الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المهزوز.. طاهر تحصن بالألتراس مع بداية ولايته وخضع لتعليماتهم قهرا

المهزوز.. طاهر تحصن بالألتراس مع بداية ولايته وخضع لتعليماتهم قهرا
المهزوز.. طاهر تحصن بالألتراس مع بداية ولايته وخضع لتعليماتهم قهرا




كتب - وليد العدوى

تظل قضية الألتراس، منطقة غامضة فى حياة المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلي، الذى لم يحسم يوما ما موقفه تجاه تلك المجموعات التى هددت ومازالت، بل وتمنع بطريقة مباشرة عودة الجماهير إلى المدرجات، بعكس نظيره فى الزمالك مرتضى منصور الذى تحرك وبجرأة يحسد عليها بكل ما أوتى من قوة ضد هؤلاء، فى واحدة من مميزاته لكن يبقى موقف طاهر معلقا، وكأن له «عين فى الجنة وعين فى النار».

 وهو ما فسر سبب غضب ومهاجمة نجم الأهلى والكرة المصرية السابق مصطفى يونس له، على خلفية اقتحام فرع النادى الأهلى بمدينة نصر، عصر يوم 16 اغسطس من العام الماضي، فى عهد المدير الفنى الهولندى السابق مارتن يول، وقيام الألتراس بالتعدى بالضرب على قائد الفريق حسام غالى وصالح جمعة وشريف إكرامى ومهاجمة مؤمن زكريا وصبرى رحيل، بعد خسارة الكأس أمام الزمالك، بجانب توديع دورى أبطال أفريقيا، فما كان من مصطفى يونس إلا أن وصف مرتضى منصور بالـ«دكر»، و محمود طاهر بـ «المتخاذل» فى حق القلعة الحمراء، خصوصا أن الألتراس فى هذا اليوم، كاد أن يتسبب فى مجزرة جديدة، توازى ما حدث فى بورسعيد، بعدما رفض مدير الكرة سيد عبد الحفيظ طلبهم بطرد صالح جمعة لاعب الوسط، بسبب خروجه عن النص وسهره المتكرر، لينال اللاعب قسطا كبيرا من الهجوم، أما حسام غالى الذى كاد يقع فريسة فى أنيابهم لاعتراضه ومحاولته التصدى لهم، وبالفعل حدثت محاولات للاعتداء عليه، قبل تدخل رجال الأمن، ويتم الغاء التمرين لإنقاذ الموقف.
خضع محمود طاهر فى فترات كثيرة لتهديدات الألتراس، رغم كراهيته الشديدة لهم، بل ورفضه لأفكارهم عبر أحاديثه الجانبية، دون أن يمتلك الشجاعة الكاملة لإعلان ذلك، مفضلا المرور بالحديث عنهم مرور الكرام، وقت الظهور الإعلامي، والتحلى بحديث العقل فى تبريرا صورتهم «الهمجية»، كونهم جزءا أصيل ومهما من جماهير النادى الأهلي، ومن ثم لا يجب المساس بهم، خصوصا أنهم شباب متحمس بطريقته لناديهم، مثل باقى ظواهر الألتراس فى العالم، الأمر الذى وضع طاهر على المحك فى فترات كثيرة، خصوصا بعد أن شكلت الظاهرة خلال السنوات الماضية أزمة سياسية مع الدولة، رغم محاولات الرئيس السيسى الاحتواء كثيرا، بعد أن نالت الظاهرة من سمعة وأسم مصر فى الخارج، وتسببت بشكل رئيسى فى رحيل المدرب الهولندى مارتن يول، الذى تلقى تعليمات من سفارة بلاده فى القاهرة بضرورة المغادرة فورا حرصا على سلامته، ليعود الألتراس مجددا فى محاولة لفرض سطوته مع أولى لحظات تولى حسام البدرى المهمة خلفا ليول، فبدلا من التصدى أمنيا وقهر المنفلتين، أصدر طاهر تعليماته للجهاز الفنى بقيادة البدرى بالتدريب سرا، ولم  لا؟ وقد استعان بهم كثيرا فى أوقات الشدة، خصوصا مع أولى أيام رئاسته للنادى الأهلى فى مارس 2014، الأمر الذى وضع طاهر فى دائرة الاتهام بـ«إسقاط هيبة النادي»، بعد أن ساهم بشكل خطير فى تغول وتوحش روابط الألتراس، واستعان بهم لمحاربة خصومه، فانقلب السحر على الساحر، مثلما ساهم عدد من اللاعبين الحاليين والقدامى فى مساندة ودعم هذه الروابط، ليصنعوا منهم دولة للبلطجة داخل الدولة، كما تحولت روابط الألتراس، بعد دعمها ومساندتها وتربيتها لتكون الوحش الذى يهدد النادى بالتهام استقراره وأمنه.
المثير أن اشرس معارك الألتراس مع الأهلى تحققت على أرض الواقع فى عهد محمود طاهر، فلم يجرؤ أحد منهم على الانفلات بهذا الشكل فى عهد رئيس الأهلى السابق حسن حمدي، حتى بعد ثورة يناير وما شهدته من أحداث همجية فى البلاد، لتجد ولاية طاهر أرض خصبة لاعتراض تلك الجماعات على الفريق، ومشاركة الادارة فى القرارات والاختيارات، بل ومحاصرة اللاعبين أحيانا دون أى سبب، سوى الرغبة فى إثبات الذات، وفرض التواجد، كما حدث فى واقعة الاحتجاز الشهيرة لساعات أمام الفندق قبل مباراة سموحة، ضمن الجولة الثامنة من الدورى العام، والذى أعقبه مباشرة هزيمة بثلاثية، فضلا عن اقتحام أسوار النادى فى أكثر من مناسبة وحضور التدريب عنوة حتى أن عبدالعزيز عبدالشافى «زيزو»، المدير الفنى المؤقت قبل مجيء البدري، ألغى أكثر من تدريب على ملعب «التتش»، بسبب إعلان الألتراس نية الحضور لمؤازرة الفريق، ليتجنب «زيزو» الصدام بطريقته، بعدما قرر مجلس إدارة النادى الأهلي، منع الجماهير من دخول مدرجات «التتش»، على خلفية الهتافات ضد رموز القوات المسلحة خلال احياء ذكرى مقتل 72 مشجعا أهلاويا فى مجزرة بورسعيد، وهى الموضة التى ابتدعها نجم الفريق السابق، ومعشوق الألتراس محمد أبو تريكة الذى ارتمى فى أحضانهم قبل اعتزاله، فما كان رد الفعل إلا منع الأهلى من خوض أى مباريات على ملاعب القوات المسلحة، ويضطر «زيزو» طوال فترة عمله للتدريب «سرا» بمقر النادى فى مدينة الشيخ زايد تارة، ومدينة نصر تارة أخري، وبمرور الوقت اضطر طاهر مرغما للانحياز للدولة، بعد أن عرفت طريقها مؤخرا، فما كان من الألتراس إلا التجاوز وشن هجوم ضار مع إصدار بيانات، كما حدث بعد فشل الحصول على تذاكر مباراة الفريق أمام زاناكو الزامبى بستاد برج العرب بالاسكندرية  فى الجولة الأولى لدورى المجموعات بدور الستة عشر لدورى أبطال أفريقيا، واتهم الألتراس مجلس طاهر بتوزيع تذاكر اللقاء على المحاسيب والمعارف لمنعهم من الحضور.