الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مغامرات «شريف عرفة» مع «إنسان بعد التحديث»

مغامرات «شريف عرفة» مع «إنسان بعد التحديث»
مغامرات «شريف عرفة» مع «إنسان بعد التحديث»




كتبت - مروة مظلوم


الإنسان العادى يسعى لإشباع غرائزه واحتياجاته الشخصية هذا هو المستوى الأول لكن حين يرتقى إلى المستوى الثانى «الدوبلكس» يلتزم بقيم جماعية تتجاوز ذاته وتضمن تماسك مجتمعه.. يمر الإنسان بمراحل ومستويات من التطور النفسى حتى يصل إلى مرحلة النضج.. تناولها العديد من علماء النفس والاجتماع منهم من أسهب فى وصفها ومنهم من أوجزها فى كلمات، ومنهم من ابتعد عن المصطلحات المركبة والنظريات المعقدة وتناولها فى عرض تفاعلى شيق مع القارئ كما فعل د.شريف عرفة فى دليله العلمى «إنسان بعد التحديث».. ما جعل كتابه الصادر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية أشبه بمغامرة يرافقك الكاتب بقصصه بين صفحاتها فحتمًا ستجد أحدها يشبهك أو ينسجم مع اهتماماتك.
استهل عرفة مقدمة كتابه بقصة «جينى ويلي» تلك الفتاة التى عاشت منذ ولادتها حبيسة غرفة مغلقة حيث منعها والدها المختل عقليًا فعاشت فى عزلة ما يقرب من 13 عامًا أخرت نموها العقلى والجسدى حيث ظلت تعانى عدم النضج العاطفى ولا تستطيع الكلام وفشلت كل محاولات دمجها فى المجتمع وإقامة علاقات طويلة الأمد مع الآخرين ولا ترتبط بهم عاطفيا حضورهم وغيابهم واحد كذا كان الحال مع أمها وشقيقها وتم تصنيفها ضمن قائمة الأطفال الوحشيون مع من كانت نشأتهم بعيدة عن حياة البشر مثل الطفلة الأوكرانية التى عاشت مع الكلاب «أوكسانا مالايا»، والأوغندى «جون سابونيا» الذى تربى مع القرود والطفل الفرنسى فيكتور الذى قضى حياته فى الغابة وحيدًا.. وأشار الباحث إلى أن مثل هذه الحالات تسلط الضوء على حقيقة أن الإنسان العادى لا يولد إنسانا عاديا بل يتعلم ويكتسب الكثير من الخبرات ليكون مؤهلا لكى يصبح إنسانًا عاديًا. ويتناول عرفة فى الفصل الأول من كتابه مراحل التطور النفسى للإنسان الواحد من الطفولة إلى النضج إذ إنها تشبه تطور الجنس البشرى نفسه عبر العصور وهم أربع مراحل بداية من إنسان الغاب، ثم تأتى مرحلة إنسان الجماعة أو «القبيلة» حيث يستمد هويته منها تعلم الاحترام والقوانين والأعراف ويلتزم بها ليس خوفًا من العقاب ولكن التزاما بما يتوقعه المجتمع منه، ومرورًا بمرحلة الإنسان المستقل وهى مرحلة الخروج من التبعية الفكرية للجماعة والاستقلال عن سلطتها الأبوية، وأخيرًا يصل بنا الكاتب إلى المحطة الأخيرة وهى الإنسان المستنير ونسبة من يصلون لها لا تتعدى 2% من البشر أولئك الذين يحاولون الارتقاء بإنسانيتهم ويؤمنون بالقيم العليا مثل السلام التسامح الحرية المساواة وتحكم تصرفاتهم بشكل جدى وليس شعارات لأهداف خاصة.
الكتاب يضم بين صفحاته 9 فصول تطرق فيها الكاتب استعرض فيها الكاتب تطور السخرية وفلسفة الضحك وتاريخها وفوائده الصحية كما تناول تطور العلاقات الزوجية فى فصل كامل وطبقها على مراحل التطور لإنسان الغاب والقبيلة والمستقل والمستنير ومشكلات كل منهم مع الجنس الآخر وكيفية تطوير العلاقات بخلق المعانى المشتركة والتعمق فى فهم الآخر وتقبل الخلاف الإيجابى والعيوب.