الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د. محمد مهنا مستشار الشيخ «الطيب»: العلمانية المتطرفة تحاول هدم الأزهر

د. محمد مهنا مستشار الشيخ «الطيب»: العلمانية المتطرفة تحاول هدم الأزهر
د. محمد مهنا مستشار الشيخ «الطيب»: العلمانية المتطرفة تحاول هدم الأزهر




 حوار - صبحى مجاهد

  يعد الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر  شاهدًا على محاولات الإخوان للسيطرة على الأزهر وهجومهم المستمر عليه، إذ كان أحد كبار ممثلى الأزهر فى البرلمان فى عهد الإخوان، وهو أحد من وقف  فى وجههم عندما حاولوا تمرير عدد من القوانين التى أرادوا بها تقييد الأزهر والسيطرة على منهجيته، وهدد بالانسحاب أكثر من مرة نتيجة تطاول الإخوان فى قوانينهم على الازهر ودوره.
 ومن خلال تجربته وقربه من صناعة القرار فى المؤسسة الأزهرية رصد فى حواره مع «روزاليوسف» العديد من محاولات الإخوان للسيطرة على الأزهر وكذلك مواقفهم المتعددة التى حملت نوايا خبيثة للسيطرة على  التحدث باسم الدين  وعقول المصريين،  وكذلك مواقف شيخ الأزهر التى تصدت للإخوان، كما أوضح سبب الهجوم المستمر حتى الآن على الأزهر وكيفية مواجهتها، وفيما يلى نص الحوار.

