المفارقة.. مؤلفتها «منتقبة» ودور نشر تمتنع عن طبعها لجرأتها.. صدور رواية «شمال» لـ«أسماء علاء الدين» عن «ضى للتوزيع»

كتب – خالد بيومى


صدر حديثا عن دار ضى للنشر والتوزيع رواية «شمال» للكاتبة أسماء علاء الدين والتوزيع، بعد أن امتنعت أكثر من دار عن نشرها بحجة أنها تناقش قضايا المسكوت عنه فى المجتمع المصرى، ومن المفارقات أن مؤلفة الرواية منتقبة ومع ذلك تسرد المؤلفة الكثير من خفايا العلاقات بين البشر وأغلب المشكلات التى تواجه علاقة المرأة بالرجل، كما تنزع الكاتبة تساؤلا حول المصير الإنسانى وعلاقته بذاتها.
وتدور الشخصيات فى متاهاتها بحثا عن خلاص ما بعضها يفلت من قدره وبعضها لا يستطيع.. كما يلعب الحلم دورا فى خلق حياة موازية تدركها الشخصيات أحيانا لكنها تظل مهربا حقيقيا من واقع مخيف.. أحلام الشخصيات معظمها كوابيس تطارد أصحابها وتفتك بهم. فالرواية يمكن إدراجها بما يسمى بالتكوين الذاتى أو الخواطر الأدبية التى تسعى إلى تمرير مجموعة من الرسائل النبيلة.. فقد تحكمت ثنائية الناصح والمنصوح فى مسار الأحداث ومستويات السرد والتلقي، فقد رسمت الكاتبة أفق انتظار لفكرة عدم الوقوع فى شرك الفراغ والهزيمة والانتماء إلى هذا العالم، فليس الحاضر وحده الذى وجد فى مواجهة الماضي، إنما الاختيارات والإخفاقات والمصائر.. فالكاتبة تحاول من خلال نصوصها ترميم علاقة الأنا بالآخر التى عادة ما تتحول إلى علاقة معقدة يصعب فهمها.
وتدور أحداث الرواية حول الطبيب النفسى زكى المرشدى الذى يصل إلى مصر قادما من أوروبا، ليفتتح عيادته التى تحمل طابعا خاصا فريدا، لن تستقبل عيادته سوى النساء حيث يجرى بطريقة سرية تجربة غير مسبوقة تتمخض عن العديد من الأسرار والمفاجآت وقد استخدمت الكاتبة تقنية السارد العليم بكل شيء الذى يتشارك فى المعرفة نفسها سواء مع شخوص الرواية أو مع متلقيها النموذجيين.. فالرواية تدور فى عالم يتسم بالصراع ومطلوب من الإنسان بذل الجهد للاستمرار فى الحياة ورسم الأهداف لتحقيق ذلك واتخاذ الوسائل اللازمة لهذا التحقيق.
يذكر أن الكاتبة لم تتجاوز 22 عامًا واحتفلت بتخرجها هذا العام فى كلية العلوم الإنسانية قسم علم النفس وتميل فى كتاباتها إلى التحليل النفسى بالإضافة أن الرواية لاقت هجوما كبيرًا بسبب العنوان الذى يشى بالانحراف والسباحة ضد التيار والخروج عن التقاليد وإيحاء الغلاف إلا أن الكاتبة قررت نشرها، ويتم حاليا ترجمة مؤلف الكاتبة «انهيار» للإنجليزية والفرنسية.