الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ذكريات جيل«محروم» كروياً!!

ذكريات جيل«محروم» كروياً!!
ذكريات جيل«محروم» كروياً!!




كتب - وليد زينهم وخلود عدنان

27 عامًا.. أحداث سياسية جبارة.. دول انكسرت وأخرى ازدهرت وثالثة اندثرت ..خريطة العالم ومعها موازين القوى وكل شىء حولنا يتغير الا منتخبنا الوطنى الاول ظل ثابتا على موقفه «المعادى» للمونديال ليحرم جيلًا كاملًا من الشباب متعة متابعة بلاده فى أكبر حفل كروى عالمى.. مصر نفسها شهدت طفرات وثورات وأحداثاً  ربما غيرت المشهد السياسى نفسه لكن ذلك لم يكن كافيًا لعمل صحوة من نوع خاص داخل المنتخب الوطنى..


منذ مونديال 90 وحتى الآن تولى رئاسة الجمهورية 5 رؤوساء من زمن الرئيس الاسبق مبارك وصولا للرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى تخلل ذلك ثورتى يناير ويونيو الا ان المنتخب ظل خارج السرب العالمى رغم اختلاف اجياله من جمال عبد الحميد ومجدى عبد الغنى والكأس مرورا بالعميد وحازم وعبد الستار صبرى وصولا لابوتريكة والصقر والقيصر ثم ختاما مع صلاح والننى ورمضان رموز الجيل الحالى المعقودة عليهم الآمال..عشرات الاسماء الرنانة والنجوم اصحاب المهارات والخبرات لكن هذا لم يشفع لهم فى قيادتنا نحو المونديال.
أسماء أخرى من المدربين مصريين واجانب منذ الجنرال الراحل الجوهرى ومحسن صالح والمعلم وبرادلى كلهم اخفقوا باستثناء الجوهرى فى 90 .
ومع هذه الأسماء من اللاعبين والمدربين هناك الملايين من الشباب مواليد أواسط وأواخر الثمانينيات ونظرائهم فى جيل التسعينيات بالكامل «محرومان» كرويًا ربما ينظرون بعين الحسد لمن هم أكبر منهم سنًا ويسألوهم صراحة: كيف كان شعوركم والمنتخب فى المونديال؟..ما طقوسكم الخاصة اثناء المباريات؟.. مدى فرحتكم عندما سجل عبد الغنى فى شباك هولندا؟..
أسئلة كثيرة تدور فى ذهن كل من لم يعش هذه اللحظات -ومنهم كاتباً هذه السطور- كلهم يمنون النفس بالعودة إلى المونديال.
ومنذ مونديال 90 مرت علينا ست تصفيات متتالية فشلنا فيها جميعا لاسباب مختلفة اغلبها من صنع ايدينا سواء بالتفريط فى مباريات سهلة واقحام انفسنا فى لعنة الحسابات أو «حسبة البرمة» التى لم تنصفنا تاريخيًا.. وللأسف نخشى القول أن التاريخ يعيد نفسه ولانريد أن نتحدث بنبرة يشوبها التشائم إذ اننا ندعم وبقوة الفريق وجهازه الفنى بقيادة كوبر فى مباراة اوغندا المقبلة لأن الفرصة مازالت قائمة وبقوة وبين ايدينا لكن قبل أن نستعرض ونحلل تلك الفرصة علينا أولًا أن ننظر بين سجلات التاريخ لعلنا نستخرج العبر وقصص السابقين ممن حاولوا وفشلوا ربما نستفيد منهم ونتلافى أخطائهم فى التصفيات الحالية.
ومن هذا المنطلق تستعرض «روزاليوسف « بعض المحطات الهامة فى رحلات التصفيات منذ 94 وطوبة زيمبابوى الشهيرة وحتى 2014 و«وكسة برادلى».
طوبة زيمبابوى
فى عام 1993 أستضاف منتخبنا بقيادة جنراله الراحل محمود الجوهرى زيمبابوى فى ختام مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 94 بأمريكا.
المنتخب كان بحاجة للفوز فقط فى القاهرة بأى نتيجة لضمان التأهل للمرحلة النهائية لتصفيات المونديال، ووسط حضور جماهيرى مكثف بدأ المنتخب الزيمباوبوى المباراة بالهجوم ونجح فى التسجيل فى الدقيقة الخامسة بفضل لاعبه إيجينت ساو، قبل أن يعود الفراعنة للقاء بركلة جزاء أحرزها برنس الكرة المصرية أشرف قاسم ثم يتقدم العميد حسام حسن بعد تمريرة من الجوهرة السمراء أحمد الكاس.
