الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

باسم مرسى «يضحى بنفسه» والزمالك «يسمى عليه»

باسم مرسى «يضحى بنفسه» والزمالك «يسمى عليه»
باسم مرسى «يضحى بنفسه» والزمالك «يسمى عليه»




كتب - وليد العدوى

بالتأكيد لن يكون خبرًا جديدًا، إعلان إيقاف مهاجم فريق الكرة الأول بنادى الزمالك باسم مرسى، وعرضه للبيع، كما جاء على لسان أحمد مرتضى منصور، عضو مجلس الإدارة، والمشرف على الكره، ونجل رئيس النادي، أكثر الداعمين لباسم طوال سنوات ظهوره فى دائرة النجومية، لكن يبدو أن الزمالك لم يعد يحتمل، بعد أن أبرم عددًا ضخمًا من الصفقات، بهدف انعاش آماله فى المنافسة على ألقاب الموسم المقبل، وتعويض اخفاقات الموسم الماضى محليا وعربيا وأفريقيا، وهو الموسم الذى وصفه مرتضى منصور رئيس النادى بالاستثنائى فى مشاكله الفريدة، واعدا بعدم التكرار فى المستقبل القريب، خصوصا بعد أن نجح فى حل أزمة المدير الفنى بالتعاقد مع  المونتينيجرى نيبوشا يوفوفيتش مدرب الفيصلى الأردني.

كلها مؤشرات تؤكد أن الزمالك يرغب فى السير نحو الطريق الصحيح هذه المرة، خصوصا أن المعلومات الصادرة من قلب البيت الأبيض تقول إن مرتضى الذى تحمل اتهامات الإخفاق ينوى العمل بنصيحة الابتعاد عن الفريق بشكل رسمي، وإطلاق يد الجهاز الفنى الجديد للعمل، على خلفية السيرة الذاتية القوية التى يتمتع بها نيبوشا والذى ظهر بشكل قوى فى البطولة العربية مع الفيصلي، كما أنه حقق الفوز على الأهلى وأخرجه من البطولة، مما اعتبره الزملكاوية مصدر تفاؤل وبشرى خير.
إيقاف باسم مرسي، وتغريمه ماليا 300 ألف جنيه، وعرضه للبيع، ومطالبته برد مقدم العقد، جاء بسبب ما بدر منه من سلوك، عقب المباراة الودية أمام الرائد السعودي، والتى فاز فيها الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتحطيمه زجاج ملعب بتروسبورت الذى استقبل المباراة، فضلا عن حديثه غير اللائق مع المدرب طارق يحيى خلال جلستهما المنفردة، كما تقرر استبعاده من السفر مع الفريق الى الاردن، لخوض مباراة ودية أمام الفيصلى الأردني، الأحد المقبل، وأرجع اللاعب سبب انفعاله الزائد وغير المبرر إلى غضبه من نفسه بسبب تراجع مستواه، وعدم تسجيله للأهداف فى الفترة الأخيرة، فبدلا من التركيز والعمل على إصلاح الأخطاء، خصوصا أن مركزه مهدد فى ظل ابرام صفقات نارية، دخل فى سلسلة مشاكل لا حصر لها، وهى بالمناسبة ليست المرة الأولى التى يدخل فيها باسم مرسى دوامة الأزمات بنفسه، وكأنه قرر أن يضحى بنفسه مع أولى أيام عيد الأضحى المبارك، لكن مع اختلاف هذه المرة أن الزمالك لن يسمى عليه، فلم يعد هناك وقت لعلاج مشاكل اللاعبين نفسيا، خصوصا مع ضيق الوقت، ودخول رئيس النادى على حرب انتخابية، يريد خلالها اثبات ذاته مجددا، ولن يأتى ذلك الا بعودة الفريق إلى منصات التتويج والبطولات، كما كان فى السابق، كلها أمور لم يلتفت إليها باسم  وصمم على أسلوب حياته.
الزمالك يعلن حالة الطوارئ، ويرفض مساحات الدلع والتدليل، لذا اعطى مرتضى تعليماته إلى الجهاز الفنى والمدرب الجديد باستخدام المقصلة أولا بأول، وكانت البداية مع باسم مرسى الذى لوحظ أنه يتوتر خلال فترات تجمع المنتخب الوطنى بدونه، فهو الآن خارج حسابات الارجنتينى هيكتور كوبر، ولم يستدعه لمواجهة منتخب أوغندا فى الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبل بروسيا، ولن يستدعيه فى الجولة الرابعة أمام نفس المنتخب الأفريقى يوم 5 سبتمبر الجاري، وسبق ودخل باسم مرسى فى أزمات كبرى مع جهاز كوبر، أبرزها اعتراضه على تغييره فى مباراة غانا ببرج العرب فى الجولة الثانية من تصفيات المونديال، ورفضه استقلال اتوبيس اللاعبين، الأمر الذى قابله كوبر باستبعاده من بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة فى الجابون، ليرد اللاعب بتصريح شهير عند سؤاله عن متابعة زملائه فى البطولة، قائلا «مش متابع والله»، الأمر الذى أثار سخرية الجميع منه.
رغبة باسم مرسى فى جذب الانتباه لا تتوقف، أما عبر تصرفات استفزازية، داخل الملعب أمام المنافسين، خصوصا فى مباراة القمة، فلم تمر مواجهة له مع الأهلى الا ويخرج باسم نجم الشباك الأول فى الجدل، بعد أن نسى مؤخرا طريق المرمي، وأما عبر الظهور بـ«نيولوك» مختلف عن كل مرة يظهر فيها، فتارة يصبغ شعرة بالأصفر، وتارة أخرى يبتدع قصات غريبة وملفتة للنظر وأشياء كثيرة، ساهمت فى تشتت اللاعب وخروجه عن تركيزه، كما كان يفعل فى السابق ابراهيم سعيد نجم الاهلى والزمالك ومنتخب مصر السابق، وأحد المواهب النادرة فى الكرة المصرية.
فى ابريل 2016، مر باسم مرسى بمرحلة صعبة فى مسيرته الكروية، مشابهة لما يحدث له هذه الأيام، فى اشارة إلى عدم تعلم اللاعب من أخطائه، وعرض وقتها للبيع وتم إيقافه لنهاية الموسم من جانب إدارة ناديه، على خلفية افتعاله للمشكلات فى الفترة الأخيرة، وآخرها أزمته مع زميله محمد سالم، ومدير الكرة عبد الحليم على، بالاضافة إلى اهتمامه بأشياء بعيدة عن مهمته الأساسية فى اللعب للفريق الأبيض وتسجيل الأهداف وإسعاد الجماهير، ووقتها اعترف الجميع أن باسم ضحية منظومة كاملة من الفشل والتهويل والمبالغات من جانب الجماهير والإدارة والإعلام وغيرها، لأنه ليس من المعقول أن يصفق الجميع كثيراً للاعب سجل 18 هدفاً فى بطولة الدوري، وهو لازال فى بداية مسيرته لمجرد فقط أنه ظهر فى وقت الكرة المصرية تفتقد فيه للمهاجم صاحب الامكانيات العالية مثله، وتبارت أطراف المنظومة فى اظهار باسم على أنه لاعب خارق، وأنه متكامل كرويا وشخصيا ولا ينقصه شىء ولم تراع أنه كان فى وقت ما لا يعرفه احد ولا يقرأ عنه أى أحد، وفجأة أصبح ملء السمع والبصر فى مصر، فمن الطبيعى أن يصيبه الغرور.