السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المنتخب «نصير غلابة» المونديال

المنتخب «نصير غلابة» المونديال
المنتخب «نصير غلابة» المونديال




كتب - وليد العدوى

مصر تاريخ كبير فى كرة القدم، خصوصًا داخل القارة الأفريقية، وإلا ما تصدرت المشهد فى الأمم برصيد 7 ألقاب، وأرقام قياسية أخرى كثيرة، لا مجال لسردها بين هذه السطور، إلا أن المشهد يتغير تماما فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، رغم أنها تقام بين حدود نفس القارة، بل ومع نفس المنتخبات، والطريف أن مصر تنتصر على الكبار، وتتفنن فى إذلالهم، كما فعلت أمام غانا فى برج العرب بالفوز عليها بهدفين فى الجولة الثانية، ضمن منافسات المجموعة الخامسة فى التصفيات الجارية نحو مونديال روسيا 2018، ليحصد الفراعنة ست نقاط لسابق الفوز على الكونغو على أرضها ووسط جماهيرها، بعد تحول الخسارة بهدف لفوز (2/1)، لتضع هذه الصورة الجميلة مصر ضمن أقوى المرشحين، ولم لا؟ ويكفيها تحقيق الانتصار فى ثلاث مباريات منها أوغندا ذهابا وإيابًا، ثم الكونغو فى الاسكندرية لتحقيق التأهل رسميًا، دون النظر لنتيجة مباراة غانا فى غانا، لكن عفوا إنهم الفراعنة، أصحاب المفاجآت و«الصدقات الجارية» على فقراء القارة، اعتادوا على خسارة النقاط لصالح أضعف الفرق فى كل مرة، فإما يصعد على حسابهم منتخبات جديدة تمامًا، كما حدث مع السنغال فى مونديال 2002، أو خسارة نقاط لصالح متأهل آخر، كما استفادت تونس وتأهلت إلى مونديال فرنسا 1998 بالخسارة أمام ليبيريا بهدف جورج وايا الشهير، المثير أن هذه النسخة المونديالية، كانت الأولى التى يفتح فيها العدد وزيادته إلى 32 منتخبًا، منها خمسة مقاعد لأفريقيا، ورغم ذلك لم نصعد، ومؤخرًا انتعشت آمال أوغندا بتصدرها المجموعة برصيد سبع نقاط، لننتظر إما أن تصعد هى فى مفاجأة مدوية، لتاريخها المتواضع، أو تترك المجال فى نهاية المنافسة للمارد الأسمر غانا.    
يعد منتخب السنغال فى 2002 تاريخى بكل المقاييس، ضم الحاج ضيوف، وبابا بوابا ديوب وهنرى كمارا وغيرهم، إلا أنه قبل الوقوع فى مجموعة مصر لم تشارك السنغال فى العرس العالمى أبدًا فى تاريخها، وفى مجموعة ضمت كلًا من المغرب ومصر، كان صعود السنغال لكأس العالم أمرا ربما غير متوقع، إلا أن نتائج مصر والمغرب خدمتا أسود التيرانجا، ليصعد السنغال إلى كأس العالم لأول مرة فى التاريخ، وبعيدًا عن المغرب التى حلت ثانية فى المجموعة خلف السنغال، كان تعادل مصر مع الجزائر فى الجزائر، وهزيمتها مع المغرب فى المغرب وتعادلها معها فى القاهرة، دورًا فى عدم تأهل مصر، إلا أنه ورغم كل هذه النتائج السلبية كان بإمكان مصر التأهل فقط إذا كانت قد فازت على ناميبيا، أضعف فرق المجموعة، نفس الفريق الذى هزمه المنتخب فى مصر بـ8 أهداف، وفى ناميبيا، اكتفى الفراعنة فقط بالتعادل الإيجابى بهدف بل وكانوا منهزمين حتى جاء الفرج على يد إبراهيم سعيد،  خصوصا أن ناميبيا خسرت على ملعبها من السنغال بالخمسة ومن الجزائر بالأربعة.
ساهمت مصر بقوة فى تأهل كوت ديفوار 2006 بشكل فعال نحو الصعود لأول مرة إلى كأس العالم، هذه المرة كان المنتخب الإيفوارى التاريخى بقيادة الأيقونة ديديه دروجبا، حيث بدأت مصر تصفيات كأس العالم 2006 بالفوز فى أولى مبارياتها خارج ملعبها على السودان بثلاثة أهداف دون مقابل، لكن سرعان ما سقط الفراعنة أمام كوت ديفوار بهدفين لهدف، وتستمر النتائج السلبية بالتعادل مع أضعف فرق المجموعة بنين على أرضها (3-3)، ورغم عودة مصر أمام الكاميرون بالفوز (3-2) فى مصر، إلا أنها عادت لتهزم من ليبيا فى ليبيا بهدفين لهدف، ثم عادت مصر لتتمسك بحظوظها بفوزين على ليبيا فى مصر (4-1) والسودان (6-1)، قبل أن تسقط مجددًا أمام كوت ديفوار بهدفين، ليكن فوزها على بنين بلا قيمة، أما فى مباراتها الأخيرة أمام الكاميرون فى الكاميرون، فلعبت دورًا أساسيًا فى تأهل كوت ديفوار بتعطيل الكاميرون والتعادل معها بهدف، لتصبح كوت ديفوار مدينة لمصر بأول تأهل لها لكأس العالم.
لا تزال لحظات عبور الجزائر على حساب الفراعنة نحو أول مونديال فى القارة السمراء فى جنوب أفريقيا 2010 عالقة بالأذهان، هدف عماد متعب القاتل قبل نهاية لقاء مصر والجزائر فى القاهرة، لحظة التشبث بالحلم .. الجزائر لم تصل إلى كأس العالم منذ 24 عامًا وتسعى لكسر عقدتها على حساب الفراعنة، كان يقود المنتخب المدير الفنى حسن شحاتة بعد أن حقق بطولتين متتاليتين للأمم الافريقية، ووقعت مصر مع منتخبات الجزائر، الذى لم يتأهل إلى نهائيات الأمم الافريقية منذ 2004 وكان فى أسوأ حالاته وزامبيا ورواندا، وبدأ المنتخب المصرى التصفيات بفصل بارد وتعادل بهدف أمام زامبيا فى ستاد القاهرة فى صدمة كبيرة للمصريين ثم جاءت الصدمة الأكبر وهى الهزيمة فى ملعب مصطفى شاكر بالجزائر بنتيجة (3-1) فى شيء لم يتوقعه أحد ليكتب المنتخب المصرى استفاقة وعهدًا جديدًا للكرة الجزائرية، ثم استفاق المنتخب المصرى وحقق 3 مباريات فوز متتالى لتبقى مباراته الحاسمة مع الجزائر باستاد القاهرة وكان يحتاج للفوز بثلاثية للتأهل أو بهدفين فقط للجوء إلى المباراة الفاصلة، وانتهت المباراة بفوز مصر بهدفين دون رد ثم جاءت المباراة الفاصلة بالخرطوم فى السودان فى مباراة غاب عنها المنتخب المصرى وفاز محاربو الصحراء، ببداية غير موفقة أمام زامبيا.