الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المنحوس

المنحوس
المنحوس




كتب ـ وليد العدوى

 

من بين أهم مميزات الموسم الكروى المنقضى، الإقرار بانتهاء أسطورة نجم الزمالك محمود عبد الرازق «شيكابالا»، الذى اكتسب شهرة واسعة بفضل مهارته الفذة التى لا تضاهيها أى موهبة دون أن يفيد نفسه أو ناديه أو منتخب بلاده، منذ ظهوره مع مطلع الألفية الجديدة وحتى الآن، بسبب تشتته تارة وغروره تارة واشتباكاته تارة ثالثة وعدم التزامه خارج الملعب تارة رابعة وخامسة وسادسة وأمور كثيرة لا يعلمها سوى اللاعب نفسه الذى بات مثل خيل الحكومة ينتظر رصاصة الرحمة، حيث خاض مع فريقه منافسات الدورى وفشل ثم دورى أبطال أفريقيا وفشل ثم البطولة العربية وفشل وأخيرا كأس مصر وفشل، جميعها جاءت كفرص أخيرة للاعب الأسمر، بعدما تسربت سنوات عمره من بين يده دون فائدة، ليخسر مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور الرهان، ويبقى الخيار الأصعب برحيله، وهو ما يرحب به وبقوة رئيس النادى مع زميله محمد إبراهيم، بعد أن تصارعا طوال الموسم على الزعامة والقيادة داخل الفريق، وفى الغرف المغلقة، ليشكلا أحزابًا وتكتلات خرج بسببها الأبيض خالى الوفاض من الموسم الكروى بخسائر فنية ومالية لا حصر لها، ربما لن يدفع ثمنها وحده إلا مرتضى منصور الذى حصل على فتوى ومباركة من نجم الكرة المصرية السابق والمسئول عن ملف الكرة فى الوقت الراهن فاروق جعفر بضرورة رحيل «شيكابالا» الملقب بـ«الأباتشى» بلا رجعه كخطوة أولى لوضع حلول جذرية، حيث يرى جعفر أن شيكابالا سبب رئيسى ومهم فى معظم مشاكل الفريق، بينما يستحق محمد إبراهيم فرصة أفضل، وهو ما تصدى له المدير الفنى المؤقت طارق يحيى الذى رفض رحيل اللاعب فى عهده كون شيكابالا معشوق جماهير الأبيض، مفضلا ترك الأمر لمن سيخلفه من ناحية ومنحه فرصة فى بطولتى العرب وكأس مصر قبل الإخفاق من ناحية أخري.
شيكابالا خاض مفاوضات مع وادى دجلة لوجود مدربه وزميله السابق أحمد حسام «ميدو» على رأس الجهاز الفني، والذى يقول أنه قادر على التعامل مع النجم الأسمر «نفسيا» واستخراج ما به من امكانيات فنية ومهارية وتطويعها لصالح فريقه، نفس الأمر يقوله التوءم حسام وإبراهيم حسن المدير الفنى ومدير الكرة بنادى المصرى البورسعيدي، ويميل شيكابالا فى اختياراته إلى الانضمام لمعسكر التوأم، لكن فى كل الأحوال بات شيكابالا محاصرًا بين الثلاثى المصرى ودجلة والزمالك، وجميعهم لا يتناسب مع حجم وامكانيات اللاعب، الذى اقترب من الاعتزال دون تحقيق شىء، فالحديث عن قيمة شيكابالا بالنسبة إلى جمهور الزمالك لا تتناسب مع حجم ما قدمه اللاعب عبر تاريخه، خصوصا بعد فشله فى حصد الألقاب والبطولات والاكتفاء بالحصول على بطولتى كأس مصر، الأولى عام 2008 والثانية عام 2013، طوال السنوات العشر التى كان يتحمل فيها مسئولية قيادة الفريق الأبيض بعد اعتزال ورحيل أبرز المواهب، وتحقيق الزمالك للقبى الدورى وكأس مصر فى الموسم قبل الماضى، جعل الجميع يعقد مقارنة بين ما قدمه النجم الأسمر ولاعبى الزمالك، خصوصا مع عودته للفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية فى يناير، وتراجعه عن تكملة مشوار إعارته مع الإسماعيلي، أمام تراجع النتائج وضياع النقاط السهلة للفريق الأبيض فى الأسابيع الأخيرة أصبح الفتى الأسمر بمثابة «نحس» على الفريق بعدما انتقل للأبيض على أمل حصد الألقاب والبطولات، ولكن انتشرت المشكلات والصراعات داخل الفريق بجانب النقاط التى أضاعها الزمالك ووسعت الفارق بينه وبين الأهلى البطل.
شيكابالا طوال مسيرته مع القلعة البيضاء لم يتوج سوى ببطولتى دورى فى بداية مشواره الكروى، بعد تصعيده من فريق الشباب، وكان ذلك فى موسمى 2002-2003، وشارك كبديل فى مباراتين فقط خلال وجود البرازيلى كابرال، وموسم 2003-2004 وشارك على فترات مع الفريق الأبيض فى عهد المدرب البرتغالى نيلو فينجادا، ولم يحرز أى أهداف مع الزمالك فى الدورى خلال تلك الفترة، حتى عندما حصد الزمالك لقب الدورى الأخير له 2015 بعد طول غياب دام 11 عاما، كان اللاعب بعيد عن الفريق، حيث مثل فريق الإسماعيلى، مما اعتبره بعض جماهير الزمالك أنه تميمة النحس للفريق، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التى يستبعد فيها عن الفريق، ويحقق ألقاب وبطولات، وهو ما حدث مع حسن شحاتة نفسه فى بطولة الأمم الأفريقية بأنجولا 2010، حيث اصطحب اللاعب دون أن يدفع به ولو لدقيقة، فكان أخر لقب للفراعنة، بعد أن نجح شحاتة فى ترويضه خلال المعسكر لسابق علمه بأنه مدمر لزملائه فى المعسكرات، اذا لم تتم السيطرة عليه، لتقترب نهاية أحد أهم أمهر اللاعبين المصريين، دون أى استفادة حقيقة، بعد أن تكرر فشل اللاعب فى الدخل والخارج، حتى عندما احتراف فى الوصل الإماراتى ومن قبله فى مطلع شبابه فى سبورتنج لشبونة البرتغالى والتجربة الأبرز باوك سالونيك اليونانى لم يقدم فى ايا منهم سوى هدف هنا ومغازلة هناك وفقط، ليدخل بعدها فى سلسلة من المشكلات يترتب على إثرها فى كل مرة عودته للزمالك، الذى انهكه طوال الخمسة عشرة عاما التى قضاها معه بشكل متقطع خرج فيها الزمالك بسببه بالإضافة إلى عوامل فنية وإدارية أخرى عن النص والمنافسة، ليرحل شيكابالا أو الأباتشى فى انتظار اعتزاله مع نادى متواضع، يتناسب مع حجم عطاءه الحقيقى داخل المستطيل الأخضر.