الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

القديسة «مادونـا»

القديسة «مادونـا»
القديسة «مادونـا»




كتب- حمادة حسين

كل هذه السنين مرت ولم أنس كم كان وجه المذيعة نجوى إبراهيم «تميمة ماسبيرو» سعيدا وهى تعتذر لمشاهدى برنامج اخترنا لك»، أولئك الذين يبحثون عن «خرم إبرة» يتلصصون منه على الغرب، الحلم، والبرنامج فى ذلك كانت له شمخة وسط شاشة فقيرة.
الاعتذار أن البرنامج لن يستطيع بث أى أغنية لـ«مادونا» لأن أزياءها مقززة، لاتليق وأى درجة من الآداب.
وقتها كانت مادونا صاحبة الاسم الأكثر جماهيرية كزلزال هز الأرض تحت أقدام رجال الدين والسياسة، ودراويش مدرسة «الأخلاق الحميدة»، وكانت منتشية بالصدى المبهر لثالث ألبوماتها «صحيح أزرق»  الذى قالت عنه مجلة  «رولينج ستون» أن صوت الأغنيات يأتى من القلب».
ثلاث أغنيات من هذا الالبوم تصدرت قائمة بيلبورد ، هى «Live to Tell» عش لتحكى -  Papa Dont Preach أيها البابا لا تعظ -   « Open Your Heart افتح قلبك»، الألبوم تصدر قوائم المبيعات فى 28 دولة، وبيع منه  25 مليون نسخة.
هذا الصدى ضاعف الصخب والضجيج حول ثانى البوماتها «مثل العذراء» بسبب الأغنية التى تحمل نفس الاسم، الأغنية التى احتلت صدارة قائمة بيلبورد ستة أسابيع متتالية، تشجع الجنس قبل الزواج، مؤسسات كثيرة محافظة طلبت حظرها بحجة أنها تعمل على تقويض القيم الأسرية

صدمة الوسط الثقافى فى حصول «بوب ديلان» على نوبل فى الآداب أساسها أنه مجرد كاتب أغانٍ ومغنٍ يخاطب عوام جهلة، قطاع بدائى أقل مستوى من متذوقى الشعر والروايات، ثم إن موهبته مهما كانت مميزة وفريدة  فهى شعبوية مباشرة تجافى الرمز آخرها جوائز «إيمى» أو «جرامى» ولا يمكن أن ترقى لمستوى نوبل.
فوز ديلان  بنوبل فتح الطريق امام أساطير الأغنية منهم مادونا خاصة أن إدارة الجائزة متهمة بالتحيز ضد المرأة فى جوائز 2016 ، ديلان» هو نصير المهمشين والمعذبين فى أرض الأحلام، ومحرضهم «يا تعيش بشرف.. يا تموت بشرف»، أغانيه ترسم له صورة بيانست شيك يعزف لجمهور الشوارع الخلفية، ومادونا كانت صوت المكبوتين وضحايا ميراث ثقيل من المحرمات يمزق الروح، اعتبرتها مجلة تايم واحدة من اقوى 25 شخصية عالمية فى القرن العشرين، وتسجل موسوعة الارقام القياسية، جينس.
أن مادونا هى الأكثر مبيعاً فى التاريخ برقم قياسي هو ٣٠٠ مليون أسطوانة، وصاحبة الرقم القياسى لأكبر عدد الأغانى المصورة التى حازت على  20 جائزة من « إم تى فى» ، واكثر من بيعت لها تذاكر حفلات فى التاريخ، خاصة جولتها فى عام ٢٠٠٦ تحت اسم Confessions، والتى حقّقت أكثر من ٢٠٠ مليون دولار، «وشاهدها أكثر من مليون متفرج.
أضيف اسمها إلى قائمة «الصالة الفخرية للروك آند رول مع 5 أسماء أخرى، و....، ..... الحقيقة أنه يصعب متابعة وسرد الأرقام القياسية التى حققتها.

« مارسوا الحب لا الحرب»