الأمور تسير بشكل مثالى لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويتعرض مدرب زيمبابوى للضرب بطوبة من احد الجماهير وهى الواقعة التى بسببها تم اعادة المباراة على ارض محايدة فى فرنسا وتنتهى بالتعادل السلبى رغم اهدار مجدى طلبة لكرة ربما هى الاغرب فى تاريخه كانت كفيلة بخروجنا فائزين.
جيل المعلم
تمر السنين ومع كل تصفيات تكون هناك حكاية لكن المحطة الأبرز الآن مع كتيبة المعلم حسن شحاتة وجيل العظماء الذى قادنا للسيطرة على افريقيا 4 سنوات كاملة.
شحاتة تولى مسئولية المنتخب بعد رحيل الايطالى تارديللى بسبب اخفاقه فى تصفيات مونديال 2006 بالمانيا ..المعلم ينجح سريعا مع المنتخب فى التتويج ببطولة افريقيا التى احتضنتها المحروسة مع جيل توسم فيه الكثيرون خيرا ثم فى 2008 يكرر شحاتة التتويج بالاميرة الافريقية ليؤكد اننا قادمون نحو العودة للمونديال.
وأوقعت قرعة تصفيات مونديال 2010 منتخبا فى المجموعة الثالثة للمرة الثالثة على التوالى والرابعة فى خمس تصفيات بعد الظهور فى مونديال 1990، مع منتخبات الجزائر وزامبيا ورواندا، وبدأ الفراعنة بسقوط غريب بالتعادل الإيجابى مع الضيف الزامبى بهدف لكل فريق ثم الخسارة من الجزائر فى أرضها بهدف مقابل ثلاثة، ولكن عاد الفراعنة بقوة حتى تساوى فى النقاط مع محاربى الصحراء فى الجولة الأخيرة، وبالرغم من أن منتخب مصر يتفوق بهدف اعتبارى فى المواجهات المباشرة إلا أن الاتحاد الافريقى قرر إقامة مباراة فاصلة فى السودان للمرة الأولى والأخيرة وفاز المنتخب الجزائرى بهدف عنتر يحيى لتخرج مصر من المونديال من المحطة الاخيرة وسط احزان وذهول واحداث كثيرة صاحبت المباراة الفاصلة.
وكسة برادلى
المحطة الاخيرة التى يجب الوقوف امامها كثيرا كانت فى تصفيات مونديال 2014 ..حيث المنتخب تحت قيادة امريكية لبوب برادلى وتوليفة من اللاعبين تجمع خبرات مثل ابوتريكة وشباب مثل صلاح.. البداية كانت نموذجية والمنتخب يتصدر المجموعة السابعة بـ18 نقطة من 6 انتصارات على منافسيه غينيا وموزمبيق وزيمبابوى بعد الفوز عليهم ذهابا وإيابا، ثم أوقعت القرعة فى محطتها الاخيرة المنتخب فى مواجهة غانا حيث سقط الفراعنة بشكل مدوٍ بنصف دستة أهداف فى مباراة الذهاب مقابل هدف، ولم يعوض الفوز إيابا بهدفين مقابل هدف المنتخب ليصعد البلاك ستارز للمونديال تاركين لنا الحسرة والندم على «الوكسة» الكبيرة والهزيمية التاريخية بسبب مغامرة المدرب الامريكى واعتماده على خطة هجومية امام خصم يمتلك سرعات ووسط ارضه وجماهيره.
فرصة كوبر
والان ..وبعد خوض منتخبنا لثلاث مباريات فى مجموعته بالتصفيات والتى تضم غانا واوغندا والكونغو فالفرصة قائمة بل قوية بعد التعثر الاخير لاقوى منافسينا فى المجموعة منتخب غانا بتعادله امس الاول امام الكونغو فى كوماسى بهدف لكل منتخب..
المنتخب بات فى حاجة للفوز على اوغندا المباراة القادمة ثم الكونغو بعدها علما بان اللقاءين فى المحروسة ووقتها نرفع رصيدنا ل12 نقطة وفى حالة تعثر اوغندا امام غانا فى الجولة الخامسة بالتعادل او الهزيمة سنصعد رسميا دون الانتظار للجولة الاخيرة..
اما اصعب السيناريوهات هو ان تفوز اوغندا على غانا وترفع رصيدها لـ10 نقاط ثم فى الجولة الاخيرة تفوز على الكونغو فتصبح 13 نقطة وقتها سنكون مطالبين بالفوز او التعادل مع غانا فى كوماسى بالجولة الاخيرة..
واخيرا نؤكد اننا داعمون وبكل قوة لمنتخبنا وجهازه الفنى واللاعبين من أجل تحقيق حلم المصريين وأمل ملايين من أجيال لم تر يومًا بلادها مع الكبار فى أهم بطولة كروية على الكوكب.