الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفن والمخدرات.. دونت ميكس

الفن والمخدرات.. دونت ميكس
الفن والمخدرات.. دونت ميكس




كتبت - سهير عبدالحميد

«الإنسان عدو نفسه» هذه المقولة تنطبق بقوة على عدد من الفنانين الذين وقعوا فريسة للإدمان وبعد أن كانوا فى قمة الشهرة والمجد خفت نجمهم وأصبحوا تحت الأضواء بمشاكلهم فى ساحات المحاكم وبعضهم انتهت حياتهم نهاية مأساوية ومن نجح منهم فى العلاج استطاع أن يستعيد مكانته الفنية والبعض ظل حبيس تجربته وفى السطور القادمة نرصد أشهر النجوم الذين هربوا للإدمان باختلاف أسبابهم ورأى المتخصصين فى هذه الظاهرة.


1-  ماجدة الخطيب
من أبرز الفنانين الذين تأثرت نجوميتهم بالإدمان حيث تم القبض عليها مع اثنين من أصدقائها فى عام 1986، وعاقبتهم محكمة الجنايات فى أبريل عام 1987 بالحبس من 2 إلى 3 سنوات، وكانت ماجدة وقتها أنكرت التهمة وأكدت أن المواد المخدرة التى تم العثور عليها كانت  لتصوير فيلم «ابن تحية عزوز». وبعد أن خرجت من السجن دخلت فى حالة اكتئاب شديدة وشاركت فى العديد من الأفلام والمسلسلات لكن بأدوار معظمها ضيفة شرف وتكاد تكون هامشية.


2- مجدى وهبة
واحد من نجوم الثمانينيات الذين برعوا فى تقديم أدوار الشر لكن كانت المخدرات هى كلمة السر فى خفوت نجمة بعد القبض عليه عام 1983 وبحيازته أنواع مختلفه من المخدرات لكن تم تبرئته بعد أن قضى 70 يومًا فى الحبس الاحتياطى وظلت المخدرات هى العدو الأول له حتى توفى عام 1990 وأشيع وقتها أنه تعاطى جرعة زائدة أدت لوفاته.


3- حاتم ذوالفقار
أدمن الراحل حاتم ذوالفقار عدة أنواع من المخدرات وتم القبض عليه أكثر من مرة منها عام 1987 عندما تم القبض عليه بعد أن ضبطت ومعه 6 جرامات من الهيروين مع «ذو الفقار» و9 جرامات من الحشيش بالإضافة إلى 5 أقراص مخدرة.
وأصدرت المحكمة حكمها بحبس «ذو الفقار» لمدة عام وتغريمه 500 جنيه. وتكررت واقعة ضبطه عام 1994 حيث عثر بمسكنه بالعباسية على تذاكر هيروين ولفافة أفيون لكنه حصل على حكم ببراءته من تهمة الاتجار فى المخدرات فى نفس العام. ظلت مقاطعة أهل الفن وأصدقائه المقربين له، حتى وافته المنية، وحيدا.


4 - أصالة
 شكل توقيفها  فى مطار بيروت مع بداية هذا العام واتهامها بتعاطى المخدرات بعد أن وجدوا بحوزتها عدة جرامات من الكوكايين صدمة كبيرة لكل محبيها وبعد خضوعها للفحص الطبى تبين وجود مواد مخدرة فى دمها وتم الإفراج عنها ولم تعلق أصالة عن هذا الأمر منذ هذه الواقعة.


5 - سعيد صالح
من أشهر القضايا التى تداولتها المحاكم حين ألقت مباحث الإسكندرية القبض عليه عام 1995 وهو يتعاطى المخدرات وأحيل إلى محكمة الجنايات التى قضت بحبسه لمدة عام مع الشغل.
وبعد انتهاء مدة سجنه، حاول سعيد صالح أن يستعيد بريقه من جديد  لكن كل محاولاته باءت بالفشل، واضطر اللجوء إلى أفلام المقاولات وأدوار السنيد.

 

6- سامح عبدالعزيز
مازال قيد التحقيق بعد القبض عليه منذ نحو أسبوعين وبحوزته عدة أنواع من المواد المخدرة منها الحشيش والهرويين و البانجو والأقراص المخدرة ويعتبر عبدالعزيز آخر المنضمين لقائمة الفنانين الذين وقعوا فريسة للمخدرات.

7- دينا الشربينى
فى عام 2014 فوجىء الوسط الفنى بالقبض عليها وهى تشترى مخدرات بقصد التعاطى وحكم عليها بالسجن سنة وبعد أن خرجت من السجن لمع نجمها أكثر وقدمت مجموعة من الأعمال الناجحة حيث تعتبر من النماذج الاستثنائية التى أستطاعت أن تتخطى أزمة المخدرات وأصبح المنتجون يتهافتون عليها.


8- أحمد عزمي
من أشهر الفنانين الشباب الذين وقعوا فى فخ الإدمان حيث تم القبض عليه فى أحد الأكمنة بشرم الشيخ وكان فى حالة غير طبيعية، وبتفتيش السيارة، تم ضبط 14 قرصا مخدرا بحوزته وأحيلت القضية إلى محكمة الجنايات والتى قضت بحبسه 6 أشهر وغرامة 1000 جنيه وبعد أن خرج عزمى من السجن حاول استعادة بريقه الفنى لكن ظل يقدم أفلامًا لا تحقق أى نجاح يذكر.