مادونا قالت لوالدها أشعر أن شيئًا كبيرًا يجرى هناك، وإننى سأكون جزءًا منه، كان عمرها عشر سنوات، وكان الذى يحدث هو ثورة الشباب، الهيبي، أو ما اصطلح على تسميته بالثورة الجنسية.
شباب بالملايين تمردوا على كل التابوهات حتى النصيحة والإرشاد، يريدون التجريب والمشاركة والتفاعل لاكتشاف الذات والأخر واحتوائه مهما كان اختلافه.
لماذا نمارس الحرب والعنف بكل هذا الارتياح والتباهى ونخاف من ممارسة الحب رعم أنه فطرة؟
يسأل الهيبز باستنكار ويروجون إلى أن الحب يقاوم العنف المتوغل، كما ان الجنس غريزة لاجدوى من إنكارها أو كبتها إلا نفاق الرؤية التقليدية المتعصبة للذكور.
هؤلاء كانوا معذبين بين ميراث دينى واجتماعى يسلسل الروح والجسد ورغبات مسجونة بلا داع أو منطق تضغط على أعصاب لايمكنها الصمود طويلا، انفجروا وكذلك فعلت مادونا، صورة الصلبان التى تحترق بينما تمارس أشياء تصعق الرؤية التقليدية للعلاقات كانت «راكور» ثابت فى أغلب كليباتها.
مادونا أمنت - كما هو حال الهيبز - ان السعادة فى الباب الجانبي الذى يحجب عالم مجهول ، سخرت مشروعها الفنى لانتزاع هذه الحقوق مهما كان تهور وغباء ردة فعل التيار التقليدى، وحققت ما أرادت بالتركيز على التناقض المثير بين طلة طفولية بريئة كأنها «ايفا براون» وأداء جرىء وربما وقحا كبطلة أفلام إباحية.
أبحرت مادونا طويلا فى عالم الميتافزيقا أو ماوراء الطبيعة، قرأت فى ديانات مختلفة بحثا عن الديانة الأقرب للمثالية من حيث استيعاب تقلبات الإنسان وليس وضع محاذير تحرم ما ليس له سلطة عليه، قالت: لم أعثر على أجوبة لكثير من الأسئلة التى تحيرنى، عجزت عن ربط نقاط الفكر الكبرى ببعضها، ولم أجد المنهج الأفضل للحياة.
هذا ينفى عن مادونا تقصدها الدين والجنس والسياسة لإحداث صدمة تستهدف شهرة مزيفة، موهبتها من حيث جماليات الصوت محدودة وربما ضعيفة ، ليست مثل سيلين ديون اويتنى هيوستون أو ديدو، لكن لديها قدرة فذة على الإبهار والاستفزاز وفضح ماتخاف المرأة من مجرد البوح به.
قبل عشر سنوات كان لها  حفل فى العاصمة الإيطالية روما، حاولت الكنيسة الكاثوليكية التى تنتمى لها مادونا إلغاء الحفل، لأنها تنوى الغناء وهى معلقة على صليب وتزين رأسها بـ«إكليل الشوك»، وستستخدم ماكيتات لأشخاص اعتبرتهم رموزًا للفاشية سواء دينية أو سياسية منها البابا نفسه.
البابا بنديكت السادس عشر الصاعد إلى كرسى الباباوية حديثا اوصى  بتحريمها كنسيا باعتبارها تعدت الحدود كثيرا، وردت هي: من المؤسف أن البابا لن يحضر الحفل، وأنه لو حضر، فإن الحفل سيعجبه كثيرا.
بعد الحفل سيكون البابا الذى كشفته مادونا وحذرت من فاشيته أول بابا للفاتيكان يستقيل منذ مايزيد على ستة قرون، البابا استهل ولايته بصدام عنيف مع العالم الإسلامى بعد محاضرة شهيرة قال فيها:
«إن محمدًا، لم يأت إلا بما هو سيئ وغير إنساني، كأمره بنشر الإسلام بحد السيف، العقيدة الإسلامية أساسها أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق، بينما المسيحية تقوم على المنطق».
تصريحات بنديكت قوبلت بعاصفة غضب عاتية من شعوب مختلفة، بعضها كان دمويا كما حدث فى الصومال، مظاهرات تطالب بطرد سفراء الفاتيكان من الدول الإسلامية وسحب سفرائهم من الفاتيكان.
الأزهر قطع العلاقات وأوقف حوار الأديان، البابا شنودة  طالب باحترام الإسلام، و دعاه لزيارة مصر ليرى التناغم فى احتفالات الكنائس والمساجد.

أشهر ألبوماتها

• مادونا (Madonna)  إنتاج عام 1983

• مثل العذراء (Like A Virgin)  أنتاج 1984عام

• أزرق صحيح (True Blue)إنتاج عام 1986

• مثل الصلاة (Like A Prayer) إنتاج 1989

• ايروتيكا (Erotica) إنتاج 1992

• قصص قبل النوم (Bedtime Stories) إنتاج عام 1994

•شعاع من الضوء (Ray Of Light) إنتاج عام 1998

• موسيقى (Music) إنتاج عام 2000

• الحياة الأمريكية (American Life) إنتاج عام 2003

• اعترافات على حلبة الرقص (Confessions On A Dance Floor)  إنتاج 2005

• حلوى قاسية (Hard Candy) (2008)

• إم.دي.إن.ايه (M.D.N.A)إنتاج عام 2012

• القلب المتمرد إنتاج عام 2015  (Rebel Heart)

أشهر أفلامها

• تضحية معينة - إنتاج 1985

• أربع غرف - إنتاج 1995

• مفاجأة شنجهاي - إنتاج 1986

• من هذه الفتاة - إنتاج 1987

• من هذه الفتاة - إنتاج 1987

• بلو أن ذا فيس  - إنتاج 1995

• مشروع ثورة سرى - إنتاج عام 2013

• مفاجأة شنجهاي - إنتاج 1986

• أيفيتا - إنتاج 1996

• الجرف - إنتاج عام 2002