الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التجربة المدريدية

التجربة المدريدية
التجربة المدريدية




كتب -  ماجد غراب


بعد فترة وجيزة من مشواره التدريبى كمدير فنى  لأحد أهم أندية العالم ريال مدريد الإسبانى استطاع أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان أن يضع نفسه سريعًا على قمة التصنيف العالمى للمدربين  عقب سلسلة نجاحاته المدوية فى مشواره التدريبى القصير كمدير فنى للنادى الملكى خلال عام ونصف حقق خلاله سبعة ألقاب مدوية بالفوز بلقب دورى الابطال الاوربى مرتين ومثلهما السوبر الأوروبى والفوز بالدورى الاسبانى وكأس العالم للأندية وأخيرا السوبر الاسبانى بعد التفوق على غريمه التقليدى برشلونة ذهابا بنتيجة 1/3 فى معقله ووسط جماهيره ثم إيابًا  بالفوز 0/2 بين عشاقة فى العاصمة الإسبانية مدريد.
لينهى زيزو بهذين الانتصاريين ولو بصفة مؤقتة أسطورة «التيكى تاكا»  للبارسا التى ازعج بها اعظم الاندية العالمية فى السنوات الاخيرة وحقق بها سلسلة من النجاحات والبطولات المدوية بفضل مفهوم الكرة الشاملة الذى قدمه الأسطورة الارجنتينية ليونيل ميسى ورفاقه مع  البطل الكتالونى الى ان جاء زيزو لتولى دفة القيادة الفنية للميرينجى وقام بوضع حد للتفوق الكاسح للبارسا  بقيادة الريال  للسيطرة على الألقاب الكروية الإسبانية والاوربية  خلال فترة زمنية وجيزة  متفوقًا على أباطرة التدريب فى العالم الذين عجزوا عن تقديم  نجاحات مماثلة له مع الملكى أمثال جوزيه مورينيو ورفائيل بينيتس  برغم فارق الخبرات التدريبية الرهيب الذى يصب فى صالح المدربين الكبار والذى كان بمثابة كلمة السر للنجاحات التى حققها مدربين كبار آخرون مع الريال أمثال  ديل بوسكى وأنشيلوتى.
لكن مع قدوم زيزو صاحب الـ45 عامًا استطاع ان يتجاوز نجاحات  كل هؤلاء برغم قله خبراته التدريبية بالمقارنة بكل الاسماء الكبيرة التى تعاقبت على  القيادة الفنية للنادى الملكى والتى تفوق عليها بفضل موهبته الكروية الفطرية التى أبهرت العالم كلاعب والآن كمدرب والتى وجد بها فلورنتيو بيريز رئيس نادى ريال مدريد ضالته  عندما قرر إسناد المسئولية الفنية للنادى الملكى لزيزو.
والذى قدم خلال الفترة  القصيرة الماضية دروسا مجانية  للمدربين فى عالم الساحرة المستديرة بدايتها فى كيفية الحفاظ على نجم كبير بقيمة كرستيانو رونالدو عندما بدأ يغير من مهامه داخل الملعب والتقليل من أدواره الدفاعية والاعتماد عليه  كمهاجم صريح للاحتفاظ به أكبر فترة زمنية ممكنة فى الملاعب مع  كبر سن اللاعب تدريجيًا والضغط الرهيب الذى يخوضه بالمشاركة فى العديد من المباريات والبطولات  سواء مع ناديه أو منتخب بلاده وهو ما دفع زيزو لراحة رونالدو فى بعض الأحيان واعطاء الفرصة لعناصر أخرى شابة واعدة امثال اسينسيو وفاسكيز ومن قبلهم ايسكو.
وهو الامر الذى استفاد منه فى النهاية ريال مدريد الذى أصبح يضم  فريقًا مكتمل الصفوف بخبرات مختلفة وأجيال متعاقبة تخدم مستقبله الكروى لسنوات قادمة.
وهو ما جعل  زيدان يراهن عن قناعة  على إعطاء الفرصة  للعناصر الشابة فى مراحل فارقة من البطولات مختلفة وجميعهم كانوا عند حسن ظن مدربهم بهم بعدما  قام بالتطبيق الأمثل لسياسة التدوير بين اللاعبين وجعل الجميع يشعر بأن الميرينجى أصبح يملك فريقين لا فرق بينهما خاصة مع  الفوز بالبطولات المختلفة وهو ما يحسب لهذا المدرب الشاب الذى نجح فى إبهار العالم بنجاحاته المدوية خلال  الفترة الأخيرة.