السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير التعليم العالى والبحث العلمى خالد عبد الغفار فى حوار خاص لـ «روزاليوسف»: جامعة الملك سلمان بسيناء تستقبل الطلاب العام المقبل

وزير التعليم العالى والبحث العلمى خالد عبد الغفار فى حوار خاص لـ «روزاليوسف»: جامعة الملك سلمان بسيناء تستقبل الطلاب العام المقبل
وزير التعليم العالى والبحث العلمى خالد عبد الغفار فى حوار خاص لـ «روزاليوسف»: جامعة الملك سلمان بسيناء تستقبل الطلاب العام المقبل




الرياض/ صبحى شبانة

كشف، وزير التعليم العالى والبحث العلمى خالد عبد الغفار، أن مصر تمتلك مشروعا لتطوير التعليم العالى والبحث العلمى يلبى تطلعات المصريين فى مسقبل افضل، يرتكز على مثلث النهضة، التعليم المتطور، العلم الحديث، البحث العلمى الهادف.
وأكد الوزير عبد الغفار فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» خلال زيارته المكوكية الخاطفة الى العاصمة السعودية الرياض، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يولى التعليم والبحث العلمى اهتماما كبيرا باعتبارهما قاطرة التقدم نحو المستقبل الافضل الذى يتطلع إليه الرئيس فى سعيه من أجل حياة أفضل لأبناء الشعب المصرى.
وقال، عبد الغفار إنه لمس من الجانب السعودى فى وزارة التعليم، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والمركز الوطنى للقياس والتقييم رغبة كبيرة فى التعاون فى كافة الجوانب المشتركة التى تهم البلدين وتلبى تطلعات الشعبين الشقيقين.
ودعا، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، الاستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، الى مضاعفة أعداد الطلاب السعوديين فى الجامعات المصرية، وإنشاء نواد للعلوم، وجمعيات بحثية مشتركة ودعم التوأمة بين الجامعات المصرية والسعودية، والعمل على خلق جيل من الخريجين قادرًا على مواجهة التحديات التكنولوجية، وتلبية احتياجات أسواق العمل المحلية، والقدرة على المنافسة عالميا.
 الكثير من قضايا التعليم والبحث العلمى فى هذا الحوار.
■ ما سبب الزيارة؟، وما الهدف منها؟
- الزيارة جاءت بهدف توطيد العلاقات بين الدولتين فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمي، خصوصا فى هذه المرحلة التى ارتفعت فيها العلاقات فى جميع المجالات إلى أوج قوتها، وتعد العلاقات التعليمية والعلمية والبحثية التى تربط بين الدولتين نموذجًا يحتذى فى التعاون الاخوى الذى يهدف إلى تأسيس مرحلة مهمة فى مستقبل الشعبين الشقيقين، والتى ترتكز على اسس ومبادئ التطور العلمى والبحثى والتقنى فى كافة المجالات والقطاعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك.
■ رغم قصر الزيارة، إلا أنها جاءت ثرية باللقاءات، حافلة بالإنجازات، ماذا تم؟ ومع من التقييم؟
- نعم جاءت الزيارة سريعة وخاطفة ومكتظة وناجحة بسبب الإعداد الجيد للزيارة من جهة المستشار الثقافى المصرى رئيس البعثة التعليمية بالسعودية الأستاذ الدكتور أشرف العزازى.
الذى كان له دور بارز فيما تم تحقيقه، لقد أجرينا اليوم ثلاثة لقاءات، الأول مع وزير التعليم السعودى الدكتور أحمد بن محمد العيسى، بمقر وزارة التعليم بالرياض، والثانى فى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، واللقاء الثالث بمقر المركز الوطنى السعودى للقياس والتقييم.
