الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. لعنة الحب!




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]


اللوحات للفنانة فيروز سمير



لعنة الحب!

كتبتها - فاتن عبد الرؤوف عبد المتجلى


لا أدرى كيف أوصفها ولكنها، كانت نظرة عميقة جدا، نظرة اخترقت ذاكرتها وأخذت تفتش فيها عن ذلك الوجه الذى رأته، ولكنها كانت على يقين أنها لم تره من قبل ولكن ما الذى جذبها إليه؟! لماذا يبدو هذا الوجه مألوفا وكأنها رأته من  قبل مئات المرات؟! لماذا شعرت أنها تعرفه منذ عصور، بل منذ الأزل؟! كما أن نظرته لها كانت تخبرها بشيء وكأنه كان يبادلها نفس الشعور، أو ربما لا هذا مطلقا سوى انه كان مستغربا تلك الفتاة التى لا تبعد نظرها عنه، ولكن مع ذلك كله شعرت أن هذا اللقاء لم يكن عابرا و أن هذه النظرة لم تكن نهاية القصة وانها ستلتقى به مجددا.
على هذا الأمل الوهمى كانت تذهب كل يوم إلى ذلك المكان الذى رأته فيه ربما يعطيها القدر فرصة رؤياه ولكنها كل يوم كانت تعود خالية الوفاض.
ظلت طوال أيام كالمجنونة، أو كالطير الذى فقد وليفته، تفكر به كثيرا ترى وجهه فى كل الوجوه وكأنه لعنة أصابتها أو روحا شريرة تملكتها فبات لا يشغلها شيء سواه إلى درجة أن وصل بها الحال إلى أن تدعو الله أن تنساه وكل ما بداخلها يردد «ربى لا تستجب».
إلى أن جاء هذا اليوم فقد سكن شخص غريب بجوار شقتها لم تر وجهه لكن كان هناك شعور غريب يجذبها إليه لذلك وقفت خلف الباب تراقبه وإذا بها ترى وجهه، نعم انه هو، ذلك الشخص الذى أرقها و شغل تفكيرها طول هذه المدة، فى هذه اللحظة شعرت أن روحها تحلق وأن جميع كمنجات العالم تعزف لحنا يشبه دقات قلبها المتسارعة وانتابها شعور مختلط فأرادت أن ترقص فرحا تارة وأرادت أن تصرخ تارة أخرى أرادت أن تعانقه تارة وأرادت أن تصفعه تارة أخرى بل أرادت أن تعاتبه وتخبره كيف عانت كل هذه المدة فى محاولة رؤيته، ولكن من هى بالنسبة له؟! لا شيء، لا شيء مطلقا!! ولكن ليته يعلم انه كل شيء بالنسبة لها! ولكن مع ذلك كله أرادت أن تراه وتعترف له بمشاعرها حيث إنها أرادت أن تخبره كم تحبه؟ وكيف امتلك قلبها بل أصبح القلب نفسه؟!
لذا ذهبت إليه لكى تبوح له بمشاعرها تجاهه فما فائدة مشاعرنا الجميلة إذا ظلت حبيسة قلوبنا»!! فعندما رأته يخرج من باب شقته بدأت تقترب منه ببطء فإذا بصوت يخرج من داخل شقتها «حبيبى انت نسيت مفتاح العربية»، لم يكن هذا الصوت سوى صوت زوجته، كانت فى هذه اللحظة كالطائر الذى كان يحلق فى السماء فداهمته رصاصة أردته قتيلا شعرت بأن كل أحلامها تناثرت ككومة قش فى مهب الريح، دخلت شقتها وأخذت تصرخ وتبكى وتحطم كل شيء أمامها وبعدما انهارت قواها أخذت تحدث نفسها وتقول ليتنى لم أره أو أحبه ليتنى لم انتظره ليته ظل فقط فى خيالى ليته لم يصبح ألمى ودماري.
نظرت إلى السماء وظلت تصرخ بالدعاء يا الله ألهمنى القوة على نسيانه يا الله هو ليس قدرى وأنا لست من نصيبه.. خفت صوتها فجأة وازدادت بكاء وهى تقول يا الله إننى أحبه كثيرا.. تلك هى لعنة الحب؟!