الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الغندور.. المحظور

الغندور.. المحظور
الغندور.. المحظور




كتب – وليد العدوى

 تعيش الدولة المصرية منذ 30 يونيو حالة من الحسم فى المواقف، فلم تعد الأجواء تحتمل التلون، أو اللعب على كل الحبال، كما يفعل لاعب الزمالك السابق، والإعلامى الحالى خالد الغندور، الذى تقلد مناصب إعلامية فجأة ودون مقدمات، لمجرد أنه مارس ذات يوم الكرة مع الفريق الأبيض، واكتسب شهرته من مزاملة الفنانين والفنانات، لكنه على صعيد الرياضى فقير جدا، فلا يمتلك الرصيد الضخم والدولى الذى يجعله يقدر حجم بلاده، وما تعانيه وما تعيشه، وإلا ما أقدم على استضافة أهالى جماعات «الألتراس» للضغط على الدولة بهدف تحسن صور شباب وصفت روابطهم بـ «المحظورة»، بقرار من المحكمة، كما توصف جماعة الإخوان الإرهابية، وما يقدم عليه الغندور ما هو إلا رغبة فى تحقيق مزيد من الشهرة، وسط هذا القطاع المحظور والكبير فى نفس الوقت، بعد أن تعاظم دور تلك الروابط فى جميع الأندية دون استثناء، وباتت لهم كلمتهم وتأثيرهم قبل أن تتخذ الدولة موقفا حاسما وحازما ضد أى متجاوز وليس الألتراس فقط.
الغندور اعتاد فى عمله الإعلامي، الذى تسلل إليه دون دراسة، أو مسئولية من واقع ميثاق الشرف الإعلامى الذى يجهله تماما على إحداث صدمات للشارع الرياضي، واللعب تارة على حالة التنافر بين جماهير القطبين الأهلى والزمالك، أو الاحتماء بهذه الروابط المشبوهة تارة أخري، بل والدفاع عنها، والسير ضد التيار لمجرد العناد مع إعلاميين أكثر منه قيمة وقامة مثل أحمد شوبير الذى اتخذ مواقف واضحة فى هذا الشأن، حتى المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الذى لعب الدور الأكبر فى إخماد ما تسمى بجماعات «الوايت نايتس» انقلب عليه الغندور فى مرحلة معينة، رغم صداقتهما، وظهورهما معا فى أى برنامج يقدمه الغندور سواء إذاعياً أو تليفزيونياً، مستثمرًا الهجوم على نجم الزمالك السابق وزميله الدولى البارع حازم إمام لإعلان الحرب على منصور، بدعوى رفضه مهاجمة زميل ملاعب، رغم أن حازم ليس الأول الذى يناله مرتضى منصور بلسانه، لكنه الخوف من المجاهرة بمعاداة منصور لصالح الألتراس، فكانت الفرصة ذهبية لإثبات ولائه للشباب الموتور، ولم لا؟ ومرتضى يمثل الدولة بفكرها وتحركاتها خصوصا فى هذا الشأن، الأمر الذى دفعه يتحرك بكل ما أوتى من قوة وحماس كونه رئيس أحد أكبر الأندية فى مصر، فضلا عن كونه عضو مجلس نواب، ومحاميًا شهيرًا استطاع انتزاع حكم محكمة يدين هؤلاء مدى الحياة، ما لم يكن هنالك التزام بقواعد التشجيع المنصوص عليها من قبل الأمن.
الغندور أو «بندق» كما يحلو للبعض تسميته يهوى الشهرة، وإحداث بلبلة وجدل حتى لو كان ذلك ضد توجهات الدولة المصرية، فهو لا يدرك أن استمرار اللعب بنغمة الألتراس التى أوشكت على الانتهاء، كمن يلعب بالنار، لما يمثله هؤلاء الشاب من خطر على أنفسهم قبل الدولة ذاتها القادرة على اتخاذ قرارات قانونية رادعة كما فعلت مؤخرا، على خلفية استغلالهم سياسيا فى عهد جماعة الإخوان، وما أحدثوه من شغب فى الشوارع وترويع وتهديد للأمن العام، ليتفرع منها ألتراس نهضاوي، والتراس ربعاوي، وغيرها من المسميات، كلها أمور لم يلتفت إليها أو ربما لم يفهمها «بندق»، ليطرح نفسه على الجهة المقابلة لكل ما يهاجم هؤلاء، معتبرهم جماعات مشجعة فقط فى المدرجات ويجب حمايتهم من بطش رجال الأمن، طارحا نفسه مضاداً للجهة المقابلة التى تضم شوبير وعزمى مجاهد ومصطفى يونس وآخرين، لكن يظل مرتضى العدو اللدود له كونه الوحيد الأكثر نشاطا وتحركًا وقضاءً على تلك الجماعات على الأقل داخل نادى الزمالك، بعكس نظيره فى الأهلى محمود طاهر الذى مازال يقف فى موقف العاجز أمام جبروت ألتراس أهلاوى بكل مسمياته.   
«بندق» يرغب دائما فى أن يصبح جزءا من منظومة اتحاد الكرة الإعلامية، والتى يشكلها أعضاء مجلس الإدارة سيف زاهر وحازم إمام وخالد لطيف، حيث تسيطر الشركة الراعية لاتحاد الكرة «بريزنتيشن» على الوسط الإعلامى بشكل تام، وهو ما دفع لاعب الزمالك السابق بعيدا عن دائرة الضوء، ويقتصر نشاطه على قنوات متواضعة، لذا يسعى للاستفادة من محاولات تصعيد الأجواء ضد مرتضى، بعد تهديداته الأخيرة، خاصة فى ظل حالة العداء التى تسيطر على علاقة اتحاد الكرة بمرتضى منصور، أملا فى كسب ود رجال الجبلاية والارتماء فى احضانهم بدعوى امتلاكه لأفكار بإمكانها تطوير مستقبل اللعبة فى مصر، وهو على عكس الحقيقة، فهدفه الأول والأخير الظهور، وتحقيق مكاسب شخصية، بالتواجد وسط كوكبة النجوم فى الوسط الرياضي.