■ العلاقات التعليمية بين مصر والسعودية عميقة ومتجذرة ومتشعبة، حيث يتجاوز عدد الطلاب المصريين فى السعودية الـ١٢٥ ألف طالب، وأكثر من ألف عضو هيئة تدريس فى الجامعات السعودية، فضلا عن أعداد كبيرة من المدرسين المصريين فى مختلف التخصصات، ماالذى تطرقتم إليه مع وزير التعليم السعودى؟
- تطرقنا مع معالى وزير التعليم السعودى الدكتور أحمد بن محمد العيسى، إلى العديد من أوجه التعاون بين مصر والسعودية بما فى ذلك زيادة اعداد الطلاب المبتعثين إلى الجامعات المصرية، وتشجيع التعاون بين الجامعات المصرية والسعودية فى مجالات البحوث العلمية، وزيارات أعضاء هيئة التدريس، والتبادل الطلابى والمعرفى والخبرات، والتعاون فى البحث العلمى، خصوصا فى المجالات المشتركة التى تهم البلدين مثل الطاقة، تحلية المياه، الصرف الصحي،  الغذاء و الدواء، كما تطرقنا إلى إنشاء نواد للعلوم يشترك فيها باحثان من الدولتين فى المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل الزراعة، وتحلية المياه، والطاقة، كما تطرقنا أيضًا الى ضرورة أن يكون هناك توأمة بين الجامعات المصرية ومثيلتها السعودية.
■ يبلغ عدد الطلاب السعوديين المبتعثين فى الخارج أعداد كبيرة تربو على الـ١٠٠ ألف مبتعث على نفقة المملكة، ماهى حصة مصر منهما؟
- من أهداف زيارتى إلى المملكة هو زيادة عدد الطلاب السعوديين فى الجامعات المصرية، خصوصا أن الجامعات المصرية تمتلك إمكانيات هائلة فهى تتسع لاعداد كبيرة من الوافدين ولديها برامج تعليمية معتمدة عالميا، تماثل نظيرتها فى الجامعات العالمية، كما أن الجامعات المصرية الحكومية والأهلية تكتظ بالتخصصات العلمية المختلفة التى تتناسب مع رغبات الطلاب السعويين وتلبى حاجات سوق العمل فى المملكة، كما أننا وبناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بدأنا فى إنشاء فروع لجامعات عالمية فى العاصمة الادارية الجديدة سيجد فيها الطلاب السعوديون تعليما عالميا يمنح نفس الشهادات الاجنبية فى بيئة عربية إسلامية.
■ ماذا عن أعداد الطلاب الوافدين فى الجامعات المصرية؟ وما حصة الطلاب السعوديين منهم؟ وما القيمة المضافة من ورائهم للاقتصاد المصرى؟
- لدينا فى مصر اكثر من ٧٠ الف طالب وافد من مختلف دول العالم، يضخون فى خزينة الدولة ١٨٧ مليون دولار، بما يقرب من ٣.٥ مليار جنيه مصرى سنويا، ويبلغ عدد الطلاب السعوديين نحو عشرة آلاف طالب، يتلقون تعليمهم فى الجامعات المصرية لنيل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وقد طلبت من وزير التعليم السعودى مضاعفة أعداد الطلاب المبتعثين خصوصا أن الجامعات المصرية بإمكانياتها وكوادرها وتخصصاتها ومعاملها وقاعاتها تتسع لأكثر من عشرة أضعاف الأعداد الحالية،  كما أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى تقوم بتقديم التيسيرات اللازمة للطلاب السعوديين للدراسة فى الجامعات المصرية، وتذليل كافة الصعوبات التى تواجههم، وتعمل على استيعاب أكبر عدد من هؤلاء الطلاب للدراسة بالجامعات المصرية، سواء الحكومية، أو الأهلية، وأود أن أشير فى هذا الصدد إلى أننى وجهت دعوة للدكتور احمد العيسى وزير التعليم بالمملكة لزيارة مصر على رأس وفد من مسئولى الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمى  بغرض التواصل فيما يخص اعتماد الجامعات المصرية فى منظومة التعليم بالمملكة، وتوطيد التعارف وتعميق اواصر العلاقات العلمية والتعليمية والبحثية مع المجلس الأعلى للجامعات، والهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بمصر.
■ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إنشاء جامعة تحمل اسم الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، وأخرى باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ماذا تم بشأنهما؟ ومن أين جاء التمويل؟
- لقد اتفقت مع الدكتور أحمد العيسى على ترتيب جولة له لزيارة جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز التى تبدأ الدراسة بها العام الدراسى بعد المقبل فى سبتمبر ٢٠١٨، و تقام على مساحة ٣٠٠ فدان، منها 205 بمدينة الطور لإقامة المبنى الرئيسى للجامعة الذى يضم كليات الثروة السمكية والطب والهندسة والصيدلة وغيرها، و٢٥ فدانًا بمدينة شرم الشيخ تقام عليها كليات السياحة والفنادق والألسن، بالإضافة إلى إقامة كليات الزراعة والطب البيطرى بمدينة رأس سدر على مساحة 70 فدانًا، ومراحل تنفيذ البناء والانشاءات تجرى على قدم وساق بمتابعة مباشرة ودورية من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يتابع بشكل منتظم مراحل البناء والانشاءات التى يجرى تنفيذها والانتهاء منها، وأن اجتماعا دوريا يعقد كل إسبوعين لهذا الغرض، وان توجيهات الرئيس هى توفير جميع الامكانيات للإنتهاء من إنشاء جامعة الملك عبد الله فى جبل الجلالة بمنطقة البحر الاحمر ذات الطابع السياحي، وجامعة الملك سلمان فى منطقة جنوب سيناء، وفقا لأحدث الجامعات فى العالم من حيث المنشآت والقاعات والمعامل، والوسائل التعليمية، والمستشفيات، الرئيس يولى الجامعتين اهتماما خاصا ومباشرا يعكس تقديره للدور الذى قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية إلى جانب شقيقتها مصر.
■ معالى الوزير، هذا فيما يخص اللقاء بوزير التعليم السعودي، فما أسباب زيارتكم للهيئة السعودية للتخصصات الصحية التى تعد أول زيارة لوزير مصرى رغم أهميتها الشديدة؟
- يوجد عدد كبير يتجاوز عشرات الآلاف بل أكثر من ذلك بكثير من الأطباء والصيادلة وهيئات التمريض المصريين الذين يعملون فى السعودية، والمملكة تشترط حصول أى ممارس صحى على ترخيص مزاولة المهنة الذى تعتمده الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ولقد بحثت أنا والوفد المرافق المكون من الأستاذ الدكتور حسام الملاحى مساعد أول وزير التعليم العالى والبحث العلمى للعلاقات الثقافية والبعثات وشئون الجامعات، والمستشار الثقافى المصرى رئيس البعثة التعليمية بالسعودية الاستاذ الدكتور أشرف العزازى مع الامين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور سعد بن محمد عسيرى أوجه التعاون بين وزارة التعليم العالى فى مصر والهيئة السعودية للتخصصات الصحية فى مجالات التصنيف، والتدريب، والاختبارات الخاصة بالأطباء المصريين، كما تطرقنا إلى أهمية خلق آليات للتنسيق بين الهيئة المصرية للتدريب الإلزامى للأطباء التابعة لوزارة الصحة فى مصر والهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتيسير متابعة التدريب، والارتفاع بالمستوى العلمى والمهنى للاطباء، وإتاحة فرص حصولهم على درجتى الزمالة، والبورد المصرى والتى تعترف بهما الهيئة السعودية للتخصصات السعودية وتحظى شهادتهما باحترام لدى الاوساط الطبية والبحثية فى المملكة، كما تطرقنا إلى أهمية تشكيل لجان علمية مشتركة متخصصة فى جميع التخصصات الطبية تختص بالتدريب والامتحانات، واعتماد الجامعات الحكومية المصرية، والجمعيات العلمية المصرية فى منظومة الجهات المعتمدة الخاصة بعدد الساعات المعتمدة الصالحة لتجديد ترخيص مزاولة المهنة طبقا للنظام المعتمد فى المملكة، كما بحثنا مع الهيئة السعودية إمكانية اعتماد جمعيات علمية ومستشفيات مصرية تمنح البورد السعودى، وتتيح للطبيب السعودى الذى يقضى إجازته فى مصر فرص التدريب والتعليم، والحقيقة لقد لمسنا إشادة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بالمستوى العلمى للاطباء والصيادلة والممارسين الصحيين المصريين العاملين فى المملكة وبالدور المهم الذى يقومون به فى جميع القطاعات الصحية طيلة العقود الماضية.
