السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دين الإخوان

دين الإخوان
دين الإخوان




كتب - أسامة رمضان

رغم الجدل الذى أثارته تصريحات الرئيس التونسى، الخاصة بالمساواة فى الميراث، ومنح المرأة المسلمة حق الزواج من غير دينها، إلا أن موقف الإخوان فى تونس ما زال ضبابياً.
فراشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، لم يعلق على هذه التصريحات، رغم انه يعتبر زعيمًا للإخوان فى بلاده، ما يضع علامات الاستفهام حول العقيدة التى تؤمن بها جماعة الإخوان، التى تدعى زورا دفاعها عن الإسلام.
ويرى مراقبون تونسيون، أن «الغنوشى» وجماعته يحاولون التدثر فى ثياب القوى المدنية، كنوع من التغيير فى تحركات الإسلام السياسى، وهو ما يتسق مع إعلانه الانفصال عن أى قوى إخوانية خارج بلاده.
وحتى التغيير لم يكن فقط على المستوى الإيديولوجى، بل شمل الشكل أيضا، حيث ظهر «الغنوشى» لأول مرة فى حفل للسفارة المغربية بتونس، برابطة عنق، فى إشارة إلى أنه يطرح نفسه بقوة كرجل مدنى، مؤهلا نفسه للترشح فى انتخابات الرئاسة التونسية المرتقبة 2019.
واتفق أحمد بان، باحث فى الإسلام السياسى، فى تصريحات لـ «روزاليوسف»، مع الآراء التونسية التى تؤكد أن «الغنوشى» مرغم على عدم إبداء أى مواقف حادة ضد موقف الرئيس التونسى.
«بان» أضاف: «التيار المدنى التونسى أقوى من النهضة، فضلا عن تحول الحركة إلى حزب سياسى، مما جعل مواقفها تختلف عن كونها حركة إسلامية، وبالتالى تفاعلها مع القضايا المجتمعية سيجرى من منظور سياسى وليس دينيًا، ولكن يبقى ما فى القلب كامنا لأن القناعات لا تتغير بسهولة».  وأوضح «بان» أن الغنوشى تطور فى التعاطى مع الأحداث السياسية، ويطلق فى كتاباته على إخوان مصر «السلفية القادمة من المشرق».
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون التيارات الإسلامية، والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان: «إن المساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث أمر مطروح فى تونس منذ عهد الرئيس بورقيبة»، لافتا إلى أن إخوان تونس يستندون إلى موقفين، الأول فقهى والآخر سياسى، موضحا: «إذا سألت أحدهم عن رأيه الفقهى فى قضية مثل بيع الخمر سيقول أنها غير مقبولة دينيا، لكنه لا يرفضها من الناحية السياسية، فهناك فرق بين الإتاحة والإباحة».