السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتنة قطر فى أفريقيا

فتنة قطر فى أفريقيا
فتنة قطر فى أفريقيا




كتب - محمد عثمان –وكالات الأنباء

بعد رفع الستار عن وجه الدوحة الذى يقوم على تمويل الجماعات المدرجة فى قوائم الإرهاب العالمى تحت راية العمل الخيرى الإنسانى فى منطقة الغرب الأفريقى الممتدة من الصحراء الكبرى شمالاً إلى منطقة الساحل غرباً وجنوباً، يظهر بجلاء أيضاً هذا الدور فى منطقة القرن الأفريقي، وتحديداً فى دول الصومال وإثيوبيا وإرتيريا وجيبوتى وكينيا.
وبقناع الدور الإنسانى تظهر قطر فى هذه المنطقة أيضاً تحت لافتة الوساطة لحل النزاعات بين الدول تارة والاستثمار تارة، ومن ثم التغلغل لتعيث فساداً مستخدمة سياسة فرق تسد، التى جعلت المنطقة ملتهبة لسنوات طويلة، وفقاً لصحيفة الرياض السعودية.
وخلصت تقارير عديدة لوزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة، ومراكز ومعاهد مثل مركز العقوبات والتمويل السري، ومؤسسة دعم الديمقراطية، إلى أن قطر أكبر دولة تمول الجماعات المتطرفة والإرهابية فى منطقة القرن الأفريقي.
ونشرت مؤسسة «دعم الديمقراطية» مؤخراً دراسة فى 3 أجزاء بعنوان «قطر وتمويل الإرهاب»، خصص الجزء الأول منها للعقدين الأخيرين من القرن الماضى والأول من القرن الحالي، والثانى لفترة تولى الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد منذ 2013 الحكم فى الإمارة.
وحسب الدراسة فإن واشنطن ترى أن قيادات من تنظيم القاعدة فى شبه القارة الهندية وحركة الشباب الصومالية تلقوا دعماً من مانحين قطريين أو مقيمين فى قطر.
وتؤكد الدراسة أن حركة الشباب المتطرفة، تلقت تمويلاً من رجل الأعمال القطرى المطلوب دولياً عبدالرحمن النعيمى بمبلغ 250 ألف دولار، وتشير إلى وجود علاقة قوية كانت تربط بين النعيمى وزعيم الحركة حسن عويس المحتجز حالياً لدى السلطات الصومالية.
وتشير وثائق مسربة نشرت على موقع ويكيليكس إلى أن السفيرة الأمريكية السابقة فى الأمم المتحدة سوزان رايس كانت طلبت فى 2009 من تركيا الضغط على قطر لوقف تمويل حركة الشباب.
وقالت رايس حينها بحسب الوثيقة المسربة إن «التمويل كان يتم عبر تحويل الأموال إلى الصومال عن طريق إريتريا».
ونفس الاتهام كرره رئيس الحكومة الانتقالية آنذاك شريف شيخ أحمد، الذى قال خلال اجتماع مع دبلوماسيين أمريكيين فى ليبيا إن حكومة قطر تقدم الدعم المالى إلى حركة الشباب.
وقالت الصحفية الصومالية المتخصصة فى حركة الشباب فاطمة حسن إديد إن قطر لم تكتف بالتمويل المالى لحركة الشباب، وإنما ظلت تقدم لها السند الإعلامى بتقديم قادتها للرأى العام على قناة الجزيرة، وتضيف «منذ أواخر العام 2007 ظل قادة حركة الشباب يقدمون عبر شاشة الجزيرة مع كوفية تغطى جزءاً كبيراً من وجوههم، وهذا فى تقديرى دليل دعم للحركة».
ومن أقوى الأدوات التى استخدمتها قطر فى المنطقة لدعم وجودها إطلاق قناة الجزيرة باللغة السواحلية، وتستهدف قرابة مائة مليون شخص فى المنطقة وسكاناً آخرين فى الجنوب الأفريقي.