■ معالى الوزير، جاء المركز الوطنى للقياس فى ختام زيارتكم الخاطفة الى المملكة (التى تشبه من منطلق انك طبيب عمليات اليوم الواحد)، الاحصائيات تقول إن أكثر من عشرة آلاف طالب مصرى ممن يدرسون الثانوية السعودية يتقدمون سنويا لاختبارات القدرات الذى ينظمها المركز، ماذا وجدتم فى التجربة السعودية التى يطالب قطاع عريض فى مصر بتطبيقا فى الثانوية العامة؟
- كما ذكرت أنت أن أعدادا كبيرة من الطلاب المصريين يتقدمون لأداء اختبارات القدرات فى مركز قياس، ولقد بحثنا مع سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشارى آل سعود رئيس المركز الوطنى للقياس أوجه التعاون بين المركز، والخبرات التراكمية المصرية فى مجالات القياس والتقييم، وتطوير التعاون فى هذا المجال بما يفيد البلدين، خصوصا ان لدينا فى مصر خبرات كبيرة لكنها لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل فى مثل منظومة «قياس» التى تحقق العدالة للطالب،  و تعكس تكافؤ الفرص من خلال قياس عادل لمهارات الطلاب وقدراتهم ، دون اى تدخل بشرى فى أى من مراحل الاختبارات، وبالتالى تتلاشى أى أخطاء محتملة، خصوصا لو علمت أن أكثر من ٥٠ الف طالب يتظلمون سنويا من نتيجتهم فى الثانوية العامة، أى أنهم يحملون بعض الشكوك، فى قياس لايوجد أدنى شك، الخطأ البشرى غير موجود فكل مراحل الاختبارات من البداية إلى النهاية مميكنة.
■ معالى الوزير يعانى التعليم العالى فى مصر من تشوهات تسىء إلى منظومة التعليم ومخرجاتها، الإعلانات عن معاهد عليا تمنح درجة البكالوروس تغطى واجهات المباني، وتملأ الشوارع، و تطمس جوانب الأتوبيسات، كيف تواجهون مثل هذه الظاهرة؟.
- هذه ليست معاهد عليا وليست لديها التراخيص اللازمة، وقد اغلقنا الشهر الماضى فقط ٧٥ مركزا ممن تسميهم معاهد، وهى معاهد وهمية، وأود التأكيد هنا أن جميع المعاهد العليا المعترف بها موجودة فى قوائم على موقع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، ما سواها يوقع أصحابه تحت طائلة القانون.
■ ما مشروع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لتطوير التعليم فى مصر فى المرحلة الحالية؟
أجيب فى نقاط محددة مشروعنا يشمل أيضًا البحث العلمى لأن البحث العلمى لا يقل بحال عن التعليم العالى، نسعى الى تخريج اجيال قادرة على المنافسة محليا وعالميا، توفير مناهج متطورة حديثة تواكب المناهج العالمية، التحول الى التعليم الفنى والتكنولوجى لأنه هو قاطرة التقدم نحو المستقبل، البحث العلمى الهادف الذى يعنى بحل المشاكل، ووضع الحلول ويتماشى مع احتياجات الدولة والتطلعات إلى المستقبل.

■ من يتكفل بتمويل إنشاء الجامعتين؟
- طبقا لتوجيهات الرئيس فإن مصر تتكفل بإنشاء جامعة الملك عبد الله، وهناك تفاهمات بين وزارة الاستثمار والجانب السعودى ممثل فى صندوق الاستثمارات العامة السعودى بالمشاركة فى تمويل جامعة الملك سلمان فى جنوب سيناء وهى منطقة قريبة من الحدود مع السعودية.
■ هل أفهم إننا يمكن أن نشهد فى مصر تحول الى نظام القدرات المعمول به فى السعودية؟
- مصر تدرس تطبيق اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة المصرية، ونحن نطلع على عدد من التجارب العالمية فى هذا الشأن مثل التجربة اليابانية والتجربة الامريكية وغيرهما، والسعودية تطبق نظام القدرات منذ عام ٢٠٠٣، ولديها فى «قياس» تراكمات من الخبرة اكتسبتها على مدى نحو ١٥ سنة، والكوادر التى ينبغى تقديرها واحترامها،  التجربة السعودية نجحت بكل المقاييس خصوصا انها تطبق فى مجالات متعددة لاتقف عند الثانوية العامة فقط، فترقية الموظف الى وظيفة أعلى يلزمه اجتياز اختبار القدرات وهكذا، لا شك أن آليات القبول فى الجامعات تحظى فى مصر باهتمام واضعى السياسات التعليمية منذ سنوات طويلة، حيث تعد عملية انتقال الطالب من التعليم الثانوى إلى الجامعى واحدة من أهم القضايا المجتمعية، كما أنها تحتل صدارة الموضوعات التى تشغل بال أولياء الامور والطلاب، وأود التأكيد من خلال روزاليوسف أن اختبار القدرات يستند إلى أسس موضوعية للمفاضلة بين الطلاب، آن الاخذ به.