الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ربنا يحميك

ربنا يحميك
ربنا يحميك




كتب  - وليد زينهم وخلود عدنان

عندما يتحدثون عن الطموح.. الإصرار.. الرغبة.. وقبلهم الالتزام وحسن الخلق.. يمكن أن تختصر وتجيب فى كلمتين فقط «محمد صلاح»..
الفرعون المصرى ابن بسيون بالغربية الذى صنع أسطورته وهو فى سن الخامسة والعشرين فقط.. الذى جعل نفسه حديثًا لوسائل الإعلام العالمية تتغنى بمهاراته وقدرته الفنية والبدنية كلاعب فذ.. الذى قدم نموذجًا للإنسان المصرى الطموح الباحث لإثبات الذات والساعى نحو القمة.
صلاح لاعب ليفربول ونجمهم الأبرز كان له الفضل الأكبر فى تحقيق فريقه لفوز كاسح وعريض على الكبير آرسنال برباعية نظيفة تكفل الفرعون وحده بإحراز هدف وصناعة الآخر وتوج بطلا للمباراة فى معظم وسائل الإعلام الانجليزية ليرد الفرعون المصرى على شخص كاد يتسبب فى إرباك مسيرة اللاعب يوما ما.

هذا الشخص هو البرتغالى جوزيه مورينيو المدير الفنى الحالى لمانشستر يونايتد والسابق لتشيلسى وقت تواجد صلاح.. القصة تعود لثلاثة أعوام ونصف وتحديًا فى شتاء 2014 حيث صلاح يتألق فى الدورى السويسرى مع بازل ويلفت انتباه كبار أوروبا فيتسابق الانجليزيان ليفربول وتشيلسى للفوز بخدماته.. صلاح يحسم أمره بعد مكالمة هاتفية من مورينيو شخصيًا وينتقل إلى تشيلسى بحوالى 11 مليونًا استرلينيًا ليجد نفسه حبيسا للدكة ولايشارك إلا نادرًا لدرجة أنه لم يحرز طوال تواجده مع البلوز سوى هدفين فقط وهو المعدل الأسوأ لصلاح فى جميع تجاربه الإحترافية.
مورينيو عن عمد أو جهل ارتكب «حماقة» فى حق نفسه أولًا وفى حق صلاح ثانيًا حيث لم يمنح الفرصة للفرعون وكاد يتسبب فى عرقلة انطلاقة اللاعب الناجحة بل لدرجة أن وسائل إعلام باتت تتكهن بقرب نهاية مسيرة صلاح الاحترافية وربما عودته للأهلى أو الزمالك أو الانتقال لنادى خليجى على أحسن الافتراضات.
ورب ضارة نافعة كما يقولون فاللاعب بإصراره وطموحه لم يعجبه البقاء على مقاعد البدلاء حتى لو فى تشيلسى وقرر الرحيل للبحث عن تجربة أخرى حتى لو فى ناد أقل شأنًا وهو ما حدث فعلًا ليبدأ الفرعون من جديد مغامرة محفوفة بالمخاطر مع الفيولا نادى فيورنتينا فيتألق ويواصل النجاحات حتى يعود إلى الدورى الانجليزى لكن من الباب الكبير ومع ناد كبير ومدرب كبير هو الألمانى العبقرى يورجن كلوب ليتحول صلاح فى غضون 70 يومًا فارس فرسان الريدز فى الوقت الذى مازال مورينيو المغرور يتواجد فيه بالدورى الانجليزى ليشاهد تألق الفرعون ويعض أصابع الندم.
قصة إصرار صلاح نموذجًا لكل شاب مصرى يرغب فى النجاح علينا أن نرويها حتى لو كان معظمنا يعرفها من باب «فذكر» لأن الذكرى تنفع الكثيرين.
بدايات الفرعون
بدأ صلاح حياته الكروية كناشئ فى نادى المقاولون العرب، وخاض أول مباراة له فى الدورى الممتاز فى 3 مايو 2010 وكان فى الثامنة عشرة من عمره أمام نادى المنصورة وشارك كبديل فى هذا اللقاء..
لكنه سرعان ما فرض نفسه على التشكيلة الأساسية ليخطف انظار القطبين الأهلى والزمالك بالتزامن مع تلقيه عرضًا من بازل السويسرى ليكون أمامه اتخاذ قرار مصيريا فى حياته.
القرار والطموح
صلاح كان قريبًا جدًا من الانتقال لأحد القطبين لكن اللاعب وناديه المقاولون العرب فضلًا خوض غمار تحدى الاحتراف وسط تجارب كثيرة لمن سبقوه بعضها ناجحة وأغلبها فاشلة.. وفى ابريل 2012 يعلن نادى بازل رسميًا عن ضم الفرعون مقابل مليونى يورو.
صلاح لم يمكث طويلًا حتى يفرض نفسه من أبرز نجوم بازل حيث سجل هدفه الأول أمام نادى لوزان وسجل أول أهدافه الأوروبية ضد توتنهام هوتسبير ثم أمام تشيلسى نفسه وأصبح محل اهتمام الصحف المصرية والعالمية بعد مشاركته فى بطولة دورى أوروبا كما حصل على لقب أفضل لاعب فى الدورى السويسرى 2013..
