الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

دور العلمانيين فى الفكر المسيحى المصرى

دور العلمانيين فى الفكر المسيحى المصرى
دور العلمانيين فى الفكر المسيحى المصرى




مينا بطرس محارب

 

المقصود بالعلمانين فى هذا المقال هم أعضاء الكنيسة الذين لا يحملون الرتب الكهنوتية ولأن المرأة لا تحمل الكهنوت فى الكنيسة ولا تمارس عمل كهنوتيًا يختص بتقديس الأسرار فى الكنيسة المصرية فاننا نقصد فى هذا المقال الرجال والنساء الذين لا يحملون أى رتب كهنوتية.
لقد رأينا كثيرة من العلمانيين المشهود لهم بدور بارز فى تاريخ الفكرى للكنيسة القبطية المصرية فى القرن السابق وفى أيامنا الحالية. ولأن الذاكرة لا نستطيع أن تحصر كل الأشياء فإننا نرد أمثلة على سبيل الشرح وليس على سبيل الحصر أمثال الراحلين (حبيب جرجس – راغب عبد النور – وهيب جورجى كامل – ايريس حبيب المصرى) ومن الحالين (د. نصحى عبد الشهيد – د. جوزيف موريس فلتس – د . جورج عوض).
وتيار كبير من الشباب الذى يكتب أبحاثًا وكتبًا تنشر على مواقع التواصل الاجتماعى وهو الجيل الذى ننتظر منه الكثير والكثير فى حقل الدراسات الدينية واللاهوتية متحررين من أى قيود فكرية تعوقهم فى سعيهم لمراجعة الكثير من الأفكار والآراء. ساعد هولاء الشباب الدور البارز الذى لعبه مركز الدراسات الإبائية بجهودهم المتواصلة حيث لم يتوقف المركز منذ إنشائه فى ترجمات التراث العظيم لكتابات آباء الكنيسة الأوائل أمثال كتابات (أثناسيوس وكيرلس وذهبى الفم.... الخ) والذين  قاموا بالترجمة تلك الكتابات الأوائل هم متخصصون علمانيون وازداد بريق هذا الاهتمام بالتراث الآبائى وحركة الترجمة وجود موسسة (مدرسة الإسكندرية) حيث ينشر فيها الكثير من الدراسات والترجمات التى يقوم بها علمانيون من الرجال والنساء.
نحن لا ننسى الدور الذى لعبه (حبيب جرجس) فى التعليم رغم انه لم يكن كاهن يقدس الأسرار ( وبالطبع نحن مدينون لكثير من المعلمين من رجال الدين) ولا ننسى  دور (أيريس حبيب المصري) المرأة التى أرخت لتاريخ الكنيسة القبطية ومترجمة لكثير من الكتب الروحية واللاهوتية.
   هناك الكثير من العلمانيين الذين يمتلكون المواهب وفى أيديهم الكثير الكثير أن يقدموه فكما كان هناك الكثير من العلمانين الذين لم يحملوا (صفة كهنوتية) فى كل العصور قد قدموا الكثير من الفكر المسيحى (أوريجانوس – رغم الجدل المثار حوله) لا نستطيع أن ننكر دوره فى الفكر المسيحى فى القرون الأولى و(ديديموس الضرير) أيضا ومن علماء القرون الوسطى (الشيخ الصفيُّ أبو الفضائل الأمجد- الشيخ الأسعد أبو الفرج هبة الله) المعروفين بلقب (أولاد العسال) بجانب أخيهم القمص (الشيخ موتمن الدولة أبو إسحاق) وهو الوحيد الذى ورد ذكره فى الكتب  التاريخية أنه نال رتبه كهنوتية من بين الأشقاء الثلاثة.
الكنيسة ليست هى الرتب الكهنوتية فقط بل هى الشعب المسيحى باكمله .
لذلك إن كان اهتمام الكتب التاريخية  داخل الكنيسة قد ركزت على البطاركة أكثر من الشعب فقد جاء الآوان أن نركز أن تاريخ الكنيسة المصرية هو تاريخ صنعه الشعب والرعاة ولأن التعليم والفكر هو التراث الذى نحمله بداخلنا وهو الذى يشكل عقولنا ويحدد مسارات العمل الرعوى للأجيال التالية لذلك سيظل دور العلمانيين فى الفكر المسيحى المصرى دور كبير سيظل موجود مدام بقيت الكنيسة.
لذلك نتمنى أن تستمر الموسسات الكنسية الرسمية فى مساعدة العلمانين بصورة أوسع فى إتاحة الفرص لهم وتشجيعهم وتعضيدهم وأن لأينسى دور هولاء الذين عملوا قى صمت لأجل إحياء تراث الكنيسة من تأليف ونشر وترجمة.
الحفاظ على وجود اسماء العلمانيين فى ذاكرة العمل الكنسى يعطى تشجيع وقدوة صالحة ومثال طيب للأجيال المتلاحقة علينا. فكم رجل من الممكن يكون (حبيب جرجس آخر) وكم امرأة من الممكن أن تكون (إيريس حبيب المصرى).