الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عم محمود» أنشأ متحفاً خاصاً لموسيقار الأجيال

«عم محمود» أنشأ متحفاً خاصاً لموسيقار الأجيال
«عم محمود» أنشأ متحفاً خاصاً لموسيقار الأجيال




الإسكندرية ـ نسرين عبدالرحيم

لكل مبدع عشاقه ولكل زمن فرسانه من الفنانين الذين أثروا المجتمع بأعمالهم الخالدة، ومن ملوك الزمن الجميل فى الموسيقى فنان الأجيال بلا منازع الموسيقار  محمد عبد الوهاب الذى حظى بشهرة واسعة جعلت محبيه من كل مكان فى العالم، ويعد محمود حسن أحد أهم أصدقاء ومهووسى الموسيقار الراحل، فقد أنشأ منذ عام 1945 ركنًا لمحبيه بمنطقة المنشية بالإسكندرية ضم أكثر من 25 ألف أسطوانة غنائية أو تجريبية ونسخًا من أفلامه السبعة التى قدمها الراحل ومجموعة كبيرة من الصور النادرة والتى تجمعهما معا.
يقول محمود أنشأت ركن محبى عبدالوهاب منذ عام  1945 مع أول تعارف لى مع الفنان القدير منذ أن كان عمرى 15 عاما حيث كنت أعشق أغانيه وأجمع صوره وأحاول نقد أعماله وكنت أرسل خطابات له ولا أعرف عنوانه، فكنت أضع صوراً له على الظرف فيصل إليه الخطاب، حتى جاء يوم وأرسل لى خطاب شكر وطلب مقابلتى وبالفعل جاء إلى الإسكندرية وقابلنى ومنذ تلك اللحظة توطدت الصداقة بيننا منذ 1945حتى توفى، كما كان يدعونى فى ندواته وحفلاته ويصطحبنى معه فى كل رحلاته، وكنت أعرف عنه كل شىء وأحفظ كلمات أغانيه وألحانه أكثر منه لدرجة أنه عندما كان ينسى شيئًا يطلبنى ليسألنى فأجيبه على الفور فينفجر فى الضحك حتى ذهبنا الحج معا وذهبت معه روما وله تمثال فى روما منذ أن كان على قيد الحياة، وقد كانت لديه فيللا فى جليم فى الإسكندرية ولكنه باعها بعد أن تلقى مكالمة من مجهول يهدده بأن سفاح الإسكندرية سيقتله داخل الفيللا.
وعن الشك قال إن عبدالوهاب كان حريصًا على صحته ولم يكن مريضًا بالشك وكان من الطريف أنه يخشى أن يمرض يوم جمعة لأن الأطباء يكونون إجازة وبالفعل توفى يوم جمعة إثر كعبلته فى طرف سجادة.
وأكد أن عبدالوهاب كان يأخذ الإيقاع الغربى ويبروزه ثم يحوله إلى موسيقى شرقية ويضيف لها مثل «الليل لما خلى» 1927 غناها للملك فؤاد من كلمات أحمد شوقى الذى كتبها بالعامية لعبدالوهاب، لكن عبد الوهاب ألغى الإيقاع والرق وعمل شيئًا آخر هوجم بسببه، ثم فى عام 1937 أعطته ملكة إنجلترا الأسطوانة البلاتينية لأنه كانت دائما له لغة سابقة لعصره ولا يلتزم بالنص ويتمرد على أى شىء تقليدى لم يكن يضاهى أحدًا أو ينافسه أحد، واستطاع أن يطور من الموسيقى والألحان، حيث عمل 150 قطعة موسيقية ووصلت ألحانه إلى 6200 لحن لم يقدم مثلها بالعالم، تلك الاعداد من الألحان تستطيع أن تدخل موسوعة جينيس ولقد أعددت كتابًا تحت عنوان  عبدالوهاب أنغام لكل العصور» وقد قدم عبدالوهاب مقامات موسيقيه لا يعرفها أحد.
وقد حظى بحب وتقدير ملوك عديدين فكان صديقًا شخصيًا لملوك ورؤساء الدول العربية والأوروبية فكان عندما يزور أى دولة أوروبية ينزل فى الجناح الملكى أو الرئاسى الخاص بهم بدعوة من رئيس أو ملك الدولة.
وأشار إلى أنه كانت تربطه علاقة طيبة بأم كلثوم وكانت بينهما قطيعة فنية فى البدايات ولكن زوجة الزعيم الراحل  عبدالناصر توسطت بينهما وتمت المصالحة الفنية، وكان يعشق صوت ليلى مراد لدرجة أنه كان يريد الزواج منها ولكن وقتها كانت يهودية ولم تعتنق الإسلام بعد وطبيعة أسرته المحافظة كانت لا تسمح له بالارتباط بفنانة، ويقول عن صوتها أنه صوت لن يتكرر وله شخصية وقدم لها 80 أغنية، وقدم أيضا كمًا من نجوم الزمن الجميل فى التمثيل مثل فاتن حمام وليلى مراد ومديحة يسرى وليلى فوزى وغيرهن وقدم ألحانًا لمنيرة المهدية، ومن الأشياء التى أثرت فى عبدالوهاب موت صديقه الشاعر أحمد شوقى، فقد أثر فيه كثيرا حيث قال مات الأب والسند والصديق.
وأشار إلى أن مطرب الاجيال كان يستوحى بعض أغانيه من كلمات القرآن الكريم مثل: يا سماء الشرق أظهرى الضياء وانشرى شمسك فى كل سمائى حيث استوحاها من الآية القرآنية «والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى»، لافتا إلى أنه عندما كانت تأتى له فكرة كان لا ينام ويجلس طول الليل ويبعثر أوراقه ويظل  مستيقظا حتى يتمكن من كتابة قصائده، وقال أنه عند وفاته وجدنا أكثر من ألفى لحن فى خزنته تحتاج لـ500 عام حيث كان يريد أن يقدم كل عام لحنين.
وأضاف لقد طالبت بوضع اسم عبد الوهاب على المسرح الصيفى منذ سنوات والحمد لله تم تنفيذ طلبى وأخيرًا أكد محمود حسن أن موسيقار الأجيال معجزة غنائية لم يضاهها أحد حيث لم يقدم سيد درويش أو غيره من فطاحل الغناء الكم الذى قدمه عبد الوهاب من الألحان لافتاً إلى أنه حصل على درجة لواء من الرئيس الرحل أنور السادات حيث كان قد قدم النشيد الوطنى وتم عمل جنازة عسكرية لموسيقار الأجيال كلواء بالجيش.