وقضى صلاح مع نادى بازل موسمًا ونصف خاض خلالها 79 مباراة محرزًا 20 هدفا فى مختلف البطولات.
لعنة البلوز
تألق صلاح السريع واللافت جعله محط الأنظار لتصارع عليه ناديى ليفربول وتشليسى لكنه يتخذ القرار بالانتقال للبلوز ومدربهم مورينيو فى صفقة وصلت لـ11 مليونًا استرلينيًا.
لكن يبدو أن صلاح اتخذ القرار الخاطىء للمرة الأولى والأخيرة حتى الآن فى حياته اذ بات حبيسًا للدكة يبحث عن فرصة لاثبات نفسه لكنه لم يجدها ليكون عليه اتخاذ قرار آخر مصيرى.
العودة مع الفيولا
حسم صلاح أمره ووجد فى عرض إعارة قادمًا من بعيد وفى ناد ليس من الصفوة الأوربية فريق فيورنتينا الايطالى متنفسًا للهروب من جحيم الدكة..
انتقل صلاح إلى ارض البيتزا فى أحضان الكالتشيو على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر مع الفيولا فى فلورنسا الجميلة..ولم ينتظر الفرعون كثيرًا لإظهار مهاراته فأحرز أول أهدافه مع فيورينتينا فى مباراتهم ضد ساسولو ثم يهز الشباك فى الدورى الأوروبى ضد العملاق اللندنى توتنهام بعدها تأتى خسارة اليوفنتوس بهدفين من قدمى صلاح بعد 47 مباراة متتالية على ملعبهم دون خسارة.
الرقص مع الذئاب
تألق الفرعون فتح شهية بطل العاصمة الايطالية روما للتعاقد مع الفرعون بعد صراع مع الفيولا للحصول على خدماته عن طريق البيع ..
وانضم صلاح الى ذئاب روما مع مطلع الموسم الكروى 2015 - 2016 واستطاع تسجيل14 هدفًا فى الدورى الإيطالى .. أما موسم (2016- 2017) فكان أفضل مواسم صلاح على الإطلاق حيث استطاع إحراز 19 هدفًا فى مختلف المسابقات مع الذئاب ليصبح ثانى هدافى الفريق بعد البوسنى ادين دزيكو كما صنع 11هدفا لزملائه فى الدوري, ثم اختير كأفضل لاعب فى روما بالموسم..ولعب أيضاً أمام الأندية الأوروبية الكبرى مثل برشلونة وريال مدريد الإسبانيين, واصبح من أفضل لاعبى الدورى الإيطالى وحقق أرقاماُ قياسية عديدة.
التوهج الكروى
لم يكن ليفربول أبدا من الأندية التى تنفق ارقامًا فلكية لاستقطاب اللاعبين لكنه كسر تلك السياسة من اجل عيون صلاح ..فمنذ 70 يوما نجح الريدز فى خطف الجوهرة المصرية من روما بصفقة تاريخية بلغت قيمتها 42 مليون يورو وهى الأغلى فى تاريخ ليفربول والأكبر بالنسبة للاعب عربى وإفريقى.. ورغم عدم مشاركته إلا فى لقاءات قليلة إلا ان صلاح بات وبحق المعشوق الاول لجهور الريدز بفضل ادائه الراقى وأهدافه المؤثرة مع الفريق.
ربنا يحميك
واخيرا وبعد كل هذا بات من حقنا ان نفخر بابن المحروسة النموذج المشرف وخير سفير للرياضة المصرية فى الملاعب الاوروبية وندعو المولى عز وجل ليحفظه ويحميه آملين ان نراه يوما فى ريال مدريد او برشلونة ونستمتع بمشاهدته وهو يتوج بالكرة الذهبية كافضل لاعب فى العالم.. كما ندعو له بالتوفيق فى مشواره مع منتخبنا الوطنى لاسيما.


الواجب الوطنى

 

فى غمار رحلته الاحترافية لم ينس صلاح يوما واجبه الوطنى تجاه منتخب بلاده إذ دائما تراه ما يصنع الفارق ويكون الفارس الأول منذ سنوات..
لعب صلاح مع منتخب مصرللشباب فى كأس العالم 2011، وكان جزءاً من المنتخب الأوليمبى فى أولمبياد لندن 2012. لكن الإنجاز الابرز فى مسيرة الفرعون كان قيادته لكوماندوز الفراعنة تحت قيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر فى الوصول لنهائى كأس الأمم الإفريقية بعد غياب ثلاث نسخ متتالية عن البطولة..واختار الاتحاد الإفريقى وجريدة فرانس فوتبول صلاح فى التشكيلة المثالية لهذه البطولة.
ويمتلك صلاح سجلاً ممتازاً مع الفراعنة حيث خاض 53 مباراة دولية حتى الآن أحرز خلالها 29 هدفاً محتلاً المركز السادس فى قائمة الهدافين التاريخيين .