الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جدل ازهرى حول إنشاء وثيقة ادخار للحج

جدل ازهرى حول إنشاء وثيقة ادخار للحج
جدل ازهرى حول إنشاء وثيقة ادخار للحج




كتب – عمر حسن


أثار مقترح إطلاق مشروع قومى للحج كوثيقة الحج الماليزية التى يتم دفعها للأبناء من الصغر لأداء الحج بعد انتهاء المرحلة الجامعية بحيث لو طبقت فى مصر سيتم اداء الحج عند سن 36 عاما نوعا من الجدل بين علماء الأزهر الذين  رأى بعضهم ان الفكرة  تستحق التنفيذ لاسيما مع غلاء أسعار الحج وارتفاع تكلفته التى باتت أقرب للمستحيلة لدى فئة كبيرة من المسلمين فى مصر.


فيما اعتبر جانب آخر من علماء الأزهر أن الفكرة تعد إرهاقًا للأسرة ماديا ، وتجعل من الحج ضرورة من ضرورات الحياة ما يزيد من أعباء رب الأسرة ماديا وهو غير مطلوب شرعا.
فمن جانبه استحسن الدكتور محمد زكى، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية السابق، ذلك المقترح مؤكدا أهميته للفرد المسلم الذى تضيق الظروف المادية معه فلا يكاد يعتمر حتى، مشيرا إلى ضرورة تضافر جهود عدد من الوزارات والهيئات حتى يتم إنجاح مثل ذلك المشروع فى مصر، لأن تعداد المسلمين بها ليس بالهين، ويتطلب تخطيطا دقيقا يكفل توفير خدمات للحجاج على هذا النظام من قبل سفرهم وحتى عودتهم سالمين إلى أرض الوطن.
وتابع الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» قائلًا: «هذا المشروع لو تم بدراسة وموضوعية سيكون له مرد طيب على المتعثرين ماديا ممن اشتقات قلوبهم إلى زيارة بيت الله تحقيقا للركن الخامس فى الإسلام وسيحقق آمال الفقراء».
ولفت الدكتور محمد إلى أن كل مسلم لا يستطع أداء فريضة الحج لظروف مادية أو صحية تحج عنه الملائكة ويكتب الله له ثواب الحج، فلكل امرئ ما نوى، وكذلك حتى أى عمل طيب ينويه المسلم دون استطاعته، مثل بناء مسجد أو معهد لتعليم الطلاب أو حتى مستشفى، يأخذ ثواب النية، مستدلا على ذلك بحديث رسول الله– صلى الله عليه وسلم- حينما قال: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه».
كما  رحبت الدكتورة آمنة نصير،  أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، بفكرة عمل حساب ادخارى لكل طفل بمجرد مولده، شرط أن ينتفع به الطفل بعدما يكبر فى أى وجه كان، سواء الحج أو غير ذلك من احتياجات حياته.
وتابعت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر قائلة: «وديعة العمر لأطفالنا فكرة جيدة لكنها لا تحبس للحج، وأولى أن تكون لمصاريفه الشخصية، ومع ذلك فور أن يبلغ الطفل مبلغ الرجال له حق التصرف فى الوديعة سواء للحج أو لغير ذلك لكنها تكون فى البداية تحت إشراف الأبوين فقط وليس أى مؤسسة أو جهة».
واختتمت «نصير» تصريحاتها لـ«روزاليوسف» قائلة: «الادخار فى حد ذاته أمر جيد ويوقظ المسئولية من الآباء تجاه أبنائهم، لكن الأب غير ملزم بدفع مصاريف الحج لابنه أو ابنته، فهو ليس من الضروريات التى تدفع بالأب للادخار لهذا الغرض».
آراء مخالفة
على الجانب الآخر لم يرحب الداعية الإسلامى، الشيخ خالد الجندى، بذلك المقترح، واستبعد إمكانية تنفيذه، واصفا إياه بـ «المدمر» للاقتصاد الأسرى والقومى، وأنه غير مقبول من الناحية الفقهية على حد اجتهاده، لأن الحج لا يشترط الادخار، فلا يجب أن يدخر المسلم لغير ما يحتاج إليه بالضرورة.
وتابع الداعية الإسلامى قائلًا: «المسلمون فى مصر يظنون أن الحج مسألة مصيرية وحياة أو موت وهذا أمر غير مقبول، فالحج فريضة على المستطيع، ولا يجوز أن يتحول إلى عبء مادى على رب الأسرة بالادخار شهريا له»، مضيفا أن الناس يصعبون ما يسره الله لهم باعتبار الحج فريضة على المستطيع».
واستدل «الجندي» بالرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام- الذى لم يحج فى حياته طوال 23 عاما سوى مرة واحدة حتى بعد فتح مكة بالرغم من عدم وجود أى عقبات تمنعه، وكان أولى به أن يدخر للحج مرة أو مرتين أو حتى ثلاثًا كما يفعل بعض المسلمين ليس فى مصر فقط وإنما فى جميع أنحاء العالم، ويظنون أن فى ذلك ثوابًا مضاعفًا، وهو أمر ينافى الصواب والمنطق.
واختتم الداعية الإسلامى بدعوة الأسر للادخار من أجل ضمان حياة اجتماعية كريمة للأبناء والأحفاد، وليس من أجل أداء الحج أو العمرة، باعتباره ليس من الضرورات الملحة.
وفى سياق متصل رفض  الدكتور طه أبوكريشة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إقامة مشروع قومى للحج، مؤكدا أنها فريضة واجبة لمن استطاع إليه سبيلا، والاستطاعة أمر خاص يحدده كل فرد حسب ظروفه، فلا يجوز أن يدخر رب الأسرة أموالا لابنه كى يحج بها بعد 20 عاما ولا يطعمه لا يعلمه.
وتابع أبوكريشة فى تصريحاته لـ«روزاليوسف» قائلا: «لا داعى لمثل هذه المشاريع التى قد يُساء استخدامها ولا يتم تنفيذها على الوجه الصحيح»، معتبرا فكرة ماليزيا بإقامة مشروع قومى للحج بمثابة تعقيد مبالغ فيه للدين، ومنافيا للشرع فيما يخص فريضة الحج، خاصة أنها ليست واجبة على كل مسلم إلا القادر ماديا وصحيا.