الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شوقى حجاب: ما زلت أذكر ضغطة الرئيس عبد الناصر على يدى

شوقى حجاب: ما زلت أذكر ضغطة الرئيس عبد الناصر على يدى
شوقى حجاب: ما زلت أذكر ضغطة الرئيس عبد الناصر على يدى




كتبت-مروة مظلوم

«سبعين سنة وواحد.. بنوحد الواحد.. والمشركين شاكين واحد ورا واحد.. بس السنين سكاكين بتحش فى ملاحد.. وأنا سنى له فكين لكن مانيش جاحد».
بتلك الكلمات استقبل الشاعر الكبير شوقى حجاب عامه الواحد والسبعين.. ليثبت بكلمات موجزة أن زمن الشعر الموزون لم ولن ينتهى أثرها فى وجدان المتلقى وتفاعلها معه..
مع «رعشة المغربية» وإحساسه بالغربة ولدت قصيدة حجاب الأولى وعنها قال حجاب: «كتبتها فى توقيت كنت أعتبر نفسى من شعراء المهجر، على الرغم من أنى كنت على جزيرة عبد الله بن سلام، وهى على بعد 3 كم من المطرية حيث الوطن ذو البحيرة الصغيرة. تركيبة الناس وقتها كانت تحمل براءة وطفولة، أقل الأشياء تؤثر فيهم وترفع من روحهم، لازلت أذكر ضغطة يد الرئيس جمال عبد الناصر على يدى عند زيارته لمدرستى.
أدين بالفضل إلى مجدى نجيب الذى نشر لى أولى قصائدى فى مجلة «سمير وميكي» ولينين الرملى فى «مجلة العمال»، بعد ذلك فاطمة المعدول بفضل موقعها فى وزارة الثقافة والتى شجعتنى لأكتب للأطفال، فأنا ابن التليفزيون ولم يكن فى مخيلتى مجال كتابة القصص، أما عن أول ديوان للكبار فقد ساعدنى فيه أنس الفقى وسمير سرحان وكانا لديوانين صدرا فى كتاب واحد، الأول بعنوان «شجر الأحلام» والآخر «عيون لولى».
شوقى حجاب واحد من الشعراء الذين سخروا إبداعهم للطفل فاعتبروه مشروعًا إبداعيًا فكان ذلك فى تاريخهم علامة على أصالة إبداعهم ورقيه.
 وعن مشروع العمر قال حجاب: «الأطفال هم مشروع قومى قلما يلتفت إليه المسئولون، يربطونه بالشخصية التى تتبناه فإن غابت غاب الاهتمام وتضاءل واختفى، وهو ما حدث مع السيدة سوزان مبارك فقد تبنت مشروع القراءة للجميع، فازدهرت كتب الأطفال ومسرح الأطفال وأغانى الأطفال وعندما اختفت عن المشهد تراجع الاهتمام، أما بالنسبة لى كل من يقدم إضافة فى هذا المشروع أنحنى له تقديرًا فأنا خادم للأطفال، مهما كانت الشخصية التى ستدعم هذا المشروع أن أعلى استعداد للتعاون معها».
وقد تكرر هذا المشروع كجزء من مشروعات الكتاب والشعراء الكبار فى مصر والعالم، ولعل هذا الوعى يدفع كتابًا معاصرين جدد للإسهام فى هذا الاتجاه، الذى نتمنى استعادته فى بؤرة الاهتمام للدولة وللمجتمع المدني، سعيًا وراء تعزيز الهوية المصرية.
وقال حجاب «اختفاء أغنية الطفل جريمة الكبار تجار الفنون، سواء من المنتجين الباحثين عن الربح السريع أو أصحاب القنوات الفضائية ممن يصدرون لهم أعمالا لا تناسبهم بهدف الربح، فقد كان التليفزيون المصرى يتولى إنتاج برامج وأغان وشرائط وأسطوانات للأطفال، فضلًا عن إنتاج الإذاعة ومسارح الدولة وبثها وإذاعتها لا ينقطع فى المناسبات وغيرها، وكان الرائج آنذاك أغانى برنامج «بابا شارو وعيد ميلاد أبو الفصاد وذهب الليل والليلة الكبيرة»، أما بدايتى فكانت مع برنامج عصافير الجنة مع الراحلة سلوى حجازى ومن بعدها الإعلامية نجوى إبراهيم، معها أدخلت شخصيات درامية يتفاعل معها الأطفال بالغناء، خمسون أو ستون شخصية شهيرة على رأسها «بقلظ وكوكى كاك وأرنوب ودبدوب والغزالة لالا وعمو قاموس وضاضا العضاضة»، واشترك معى مجموعة كبيرة ممن آمنوا بالفكرة مثل الراحل عمار الشريعى وممثلين مثل عبد المنعم مدبولى ومحمود الجندى وإيمان الطوخى، وقدمنا مجموعة من الأغانى تحمل قيمًا أخلاقية بطريقة غير مباشرة للأطفال وعلى لسان شخصياتهم المحبوبة من العرائس».
يذكر أن شوقى حجاب ولد فى بحيرة المنزلة شهر أغسطس 1946 على مركب لأب أزهرى شاعر وأم مستنيرة تحفظ القرآن وأخ يعد واحدًا من أبرز شعراء جيله أثرى شعر العامية المصرية بقصائد هى علامة فى تاريخ الشعر وهو الشاعر الراحل سيد حجاب، الذى توفى عن عمر يناهز 76 عامًا بعد صراع طويل مع المرض وكتب شوقى فى رثاء شقيقه: «هى كدا الدنيا أخد وعطا.. ساعات بتبقى مزقططة ملعلعطة وساعات بتاخد منا أجمل ناس وتسيبنا عريانين بدون غطا. الدنيا زين وشين وشين فى نفس الراس».
وتابع شوقي: أبويا مات، وأخويا سيد مات، وسابولى علامات تعجب على استفهامات. وداع يادنيا الهامات، وسلام لمصر القامات، الأهرامات».
مضيفًا: «محبوب فى كل كتاب يا سيد حجاب، يا ضنايا يا سندي. الشعر زى الدم زى اللعاب فى وريدى وفى كبدي. ولولاك ما كان شعرى ولا كان لى فى الكون حساب».