العجوز «صانعة الأبطال»

كتبت - فاطمة التابعى


منذ 50 عاماً لم تجد أنس بوثا مدربة لابنتها «هيرما» فعلمت نفسها التدريب بنفسها فى ناميبيا، لتصبح مدربة معروفة بألعاب القوى وتتولى قيادة التدريبات بجامعة فرى ستيت فى بلومفونتين بجنوب أفريقيا منذ 25 عاماً. أنس بوثا الام لثلاثة أبناء والجدة لخمسة أحفاد وخمسة أبناء أحفاد، لم تكن تتوقع وهى تلعب مع حفيدها البالغ من العمر عشرة أشهر أنها ستصنع منه بطل اوليمبياد وعالمى يكسر الأرقام ويتوج بالميداليات أنه العداء الجنوب أفريقى وإيد ڤان نيكريك والذى لا يريد أن يقوده أى شخص سوى هذه «السيدة الرائعة» جدته ذات الـ 75 عاماً.. فمنذ خمس سنوات التحق ڤان نيكريك صاحب الرقم القياسى لسباق 400 م بزمن قدره 43.03 ثانية فى أولمبياد ريو دى جانيرو، والمتوج بذهبية السباق ببطولة العالم لألعاب القوى بلندن أمس الاول، بجامعة فرى ستيت فى بلومفونتين وطلب الانضمام إلى مجموعة جدته بوثا مدربة ألعاب القوى، وتحت قيادتها لم ينجح فقط فى كسر الرقم القياسى لسباق 400 م، بل أصبح العداء الوحيد فى جنوب أفريقيا الذى يكسر حاجز عشر ثوان فى سباق 100 م، وحاجز 20 ثانية فى سباق 200 م، وحاجز 44 ثانية فى سباق 400 م وفى لندن ربما يصبح العداء الأول منذ مايكل جونسون فى 1995، الذى يفوز بثنائية 200 و400 م فى بطولة العالم وهاهى قد حقق نصف الحلم وتبقى خطوة على النصف الآخر.
وتقول بوثا التى كانت تشارك فى منافسات العدو والوثب الطويل ضاحكة عند سؤالها عن كيفية تعاملها مع فارق السن الكبير بينها وبين حفيدها والذى يصل لـ 50 عاماً «الآن أنا جدة لأبناء الأحفاد، وليس لويد فان» ولا تستطيع بوثا سوى أن تبتسم عندما يناديها فان نيكيرك مثل زملائه الذين تدربوا على يديها قائلا: «تانى انس» أو «الخالة انس» بحسب اللغة العامية فى جنوب أفريقيا وليس يا جدتي.  وقالت بوثا «بطريقة ما الأمور صعبة للغاية لى وأنا بعمر 75 عاما.. الجوانب البدنية ليست سهلة بالنسبة لى بسبب عمرى الحالى لكنى أستمتع بهذا الجانب. أنا أسير كثيرا ثم أستريح. اكتشفت أن وجود الحماس والحب والرغبة فى تحقيق شيء ما يزيل أى عقبات فى سبيل تحقيق هذا الشيء».