  ■ بداية لماذا يتعرض الأزهر للهجوم؟
 - لاشك أننا فى مصر وعالمنا العربى نتعرض لتيارين متناقضين هما التيار المتحلل، والتيار المتشدد، والأزهر دائما هو ميزان الاعتدال بين هذا وذلك، فإذا كانت الغلبة للتيارات المتشددة فى وقت ما فإنها تتوجه بالهجوم على الأزهر وكذلك عندما تكون الغلبة للتيارات المتحللة فإنها تزيد الهجوم أيضا على الأزهر.
 ■ ولماذا كان هناك استهداف مستمر من قبل الإخوان ضد الأزهر؟
 - السبب الرئيسى فى ذلك هو أن الإخوان والجميع يعلم  أن للدين مكانة فى قلوب الناس، وهم كانوا يريدون السيطرة على الأزهر باعتباره ضمير الأمة ومرجعيتها فى أمور الدين، لأنهم يعلمون أن السيطرة على الأزهر ستسهل عليهم السيطرة على الناس وعقولهم، ولذلك رأينا خلال فترة حكم الإخوان محاولات دائمة  لتحقيق هذا الهدف من خلال مشاريع  القوانين التى كانوا يعملون على صياغتها لتقييد مؤسسة الأزهر وكنا  فى مجلس الشعب ممثلين عن الأزهر نقف لهم بالمرصاد لمنع مثل هذه القوانين  من خلال تفنيد مشاريع هذه القوانين.
 والإخوان ما زالوا يهاجمون الأزهر الآن لأنهم كانوا يريدون أن يقف بجانبهم  ضد إرادة الشعب التى عبر عنها المصريون فى 30 يونيو، ويحاولون أن يظهروا  للعالم أن الأزهر اتخذ موقفا سياسيا... مع أن الأزهر لا يمكن أبدا أن يتخذ مواقف سياسية، وإنما يتخذ مواقف وطنية حيث إن هناك خيطًا رفيعًا بين السياسة والوطنية، والأزهر ينطلق دائما من  الثوابت العلمية والثوابت الوطنية والأزهر فى وقوفه مع الإرادة الشعبية انطلق من ثوابته العلمية والوطنية وهذا لا يرضى جماعة الإخوان ولذلك فهم يقفون ضد الأزهر دائما.
  ■ وما هى أهم المواقف التى أظهرت عداء الإخوان للأزهر ؟
 - أولا أثناء حكم الإخوان ظهر هذا العدوان حيث حاولوا القفز على الأزهر ودوره لكن مؤسسة الأزهر وقفت لهم بالمرصاد ، وأشهد بأن شيخ الأزهر د. أحمد الطيب وقف فى مواجهة الإخوان موقفا صلبا وشريفا وقت حكمهم فى مظاهر عدة حاول الإخوان فيها السيطرة على الأزهر من بينها التعيينات التى كانوا يريدونها، إذ إنهم حاولوا الدفع برجالهم للسيطرة على الافتاء، لكن شيخ الأزهر أصدر قانونًا للحفاظ على الأزهر بأن يكون الافتاء بالانتخاب  من هيئة كبار العلماء، فقطع بذلك الطريق على الإخوان.
كما أن الإخوان أرادوا تعيين قيادات منهم فى جامعة الأزهر من نواب وغيرهم فرفض شيخ الأزهر ، ورفض حكم الإخوان بإصدار قرار للمرشحين من الأزهر بالتعيين  فى ذلك الوقت، وظلت جامعة الأزهر قرابة عام بالكامل بدون قيادات وإنما قاموا بالأعمال، وعندما أرادوا أن يفرضوا تعيين قيادات  بعينها فى جامعة الأزهر تمثل الإخوان رفض شيخ الأزهر وهدد بترك منصبه، فتراجع الإخوان.
 أيضا من المواقف التى أظهرت عداء الإخوان للأزهر  مشاريع لقوانين عديدة التى حاول الإخوان تمريرها فى البرلمان من خلال الاغلبية وكنا نذهب للبرلمان لتفنيد تلك المشاريع والرد عليها وقلت فى أحد المرات إن محاولة إقحام الأزهر فى السياسة سيقضى على الأزهر ومكانته وأنه إذا كان من حق البرلمان إصدار قوانين لكن فى كل برلمانات العالم أن الجهة المتخصصة هى التى تضع مشاريعها وعلى البرلمان مناقشتها.
  ■ وهل ما زالت هناك محاولات للنيل من الأزهر ؟
- هناك بعض التيارات العلمانية المتشددة تريد النيل من الأزهر فتتخذ مواقف متعنتة ليس لها محل، وفرق بين النقد البناء ومحاولات الهدم، وشيخ الأزهر صرح بأن الأزهر ليس فوق النقد، ولكن فرق بين النقد البناء، ومحاولات هدم  الأزهر ورموزه.
 ■ وكيف يقوم الأزهر بمواجهة حملات النيل منه؟
 -من خلال الإصلاح الذى يقوم به الأزهر من حيث الندوات والمؤتمرات، وتفكيك الأفكار المتطرفة، فالأزهر ينصرف إلى العمل، ويضع النقد موضع الاعتبار ويترك دعوات الهدم.
 ■ لكن هناك من يرى أن الأزهر يأخذ خطوات الإصلاح بعد النقد  فما رأيكم ؟
 - هذا كلام غير صحيح.. فالأزهر يبادر للعمل منذ البداية، فشيخ الأزهر د. أحمد الطيب وضع خطة من أول يوم له للتطوير على كافة المستويات، فأعاد هيئة كبار العلماء، وهذا نوع من التجديد، كما استطاع أن تسترد  جامعة الأزهر مكانتها، وأطلق دورات لتدريب المعلمين، وأعاد الرواق الأزهرى لتلبية احتياجات الناس، فهناك خطط إصلاحية على كافة المستويات.
 ■ وما الدور الذى ما زال الأزهر متمسك به  للرد  على أفكار الجماعات المتطرف ، والفكر الإخوانى ؟
 - الأزهر متمسك بالمعايير العلمية فلا ينحرف لأغراض سياسية أو أيديولوجية أو عصبية، فمعياره الدائم العلم،  فيحافظ على السمة العلمية دون أى انحراف، وهذا ما جعل الأزهر قويا سواء فى مواجهة الإخوان أو المتسلفة أو التيارات الإلحادية.