الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بيع الآثار.. وسيلة «كفور النيل» للنصب على «الخلايجة»

بيع الآثار.. وسيلة «كفور النيل» للنصب على «الخلايجة»
بيع الآثار.. وسيلة «كفور النيل» للنصب على «الخلايجة»




الفيوم – حسين فتحى

كفور النيل.. قرية فيومية تبعد عن مدينة الفيوم  نحو 5 كيلو مترات، هى واحدة من القرى التى تشتهر بتجارة الآثار، الأصلية والمقلدة معًا، حتى ذاع صيتها وأصبح روادها من العرب خاصة الخليجيين، إضافة إلى الحالمين بالثراء السريع من الاتجار فى القطع الأثرية، لذلك يعيش أغلب سكان القرية والبالغ عددهم نحو 10 آلاف مواطن  على أمل الإيقاع براغبى تحقيق ثروة مالية فى أسرع وقت من تجارة الآثار، داخل مصر وخارجها.

ما جعل أهل كفور النيل يحصلون على مبالغ طائلة من النصب على المصابين بجنون الثراء السريع من تجارة الآثار لذلك تجد  مظاهر الغنى على مساكن القرية حيث تظهر الفيلات والقصور والمنازل الجميلة، التى تشبه بعض المدن الإيطالية، بل إن هذه القرية أصبحت مركزا للمدارس الخاصة التى تشبه مدارس سويسرا.
أكبر اللصوص
وتعرف تجارة الآثار بقرية كفور النيل إلى  ثمانينيات القرن الماضى، عندما ظهر امبراطور هذه التجارة والذى كان يسمى «عبدالرحمن» هذا الرجل هو من أدخل هذه التجارة إلى قريته الصغيرة، وأصبح واحدًا من أكبر لصوص القطع الأثرية، الأصلية، التى كان يستخرجها من المنطقة الجبلية بدمو، القريبة من «هرم هوارة» إلى جانب ما يتم جلبه من محافظات الصعيد وهو أحد أهرامات مصر الذى بناه الملك امنمحات الثالث من ملوك الأسرة الثانية عشرة على بعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم وهو من الطوب اللبن المكسى بالحجر الجيرى وارتفاعه 58 مترا وطول كل ضلع 100 متر، وحجرة الدفن تتكون من كتلة واحدة ضخمة من حجر «الكوارتسيت» ويصل وزنها إلى 110 أطنان وليس لها باب. لكن اللصوص تمكنوا من الوصول إليها عن طريق فتحة فى السقف ونهبوها وأغلبهم من هذه القرية.
يقول حسين عبد الله  «من سكان المنطقة»: إن هناك أشخاصًا يحترفون إصطياد ضحياهم ممن يعشقون اقتناء القطع الأثرية، باعتبار أن المنطقة كان يعيش على أرضها المصرى القديم،  وبنى هرمه المعروف، مؤكدا أن أشخاصًا لا يمكن الشك فيهم، حيث تبدو البساطة على وجوههم، لكنهم شياطين فى عمليات النصب بأسم الآثار، هؤلاء يقومون بتجميع أرقام تليفونات لبعض الشخصيات المعروفة، وإن قلت خلال السنوات الأخيرة، بسبب تسجيل شرائح الجوال بأسماء أصحابها، حيث يقوم تاجر الآثار المزيف بالاتصال بضحاياه يخبرهم بالعثور على مقبرة أثرية، ثم يدعم كلامه بصور لبعض التماثيل، والقطع الأثرية، والعملات القديمة.
أسر يتزعمها حلاق
وأشار عبدالله إلى أنه يتم إقناع الضحية بأثرية القطع، ثم يقوم  ييعها له بآلاف الجنيهات، مستغلين عدم استطاعة الضحية فى الإبلاغ عنهم، حتى لا يدخل شريكًا فى الجريمة.
ويلفت ياسر محمود «بقال» إلى أن الأسابيع الماضية شهدت حادثًا غريبًا عندما تم إصطياد أحد الأشخاص المقيمين بدولة عربية، بعد قيام أسرة يتزعمها حلاق بإرسال رسالة نصية لشخص خليجى وبكل «سذاجة» حزم الرجل حقائبه مغادرا عاصمة بلاده فى الخليج العربى متجهًا إلى القاهرة لمقابلة أصحاب الكنز وعندما وصل مصر تم اصطياده من الفندق الذى يقيم به وذهب إلى قرية كفور النيل، حيث تم اختطافه وإبلاغ أسرته بضرورة إرسال 150 ألف دولار ثمن الآثار الموجودة، خاصة أن الرجل لم يكن بحوزته سوى «ألف دولار فقط» وهو مبلغ زهيد لا يكفى ثمن قطعة آثار واحدة.
جلب الآثار
ويضيف سيد الشورة مدير منطقة آثار الفيوم: إن القرية يحترف كثير من أهلها تقليد الآثار والعملات المصرية القديمة، وأن جميع المضبوطات التى يتم معاينتها بمعرفة خبراء الآثار بالمنطقة، وأساتذة كلية الآثار تأتى مقلدة، خاصة أن هناك أجيالًا متعاقبة، قد ورثت هذا النشاط حتى أصبحت من القرى المعروفة على مستوى الجمهورية.
ويكشف اللواء محمد أمين أبو طالب مساعد وزير الداخلية الأسبق «لقطاع السجون» أنه أثناء عمله بالداخلية، خلال فترة الثمانينات كان مأمور المركز شرطة الفيوم التى تقع فى دائرته هذه القرية وعلمت بأن هناك شخصًا احترف هذه، التجارة يسمى عبدالرحمن عبدالرازق وأولاده، وكانوا يجلبون الآثار من أسوان وبنى سويف والمنيا إلى جانب ما يتم سرقته من آثار الفيوم، حيث لم تكن مجرمة فى ذلك الوقت.
فى حين يؤكد مصدر بشرطة آثار الفيوم، أن الفترة التى أعقبت ثورة يناير شهدت طفرة فى عمليات النصب تحت مسمى الآثار سواء الحجرية، والبازلت، إلى جانب العملات المقلدة، وأن هناك عشرات المحاضر تم الإيقاع بأصحابها، وأن أجهزة الآثار وضعت نفوذها وسيطرتها على جميع المناطق الأثرية بالمحافظة، وأن ما يظهر بين الحين والآخر من  قطع وعملات أثرية  مزيفة.