الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الموناليزا» والعاشق.. ذكرى سرقة أشهر لوحة فى العالم

«الموناليزا» والعاشق.. ذكرى سرقة أشهر لوحة فى العالم
«الموناليزا» والعاشق.. ذكرى سرقة أشهر لوحة فى العالم




إعداد - سوزى شكرى

صفحات تاريخ الفن التشكيلى العالمى مثلما هى معنية برصد التوجهات الفنية وتطور الحركات والمذاهب التحررية بحسب المراحل الزمنية، فقد رصدت على مدار الأزمنة العديد من المفارقات والجرائم والحوداث التى نتعجب لها الآن، وجعلتنا نبحث عن تفاصيل أكثر لنرصدها.. أغرب هذه الحكايات التاريخية جاءت تفاصيلها على لسان صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية فى ذكرى سرقة لوحة «الموناليزا» أو «الجيوكاندا» أشهر اللوحات العالمية، والتى تسبب فى حالة من الفراغ والحسرة والحزن عاشها المجتمع الفرنسى بعد سرقة اللوحة «الموناليزا» (لوحة زيتية – مقاس 77×53 سم) للفنان العالمى ليوناردو دافنشي، ومن بين هذه المانشتات المثيرة التى نشرت فى توقيت السرقة «حادث مؤلم.. اكتشاف سرقة لوحة الموناليزا من متحف اللوفر صباح اليوم 22 اغسطس 1911»، «السلطات الفرنسية تستدعى الرسام بابلو بيكاسو وتوجه له الاتهام بالتورط بسرقة لوحة «الموناليزا»، سجن الشاعر «جيوم أبولينير» عدة أيام على ذمة القضية لأنه يروج لفكرة تحطيم كل متاحف العالم، فرنسا تهم دول كثيرة بسرقة أشهر لوحة فى العالم، أزمة دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا، فرنسا تهدد إيطاليا بالمقاطعة إذا لم يتم استعادة لوحة «الموناليزا»، إعادة  اللوحة للمتحف اللوفر بتاريخ 11 سبمتبر عام 1913.
■ اكتشاف السرقة بحسب صحفية «لوفيجارو» الفرنسية
فى  صباح يوم 22 اغسطس 1911 فوجئا كلا من الرسام «لويس بيرو» والنحات «فريدريك لاجيرمى»، أن اللوحة غير موجودة بمكانها بمتحف اللوفر، فدفعت السلطات الفرنسية بالشرطة ومجموعة كبيرة من المحققين إلى المتحف، الذين عثروا على الإطار الخشبى للوحة (البراوز) والواجهة الزجاجية، كما تم رفع بصمات 257 عاملًا بالمتحف، لكنهم جميعا لم تتطابق بصماتهم مع البصمات الموجودة مكان اللوحة، باستثناء موظف واحد كان متغيبا عن المتحف، فذهبت له الشرطة لتتمكن من إثبات أنه كان يعمل فى مكان آخر وانصرفت الشرطة بدون أخذ بصماته.
اتجة الشك إلى الرسام «بيكاسو» الذى كان فى بداية مشواره الفنى مجرد رسام مجتهد، وتم التحقيق معه لشهور، وتم اتهام الشاعر «جيوم أبولينير»، وبعد تحقيقات مع الاثنين استبعدت التهمة عن بيكاسو بينما سجن «جيوم» على ذمة التحقيق .
■ التوصل إلى السارق الحقيقى
شاب فرنسى يدعى «فينتشنزو بيروجى» 30 عاماً يعمل بمتحف اللوفر فى صيانة وترميم إطارات اللوحات بشكل دورى، وهو الموظف الذى تغيب أثناء التحقيقات التى تمت فى المتحف كما ذكرنا سابقا، أخفى «بروجى» اللوحة لمدة عامين وسافر بها إلى إيطاليا، حيث عرضها للبيع على الفنان إيطالى «ألفريدو جيرى» عام ١٩١٣  والذى بمجرد مشاهدتها لها تأكد أنها «موناليزا» ليوناردو دافنشى الأصلية التى سرقت منذ عامين من متحف اللوفر بفرنسا، ولكن «الفريد جيرى» أبلغ السلطات الإيطالية التى قبضت عليه.
أودعت اللوحة فى متحف «بوفير جاليرى»، وفرح الشعب الإيطالى بأن اللوحة عادت إلى إيطاليا مكانها الأصلى حتى لو على يد لص بل اعتبره الإيطاليون «اللص الشريف».
ولكن حين علمت فرنسا أعلنت أنها سوف تقاطع إيطاليا إذا لم تتسلم اللوحة ودارت مفاوضات دبلوماسية بينهما، حتى استجابت إيطاليا وأعادت اللوحة لفرنسا فى 4 يناير 1914 بعد انتهاء المفوضات وهذا يعنى أن اللوحة استقرت فى إيطاليا عاما كاملا فى متحف «بوفير جاليرى»، واليوم اللوحة معروضة بمتحف اللوفر بفرنسا بمفردها على جدار خلف واجهة زجاجية سميكة، وأمامها حاجز خشبى يمنع اقتراب الزوار منها.
 ■ محاكمة « اللص الوطنى والعاشق»   
 فى المحاكمة قال «بيروجى»: «نعم سرقتها ولكن ليس لبيعها، إنها تشبه حبيبتى ماتيلدا التى توفيت ورحلت وتركتنى وحيدا، أنا لست بسارق فأنا عاشق والخيال من حق العاشق»، حاول «بيروجى» إدعاء الوطنية بأنه كان يريد أن يعيد اللوحة إلى الايطالين، كبار المحامين الايطالين تسابقوا للدفاع عنه وتعاطفوا معه، وتم حبسه عامًا واحدًا فقط  ثم خرج بعدها بستة شهور.
 وحين توفى إبريل عام 1925 كتبت عنه فرنسا  «رحل سارق أعظم لوحة فى التاريخ لوحة الموناليزا «، أما إيطاليا فكتبت خبرًا متناقضًا تماما:  «رحل اللص الذى حاول أن يعيد لإيطاليا «الموناليزا».