الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزهريون: رفض دعوات قطر بتدويل الحج لإثارة الفتن

أزهريون: رفض دعوات قطر بتدويل الحج لإثارة الفتن
أزهريون: رفض دعوات قطر بتدويل الحج لإثارة الفتن




تحقيق - عمر حسن

أعلن علماء الأزهر رفضهم القاطع لما دعت إليه قطر بوضع الأماكن المقدسة فى المملكة العربية السعودية تحت إشراف منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وخلافه، وذلك فى الوقت الذى اعتبرت المملكة العربية السعودية أن تلك الدعوات «ضالة وحاقدة»، مشيرة، على لسان مفتيها العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، إلى أن مشاهد اصطفاف المسلمين ووحدة كلمتهم غاظت الأعداء، وهم يسعون بذلك إلى استهداف تلك الوحدة، التى يظهر فيها المسلمون الذين يأتون من أصقاع الأرض فى أدائهم مناسك العمرة والحج، بكل طمأنينة وسكينة وهدوء، على حد قوله.

 

فمن جانبه اعتبر الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، دعوة قطر بتدويل الحج أنها «اقحام للدين فى السياسة»، متابعًا أنها دعوة خطيرة ليس الهدف منها دينى أو اجتماعي، وإنما هو مأرب سياسي، تهدف من ورائه إيران، ومن يدور فى فلكها إلى جعل فريضة الحج أمرا سياسيا، وهذا يقلق المسلمين جميعا، ويشغل بالهم بالصراعات السياسية أكثر من التفكير فى الشعائر الدينية الواجبة لأداء تلك الفريضة.
أضاف «أبوطالب» فى تصريحاته لـ«روزاليوسف» أن تلك الدعاوى تجعل تلك الشعيرة التى يدفع المسلمون لأدائها مليارات الدولارت، عبارة عن مؤتمرات لعرض الأهداف السياسية، ونشر بذور الفتن والمشاكل فى البلاد الإسلامية.
واختتم عضو مجمع البحوث الإسلامية بقوله: «أناشد الحكومات إبعاد الدين عن السياسة، لأن ذلك أمر يفسد على المسلمين متعتهم بروحانية أداء مناسك الحج».
أما الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، فقد وصف تلك الدعوات بـ «المحمومة» التى يُقصد من ورائها إثارة الفتنة والانتقام من المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الله أنعم عليه بأداء فريضة الحج مرارًا وتكرارًا ولم ير تقصيرًا من جانب المملكة السعودية فى إدارة شئون الحج، بل على العكس توفر استقبالًا كريما للحجيج، وكل سبل الراحة والأمان.
وأكد «عاشور» أن المملكة تدير شئون الحج باحترافية عالية، وتخصص لكل دولة حصتها من الحجيج سنويًا، حسب تعداد سكانها، متسائلًا لو تم إسناد الحرمين لإشراف دولي، فمن ذاك الذى يدير أماكن مقدسة إسلامية؟ ومن هذا الذى سيوفر الأمن والطعام والشراب للحجاج؟
واختتم وكيل الأزهر الأسبق تصريحاته لـ«روزاليوسف» قائلًا: «لم يحدث أن سيست المملكة العربية السعودية الحج مطلقًا، بل إن بعض الدول تتخذ من الحج مناسبة للتظاهر وإحداث الفتن، وكل ما كان يفعل الأمن السعودى هو عزلهم عن باقى الحجاج الذى يصل عددهم إلى 4 ملايين، تجنبًا للفوضى التى قد تعم بين الحجيج».
محاولة لتفكيك الأمة
ومن ناحيته وصف الشيخ صبرى عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، تلك الدعوات بأنها «محاولة لتفكيك الأمة»، وذلك عن طريق ضرب موسم الحج الذى هو فريضة على كل مسلم قادر، مستنكرًا دخول السياسة فى الشئون الدينية، ومشددًا على ضرورة ألا يلتفت أحد من المسلمين لمثل تلك الدعوات، التى يجب أن يتصدى لها الدعاة بتوضيح الأمر جليا للأمة الإسلامية.
وتابع «عبادة» فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن القرآن حدد تبعية الأراضى المقدسة للمسلمين فقط، وجميع المنظمات الإسلامية العالمية يجب أن تدعم إشراف المملكة السعودية على أمور الحج، مؤكدًا أن الاستقواء بالخارج من «الكبائر»، لذا فهى دعوة باطلة تهدف إلى إثارة الرعب فى قلوب الحجاج، مختتما: «أقول لهؤلاء الحكام الذين يدعمون تلك الدعوات المشبوهة.. ظهر الوجه الحقيقى لكم لأنكم تقودون بلدانكم من الخارج».
أما الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، اعتبر دعوة تدويل الحج بأنها نوع من أنواع الإرهاب، ومحاولة إحداث الفوضى فى الدول الإسلامية، إذ أنها دعوة تتفق مع الإرهاب فى الغاية، وتختلف فى الوسيلة.
وتابع «النجار» مستنكرًا اتهام قطر لدول المقاطعة بالتدخل فى شئونها والمساس بسيادتها، فى حين تطالب بتدويل الأماكن المقدسة فى السعودية، قائلًا: «كيف تكفر بأقبح من الذنب، وتطالب بهدم سيادة دولة على مؤسساتها».
وأردف عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الحجاج الإيرانيين سيصعدون من حدة تظاهراتهم هذا العام فى الحج، حتى تكون ذريعة يمكن تقديمها للمجتمع الدولي، لفكرة وضع المقدسات داخل السعودية تحت إشراف دولي.
واختتم «النجار» متسائلًا: «الغريب أن قطر تدعى بتسييس السعودية للحج دون امتلاك دليل إثبات، فى حين أن المملكة السعودية تمتلك دليل تكذيب، وتفتح أبوابها للحجاج القطريين، فهذا أمر مخجل لإمارة قطر لأن السعودية أكبر من أن تستغل الحج لتحقيق مآرب سياسية، بل على العكس تجتمع بالوفود الإسلامية كل عام لمناقشة السلبيات فى موسم الحج ومحاولة تفاديها، ومناقشة الإيجابيات ومحاولة تنميتها».
إيران أول من بدأ بدعوات التدويل
وحول الرؤية السياسية لتلك الدعوة أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، أن دعوات تدويل الحج ما هى إلى «نكاية» فى المملكة العربية السعودية، ومحاولة لتسييس الأمر من جانب الدول المعادية للمملكة، وخاصة إيران وقطر. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحات لـ«روزاليوسف» أن إيران من بعد ثورة «الخميني» بدأت بإطلاق تلك الدعوات لتدويل الأماكن المقدسة فى المملكة العربية السعودية، بل وشجعت حجاجها على التظاهر أثناء موسم الحج.
وتابع «هريدي» قائلًا: قطر نفت على المستوى الرسمى ولكنها تتبع سياسة الغمز واللمز، إذ سبق وأن قدمت شكوى لدى الأمم المتحدة مفادها أن الحجاج القطريين يواجهون بعض المصاعب، لكن السعودية نفت ذلك وفتحت ذراعيها للحجاج القطريين فما المشكلة إذا؟».