 

الطب النفسى: الفنانون يفضلون «الكوكايين والحشيش»


أكد  خبراء علم النفس والاجتماع عدم وجود علاقة بين حالة التوهج الفنى  التى يكون عليها الفنان فى حال تعاطيه المخدرات بأنوعها مؤكدين أن هذه المعلومة خاطئة تماما وإذا توهم الفنان أن المخدرات ستجعله أكثر إبداعا فهو غير مدرك لما يفعله هذا البلاء به خاصة أن السعادة التى يشعر بها وقتية وتزول بعد وقت قصير.
مؤكدين أن المبدع إذا وضع نفسه فى طريق المخدرات فإنه يكتب نهايته بيده ويبدأ طريق النهاية والأمثلة على ذلك كثيرة.
فى البداية يتحدث الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر عن هذا الأمر قائلا:
الفنانون الذين يدمنون المخدرات يكون ليس لديهم تعليم أو خبرات كافية ولا يبذلون مجهودًا بعد تحقيقهم الشهرة فيلعبوا فى جزئية الإدراك بإنهم يلجأوا أكثر للجزئية الخاصة بزيادة الإدراك والحسية التى تحققها المخدرات حيث تؤثر بشكل كبير على تغييرًا المسافات والزمن والأصوات والألوان تظهر أكثر وضوحا كل هذا يحدث تغيير فى الإدراك يجعله يرى أشياء مختلفة وتكوين مجموعة ومضات تجعله «يستحلى الحكاية» ويزود كمية المخدرات التى يتناولها لزيادة نسبة الإدراك لكنه بعد وقت بسيط يحدث العكس ويفاجأ أن وعيه كله بيقع لان المخدرات بعد ما تسبب هذا النوع من التنبيه العالى تعمل خمول شديد جدا لذلك ارتباط المخدرات بالإبداع أو بالفن ارتباط فاشل ولا يوجد فنان تناول المخدرات نجح بالعكس فشل فالمخدرات تأثيرها مثل الفلاش تنور للحظات ثم تنطفيء وإذا الفنان لم يقم بزيادة قدراته الفكرية والثقافية عن طريق التعليم والممارسة بعد تعافيه من الإدمان ينطفيء.
وتابع بحرى قائلا: نوع المخدر التى يتناوله الفنان يختلف فى تأثيره فمثلا الحشيش يستمر تأثيره فى الجسم من 4 إلى 6 أسابيع أما الأفيون والهيروين  فيستمر 15 يوم وبالنسبة للفنانين يفضلوا الكوكايين أكثر من أى نوع أخر من المخدرات  لأن تأثيره قوى وسريع جدا ويدخلون فى حالة إعلاء الإدراك بشكل سريع ويجعلهم يعيشون فى دنيا تانية فيرتبطون به أكثر  لكن بعد استعماله أربع مرات تعاطى يقل تأثيره والحالة الأولى التى كان عليها تقل ولا يعود إليها مرة أخرى.
وأنهى هاشم بحرى حديثه  قائلا:المخدرات ضد الابداع وتتفق مع الرأى السابق الدكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس الاجتماعى بكلية الآداب جامعة عين شمس مشيرة إلى أن الفن قائم على التركيز الذى يتنافى تماما ولا ينسجم  مع المخدرات حيث يتراجع فى تركيزه وأدائه ينخفض هذا بجانب أن كونه قضوة للناس فهذا سيسئ لصورته أمام الجمهور ويجعلهم يعزفون عن متابعة أعماله.
وتابعت منال زكريا قائلة: أن الفنانين قد يلجأون للإدمان إما هروب من مشكلة أو مروره بأزمة نفسية أو نوع من التجريب لشيء جديد عليه وهذا يكون مرتبطًا بارتفاع مستواه المادى. أما الناقد محمود قاسم فيرى أن الفنان يلجأ للمخدرات بحثا عن حالة إمتاع تفصله عن الواقع وتشعره أنه يعيش فى عالم آخر غير محسوس  ونوع من السلطنه معتبرها متعة مزدوجة وعندما يعرف عنه هذا الأمر فى الإعلام  يتم جلده. وأعطى قاسم أمثلة لبعض الفنانين الذين أدمنوا المخدرات وقال: حاتم ذوالفقار ومجدى وهبه من أشهر الفنانين الذين أدمنوا ورجعوا لها رغم محاولات العلاج.
وتابع قائلا: حالة الاندماج التى يبحث عنها بعض الفنانين المدمنين منطبقة مثلا على حالة عادل أدهم وأتذكر هذا بالتحديد فى مشاركته بفيلم «المذنبون».
ويرى قاسم أن الفنان الذى يدمن لا يعود لحالة البراءة التى كان عليها بل وتتأثر شعبيته ونوعية الأعمال التى يقدمها والدليل إنطفاء نجومية أحمد عزمى. وتابع قاسم قائلا : الجمهور يحب الأبرياء والفنانين فى أعمالهم بيحاربوا تجارة المخدرات وبالتالى هناك حالة تناقض بين ما يفعله وما يرتكبه  فمثلا حاتم ذوالفقار جسد فى أحد الأفلام شخصية ضابط شرطة يقبض على المدمنين وبعدها بأيام تم القبض عليه فى قضية المخدرات الشهيرة لذلك الجمهور لم يقتنع به فى هذا الدور.