الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

برامج دينية أم «قعدة مصاطب»؟!

برامج دينية أم «قعدة مصاطب»؟!
برامج دينية أم «قعدة مصاطب»؟!




تقرير ـ مريم الشريف


البرامج الدينية الآن تفرغ بعضها من مضمونها ودورها فى توعية الجمهور وتثقيفه دينياً وتحولت إلى «مصاطب» لحل المشكلات الأسرية فى وقت المجتمع فى حاجة شديدة لمحاربة التطرف الدينى.  
فيبدو ان بعضا من البرامج الدينية تداخل عليها الأمر، واعتقدت أنها وصية على هذا المجتمع، فى حل مشاكله وأموره، وأصبح لا يتوقف لديها الأمر عند إصدار فتوى أو استشارة دينية فى قضية ما، وإنما تزايد الأمر ووصل إلى حلها مشكلات نفسية وقضايا أسرية.
فنجد بعض البرامج الدينية تستقبل مداخلات هاتفية من المواطنين الذين يتحدثون لهم عن مشكلة أسرية يمرون بها سواء خلافات زوجية وصولا إلى مشاكل الطلاق والنفقة وغيرها من هذه الأمور، التى من المفترض أن يجيب عنها مستشار علاقات أسرية فيما يخص جانب المعاملات، وآخر قانونى فيما يتعلق بالأمور القانونية الخاصة بقضايا الأحوال الشخصية، والمذهل أننا نجد الشيخ أو الداعية مقدم هذا البرنامج  يجيب عن هذه المشاكل وكأنه نصب نفسه مستشارا وخبير علاقات أسرية، أو أصبح محاميا.
من الواضح أن هناك اختلاطا فى الرؤية كبيرا، ولابد أن يراجع هؤلاء الشيوخ والدعاة أنفسهم، وأن يركزوا فى تقديم الفتاوى الدينية او الاجابة من المنظور الدينى فقط، وتقديم نصيحة للمشاهد فيما يخص أى شىء آخر بالتوجه إلى المختص لحل هذه المشكلة وليس الإجابة عليها مما يشتت الجمهور ولا يعطيه الحل المناسب لمشكلته.
وكانت قدمت الداعية الدكتورة نادية عمارة برنامج «قلوب عامرة» والذى انتهى عرضه من على قناة الحياة الفترة الماضية، وتناولت فيه عددا من المشاكل الاجتماعية، مثل مشكلة أسرية بين فتاة ووالدة زوجها، وأخرى متصلة اثارت دهشتها بإخبارها عن كرهها لأبنائها، وغيرها من القضايا التى بعضها يتطلب مستشارا أسريا أو طبيبا نفسيا وآخر خبيرا قانونيا وليس داعية دينيا.
كما يدخل فى هذا الإطار الدكتور مبروك عطية من خلال برنامجه السابق «الموعظة الحسنة» على قناة دريم، والذى عرضت عليه مشاكل كثيرة منها اجتماعية وأسرية، مثل متصلة تحدثت له عن قيامها بضرب زوج ابنتها، ومشكلة أخرى عن شخص لا يعرف كيف يحسن العلاقة بين زوجته ووالدته، بالإضافة إلى المشاكل الزوجية التى تعرض عليه، ويجيب عنها بأسلوبه الساخر من القضية والذى يحبه المشاهدون فى التخفيف من حدة المشكلة التى تعرض عليه.
 ولا يجب إغفال وجود برامج دينية تقدم رسالتها الدينية على أكمل وجه، مثل برنامج «والله أعلم» للدكتور على جمعة على قناة  cbc، والذى تناول فى إحدى الحلقات الحجاب، وأخرى الفرق بين الحمد والشكر، وحقوق المرأة فى الإسلام، وغيرها، وبرنامج «منهج حياة» على قناة العاصمة والذى يقتصر على الرد على تساؤلات المسلمين فى امور دينهم مثل الصلاة ومناسك الحج وغيرها من شئون الدين، وبرنامج «فقة المرأة» للدكتورة سعاد صالح والذى كان يعرض على قناة الحياة الا انه توقف مؤخرا، وتناولت فيه موضوعات مختلفة مثل أحكام المواريث، أحكام الطلاق، الحجاب فى الإسلام.
ومن جانبها علقت الإعلامية لمياء فهمى عبدالحميد مقدمه برنامج «بكرة أحلى» على قناة النهار قائلة: «تعرضت فى برنامجى لاتصالات هاتفية من أكثر من شخص، وكانت أسئلة لا بد من الرد عليها من قبل محام وليس فى فقرة دينية فى برنامجى، واعتقد أن المواطنين أحيانا يريدون الاستنجاد بأى شخص ذى ثقة، وحينما وجدوا معى الدكتورة سعاد صالح، قرروا التحدث لى،  وأيضا نفس الحال لأى شخص يثقون فيه مثل الدكتور محمد وهدان، والدكتور مبروك عطية وغيرهما يريدوا سؤالهم ربما يجدون حلا لديهم فى هذه المشكلة التى يمرون بها.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» قائلة: «الأشخاص البسطاء ذوى المستوى التعليمى أو الثقافى القليل لا يعرفون التفرقة بين الشخص المفترض يقومون بسؤاله فى أمر ما، مثل متصل تحدث لى واخبرنى بأن لديه وسواسا فى الصلاة، فهذا من المفترض أن يعرض نفسه على طبيب نفسى ولا يحتاج رأى دين، وحاولت اقناعه بأنه يحتاج إلى طبيب نفسى ولكنه رفض».
وأشارت إلى أن المفترض مقدم البرنامج يخبر المتصل به بأن مشكلته تحتاج إلى متخصص سواء كان طبيبا نفسيا أو محاميا إذا كان بها جزء قانونى، ولكن هناك مقدمى برامج من الشيوخ لا يريدون إحراج المتصل ويردون عليه بشكل بسيط.