الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس: لا تفريط فى حقوق مصر المائية

الرئيس: لا تفريط فى حقوق مصر المائية
الرئيس: لا تفريط فى حقوق مصر المائية




كتب ـ أحمد إمبابى

سيطرت قضية التعاون مع دول حوض النيل وحقوق مصر المائية، على مُباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال جولته الأفريقية التى بدأت الاثنين الماضى، لأربع دول أفريقية هى: تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد.

وفى الوقت الذى يواصل فيه الرئيس جولته الأفريقية، بزيارة الجابون فى ثالث محطة من الزيارة، ركزت مُباحثات السيسى مع رئيسى تنزانيا ورواندا على المصالح المائية لمصر، حيث طرح الرئيس رؤية شاملة تقوم على مبدأ الشراكة والتعاون من أجل التنمية المشتركة بين دول حوض النيل.

وجاءت قضية حقوق مصر المائية كعنصر أساسى مشترك فى مُباحثات الرئيس بالجولة الأفريقية، ضمن عدد من القضايا الأفريقية الأخرى، لكن الرئيس السيسى حرص على عرض الرؤية المصرية لتحقيق التنمية فى دول حوض النيل.
الرؤية المصرية عبّر عنها الرئيس السيسى، عندما أكد أن مصر تدعم أشقاءها فى دول حوض النيل بالقدرات والخبرات الفنية المصرية لتحقيق التنمية فى هذه الدول، وأشار الرئيس إلى أن مصر حريصة على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض.
فى نفس الوقت شدد الرئيس على أن مصر ترفض الإضرار بمصالحها المائية، وطالب بضرورة مُراعاة شواغلها فى هذا الشأن، خاصة أن موضوع مياه النيل يُعد «مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر».
وقال الرئيس: «إن قمة دول حوض النيل الأولى التى عُقدت مؤخرًا بعنتيبى تشكل بداية لحوار بناء وفعال، بين قادة دول حوض النيل من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وأن مصر تدعم بشكل كامل جهود أشقائها فى دول الحوض لتحقيق التنمية الشاملة للجميع، مع الحفاظ على مصالح الشعب المصرى الذى يعتمد بشكل أساسى على نهر النيل لتوفير المياه».
فى المقابل كانت مواقف رؤساء الدول الأفريقية متفهمة لمصالح مصر المائية، حيث أكد الرئيس التنزانى تفهم بلاده الكامل لأهمية نهر النيل بالنسبة للقاهرة، كونه يمثل المصدر الأساسى للمياه فى مصر، وأعرب الرئيس التنزانى عن ثقته فى قدرة دول حوض النيل على التوصل لتوافق يرضى جميع الأطراف.
ومن جانبه أكد الرئيس الرواندى وجود مسئولية مشتركة بين دول حوض النيل، فى الحفاظ على مياه النيل التى تمثل شريان الحياة لملايين المواطنين، الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسى للحياة.
قضايا ثابتة للتعاون
فى نفس الوقت ركزت مُباحثات الرئيس الأفريقية على عدد من الملفات والقضايا المهمة المشتركة، من أهمها التنسيق المصرى مع تلك الدول فى المجال الأمنى والعسكرى لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة مع ما يمثله الإرهاب من مخاطر على أمن واستقرار مختلف الدول.
وفى مُباحثات الرئيس السيسى مع رئيسى دولتى رواندا وتنزانيا، بُحثت سبل التصدى للإرهاب والأفكار الدينية المتطرفة، حيث نوه الرئيس إلى الدور المهم الذى يقوم به الأزهر الشريف كمنارة للفكر الإسلامى المعتدل فى نشر الأفكار والتعاليم الدينية الصحيحة.
وعلى صعيد التعاون الثنائى كان ملف التبادل التجارى حاضرًا فى مُباحثات الرئيس، حيث بحث «السيسى» سُبل زيادة الاستثمارات والتبادل التجارى مع رؤساء الدول التى يقوم بزيارتها، وسُبل فتح قنوات اتصال بين تجمعات رجال الأعمال فى البلدين لإقامة مشروعات فى مجال الزراعة والطاقة والمشاركة فى تطوير البنية التحتية.
كما بُحث الدور المصرى فى دعم جهود التنمية بالدول الأفريقية، خاصة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وما تقدمه من خبرات مصرية فى مجالات مختلفة للدول الأفريقية.
ومن القضايا الأفريقية التى فرضت نفسها فى مباحثات الرئيس، قضية إصلاح الاتحاد الأفريقى، ودعم جهود الإصلاح المؤسسى للاتحاد لتحقيق الكفاءة اللازمة فى أعماله.
وتسجل جولة الرئيس الأفريقية سابقة فى مستوى العلاقات المصرية ـ الأفريقية، فتعد زيارة الرئيس إلى تنزانيا هى الأولى لرئيس مصرى منذ عام 1968، فى حين جاءت زيارته لرواندا الأولى على المستوى الثنائى بعد مشاركته فى يوليو 2016 بالقمة الأفريقية، التى عقدت بكيجالى، كما تعد زيارته للجابون الأولى لرئيس مصرى وهو ما يعكس الرؤية المصرية للانفتاح على القارة الأفريقية.
اللافت أيضًا أن الرئيس حرص على تقديم الدعوة للقادة الأفارقة للمشاركة فى المؤتمر الدولى للشباب، ومنتدى «أفريقيا 2017»، المقرر عقدهما فى شرم الشيخ فى نوفمبر وديسمبر المقبلين.
دعم مصرى لأفريقيا
وحرص الرئيس خلال جولته الأفريقية أن يجرى اتصالاً هاتفيًا من العاصمة الرواندية «كيجالى» مع رئيس سيراليون، إرنست كوروما، لتقديم التعازى له فى ضحايا السيول التى تتعرض لها بلاده، وأكد الرئيس تضامن مصر الكامل مع سيراليون وشعبها فى مواجهة هذه المحنة، معرباً عن استعداد مصر لتقديم المساعدة والعون، فى ضوء ما يربط البلدين من علاقات وثيقة.
كما أجرى «السيسى» اتصالا مع الرئيس الكينى، أوهورو كينياتا، لتهنئته بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لكينيا، معربًا عن خالص أمنياته للرئيس الكينى بالنجاح والتوفيق، وللشعب الكينى بالتقدم والازدهار، كما أعرب الرئيس خلال الاتصال عن تقديره للعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وكينيا، مؤكداً حرص مصر على مواصلة دفع هذه العلاقات وتطويرها فى مختلف مجالات التعاون بين البلدين.