الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مريم العذراء فى القداس السريانى

مريم العذراء  فى القداس السريانى
مريم العذراء فى القداس السريانى




مينا بطرس محارب

لقد أخذت مريم العذراء مكانة كبيرة منذ القرون الأولى لتاريخ المسيحية المبكر. يتضح هذا فى كثير من الصلوات الكنسية التى توارثتها وظهر واضحا فى كثير من نصوص الطقوس الدينية والروحية.
 يقول القس غريغوريوس رشدى فى دراسة عن الثيو طوكيات السبع وهى صلوات خاصة للعذراء تقال فى الكنيسة القبطية  (عندنا شهادة  مهمة من مصر من القرن الثالث أو الرابع الميلادى أى بنحو 200 سنة قبل مجمع أفسس عن استخدام مصطلح ثيوطوكوس فهناك صلاة أو قطعة ليتورجية تحمل هذا العنوان (ثيوطوكوس) ونص الصلاة هو: تحت حراسة رحمتك نهرب ياوالدة الإله (ثيو طوكوس). لا تهملى صلواتنا عندما نكون فى ضيق لكن خلصينا من الخطر أيتها الوحيدة الطاهرة المباركة فى النساء).
   والكلام عن مريم العذراء كثير فى كتابات الكنيسة الأولى وصلواتها ومن الجميل أن نذكر فى هذا المقال نصوصًا ذكرت فى صلوات القداس للكنيسة السريانية وهى الكنيسة الشقيقة المتحدة عقيديا وإيمانيا مع الكنيسة القبطية المصرية. ومن المعروف أن الكنيسة القبطية المصرية قد أخذت صلاة تسمى بصلاة القسمة السريانية من الكنيسة السريانية عن طريق القمص أشعياء السريانى الجنس وهو أحد رهبان دير الزعفران الواقع فى مدينة ماردين على الحدود التركية السورية الذى جاء وعاش فى مصر وتنسك بدير الأنبا انطونيوس وخدم فى كنيسة الأزبكية فى حبرية البابا ديمتريوس الثالث (البابا111) وتنيح فى حمص بسوريا عام 1887 وهو خال الأسقف ايسيذروس العلامة المشهور أسقف دير البراموس السابق.
فى بداية القداس حسب الطقس السريانى فى دورة التبخير يقول الكاهن (مريم التى ولدتك ويوحنا الذى عمدك يتشفعان لنا عندك  ارحمنا بدعاء الأم التى ولدتك وجميع قديسك) ويؤكد الطقس السريانى على بتولية مريم حيث يقول القداس السريانى (وتجسد من القديسة والمجيدة البتول الطاهرة والدة مريم) وتطابق مع نص لحن كنسى  قبطى للعذراء يمكن أن يقال فى بدء القداس حيث نرتل (تجسد من العدراء ولدته وخلصنا)
  ويقول الكاهن أيضا فى الطقس السريانى (فى زمن تدبير (تجسد) سيدنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح كلمة الإله الحى الذى تجسد من البتول القديسة مريم) وعند الانتهاء من قراءة الإنجيل المقدس حسب الطقس السريانى يرد الشعب (لنذكر والدة الإله والقديسين) وهناك جزء يقوله الشماس فى الطقس السريانى (ولنذكر أيضا تلك المستحقة التطويب التى تعظم شأنها قبائل الدنيا بأسرها القديسة المجيدة والمباركة السامية الدائمة بتوليتها الطوباوية والدة الإله مريم)
وفى الطقس السريانى صلاة تسمى (تشمشت) العذراء أى (خدمة)   العذراء ومنها النصوص الآتية:
الطقس السريانى (تشمشت): ابنة الملك قائمة بمجد هللويا والملكة عن يمينك (مز9:45)
 الطقس للقبطى (لحن اتاى بارثينوس): (قامت الملكة عن يمينك أيها الملك) (مز 45 : 9)
وفى الطقس السريانى صلاة جميلة المعانى  تسمى صلاة السهرانة وهى صلاة مليئة بالمعانى الجميلة واتطويبات للعذراء. وفى الآخر نرى أن تقارب النصوص بين الكنيستين يؤكد مكانة مريم لدى تلك الكنائس التقليدية (القبطية والسريانية) ومدى التقارب الإيمانى بينهما ويصوم السريان صوم العذراء وكانت مدة الصوم خمسة عشر يوما وبموجب قرار مجمع حمص بسوريا سنة 1946 أيام  الجالس على الكرسى الأنطاكى البطريرك  اغناطيوس افرام الأول برصوم أصبح خمسة أيام تبدأ فى العاشر من شهر أغسطس  وتنتهى فى عید انتقال العذراء فى الخامس عشر من نفس الشهر.