وتحت ستار العمل الإنسانى تنشط فى الصومال جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر ومؤسسة «راف»، لكن غالبية المساعدات الإنسانية المقدمة من هذه المؤسسات تنتشر فى نطاق ضيق لم يتعد محيط العاصمة مقديشو، مما يثير الشكوك عن أدوار أخرى تلعبها مع وجودها الطويل هناك.
وامتدت اليد القطرية لجيران الصومال مستخدمة سياسة الاستثمار تارة والوساطة السياسية فى مواقع أخرى والوجود العسكرى للمراقبة، وخصوصاً فى حالة النزاع القائم بين جيبوتى وإرتيريا.
وأرسلت الدوحة فى العام 2010 مراقبين عسكريين نشروا على الحدود بين الدولتين بعد قمة لرئيسى البلدين استضافتها الدوحة من أجل التهدئة.
وقال أنور محمد نور الباحث فى شئون القرن الأفريقى إن «وساطة قطر بين إرتيريا وجيبوتى فشلت فى إقناع الطرفين بوقف المناوشات الحدودية، لأن الدوحة لم تف بوعود كثيرة قدمتها للطرفين».
ويؤكد أن الدور القطرى فى إرتيريا مقتصر على العمل السياسى من خلال التحالف مع الرئيس اسياسى أفورقى الأمر الذى تسبب فى قطيعة بين قطر وإثيوبيا، واتهمت إثيوبيا أيضاً قطر بتمويل «حركة الجهاد» فى الصومال، قبل أن تنتهى القطيعة فى العام 2012 بزيارة قام بها وزير الخارجية السابق مهدت لزيارة أخرى للأمير تميم بن حمد العام الجاري.
وفى كينيا تسعى قطر منذ سنوات للاستحواذ المالى عبر بنك قطر منذ توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين فى العام 2015.
 «تيلرسون وانحيازه للدوحة»
من ناحية أخرى، فيما انتقد وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون ما وصفه بـ»التضييق على الحريات الدينية فى دول حليفة مثل السعودية والبحرين»، تزايدت علامات الاستفهام حول موقفه الشخصى حيال الدول الخليجية، خاصة وأن تلك التصريحات جاءت فى الوقت الذى تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار بسبب الأزمة القطرية وتداعياتها.
وفى بداية مرحلة قطع العلاقات مع قطر، كان موقف وزير الخارجية الأمريكى محايداً جداً، إذ أظهر فى البداية اهتماماً كبيراً وقام بزيارات وصفتها وسائل إعلام بـ «المكوكية» شملت الدول المقاطعة (الإمارات، السعودية، البحرين، مصر) بالإضافة إلى عدة زيارات غامضة إلى قطر.
والمواقف المنحازة لتيلرسون، تعيد إلى الذاكرة واقع أنه كان يدير «أكسيوم موبيل» والتى تعتبر إحدى الشركات الكبرى التى تتمتع بعلاقات تعاون مع دولة قطر منذ تأسيسها. وهى الشركة التى وصفتها وسائل إعلام أمريكية بأنها هى التى بنت دولة قطر سواء بمشاريع الغاز والنفط طوال العقدين الماضيين، كما وظفت أموالها لأهداف سياسية وإعلامية.
ولفت موقع «ديلى بيست» الإخبارى الأمريكى إلى الموقف الشخصى الذى اعتمده تيلرسون فى معالجة الأزمة القطرية، والذى يختلف عن الذى يؤمن به ويريده الرئيس دونالد ترامب. ففى الوقت الذى لم يتردد فيه الرئيس بوصف قطر أنها «ضالعة فى تمويل الإرهاب ورعاية التطرف»، وعلى أعلى مستوى، إلا أن تليرسون بقى يتنقل ضمن دائرة الدفاع عن الدوحة بوصفها أنها «تعمل على تجفيف منابع الإرهاب وتُظهر فى ذلك رغبة بفعل المزيد».