نتمنى ذلك، لكن نحاول التحرك فى ظل الإمكانيات بالمؤسسات الصحفية، فنحن نريد لها الاستمرارية والتطور.
■ كيف ترون دور الإعلام المصرى فى مواجهة الهجمات التى تستهدف الوطن، ولماذا لم نتمكن حتى الآن من بث قناة دولية تخاطب الآخر بلغته؟
- معلوماتى، هناك جهد يبذل بالتليفزيون المصرى فى هذا الإطار، لإطلاق قناة مصرية دولية قادرة على مخاطبة الرأى العام الخارجي، والجاليات المصرية بالخارج، لأنهما جسر التواصل، وسيكون للهيئة العامة للاستعلامات دور مهم فى المستقبل ورئيسها الزميل ضياء رشوان دينمو لا يهدأ، ولديه خطط وتصورات يعمل على تنفيذها، فقد خطط الإخوان فى ظل حكمهم لتحويل مكاتب الهيئة العامة للاستعلامات بالخارج إلى فروع لمكتب الإرشاد، والآن ستكون مكاتب وعى- ومعذرة للحديث عن اختصاص زميل- لكن أود القول إن رؤساء الهيئات الإعلامية وأعضاءها من أبناء المهنة أصحاب الياقات الزرقاء خارجون من تحت السلاح لم نهبط على مواقعنا بـ«الباراشوت».
■ تبحثون دور الإعلام فى «تثبيت الدولة»، ما المقصود بذلك وآلية تحقيقه؟
- نعمل على تفعيل دور الإعلام فى دعم ثوابت الدولة المصرية، بنشر الفكر الوسطى ومحاربة التطرف، وتنمية الوعى العام، وتقوية الروح المعنوية ومواجهة ثقافة الإحباط، ويتحقق ذلك بآليات عدة من بينها الاهتمام بمقومات الدولة المصرية وقوتها الناعمة، وفى القلب منها الثقافة المصرية ونخبتها الفنية، ونحن نذكر كيف كانت سيارة أم كلثوم تحملها الجماهير فى الدول العربية، مع إعلاء قيمة العلم والعلماء.
■ الإعلام حلقة وصل بين المواطن وصناع القرار، ما مدى نجاحه فى تحقيق ذلك؟
- لم ينجح إلا بقدر ضئيل جدًا، ولو نجح لما بذلنا جهودًا مضنية لإصلاحه.
■  لماذا فشل؟
- لأن الصحفيين يقولون ما يريدونه لا ما يريده المواطن، المجتمع تغير بينما الصحافة لم تتغير، الصحف تصدر متشابهة، فلا يوجد التنوع المطلوب، فعلى كل صحيفة أن تعيد قراءة المجتمع، وتحدد جمهورها المستهدف، وتطور أدواتها بما يناسب المتغيرات المجتمعية
■ ننتقل للشق السياسي، واجهت مصر على مدار سبع سنوات تحديات مصيرية، ومحاولات خارجية لتقويض مقومات الدولة، ما مدى النجاحات على خط المواجهة منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن فى رأيك؟
- مصر نجحت منذ ثورة 30 يونيو فى تحقيق الكثير، وأهمها فك الحصار الذى فرض عليها، وهناك رسائل قوية تؤكد ذلك، منها تنويع مصادر التسلح، فقد نجحت مصر فى الحصول على أسلحة حديثة من روسيا وفرنسا وأمريكا، وعدد من البلدان الأخرى، وتجارة السلاح ليست تجارة ملابس جاهزة، فهذه تجارة تحكمها قواعد وعلاقات دولية، تحدد ما يمنح ولمن، وهذا دليل على قوة مصر واستعادة مكانتها، والأمر الثانى كان حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وختام حديثه بهتاف «تحيا مصر» ثلاث مرات، وصفق له الحضور وردد عدد منهم الشعار المصري، ثم كانت زيارة الرئيس لواشنطن وتحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية، إلى جانب ما يتم إنجازه من حجم المشروعات العملاقة، فى مجال الزراعة والإسكان وصوامع القمح التى أنجزت بأعلى تكنولوجيا عالمية، تدار إلكترونيًا، بما يضمن تأمين 80% من احتياجات مصر من القمح وتوفير ثلث المهدر سابقًا.. ولا توجد دولة فى العالم تحقق ذلك وهى تحارب الإرهاب وتشترى سلاحًا، ومستهدفة، لذا هناك مشروعات كثيرة لم يعلن عنها حتى لا تستهدف، وجزء يرجع لعجز الحكومة عن الترويج لما تنجزه.
■ هل تسهم مؤتمرات الشباب فى تسويق جهود الحكومة؟
- نعم، لكن كل المؤتمرات السابقة شيء، والمؤتمر الدولى للشباب المقبل شيء آخر، فمن المقرر أن يحضره شباب من كل دول العالم، ورؤساء وملوك وأمراء، فهذا المؤتمر نموذج أعتقد أن دولًا كثيرة ستقتبس فكرته، فهو اتصال مباشر بين الدولة والشباب، تسمح بحوار مباشر دون أى وسطاء، فالرئيس يلتقى الشباب، ويشهد اكتشاف نماذج مبدعة مثل الفتاة التى تصمم أساسًا منزليًا بطراز فرعوني، وياسين الذى تحدى إعاقته، وطاف لجمع طلبات الشباب لينقلها للرئيس.
■ ونحن بصدد الحديث عن الشباب، هناك وسائل حديثة للتواصل معهم، أين الصحافة الإلكترونية فى عقل الهيئة الوطنية للصحافة؟
- الصحافة الإلكترونية يجب أن تلعب دورًا مهمًا فى مخاطبة الشباب، من خلال محتوى مناسب، بعيد عن المطولات فالجيل الجديد ليس لديه وقت، كما أن خطاب الشباب لن يكون مفيدًا إلا إذا تولى مسئوليته شباب، وعلى جيل الشيوخ أن يتراجع خطوات للخلف، ويعطى الشباب الفرصة، من خلال إنتاج المحتوى القائم على الجملة القصيرة والوسائط المرئية والمسموعة.

■ ما آليات تفعيل تلك المدونة السلوكية، فكثيرًا ما وضعت مواثيق شرف صحفى وإعلامى وتقارير رصد الأداء دون جدوى هل هناك  آليات للمحاسبة؟
- قبل تشكيل الهيئات الإعلامية كانت الساحة الإعلامية تعج  بالفوضى والعشوائية، والهيئات المشكلة بحكم الدستور الآن لديها صلاحيات دستورية وقانونية لمعالجة ثغرات الماضي، تمكنها من ضبط الأداء، وقناعتى أن معالجة أخطاء الديمقراطية، تتم بمزيد من الديمقراطية، ولا بمحاكمات أو عقوبات مقيدة للحريات، فمواثيق الشرف الصحفى والإعلامى التى كانت تصدر فى السابق، كانت مثالية أكثر من اللازم، تشبه نصائح وحكم الأب الروحى، لا واضعها يؤمن بها، ولا الابن ينفذها، لذلك نحن نسعى أولاً: لوضع مدونة سلوك واقعية قابلة للتنفيذ، وللرصد الموضوعى لمن يخترقها، فهى سهلة وبسيطة لا تسرف فى الحديث عن المُثل، ومحددة وواضحة الأهداف، ومن تلك الأهداف الحفاظ على النسيج الوطنى والابتعاد عن إشعال الصراعات المذهبية والفتن الطائفية، وسنقطع يد كل من يشعل الصراع الطائفى والمذهبى.