الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«شيزوفرينيا» v.s متى يتعلم كوبر من كلوب؟

«شيزوفرينيا» v.s متى يتعلم كوبر من كلوب؟
«شيزوفرينيا» v.s متى يتعلم كوبر من كلوب؟




كتب - وليد زينهم

شتان الفارق بين نجم يلمع مع فريقه ليفربول الانجليزى ومدربه الألمانى يورجن كلوب ونفس الشخص الـ«روتينى» مع منتخب بلاده ومدربه الأرجنتينى هيكتور كوبر.. قمة الـ«شيزوفرينيا» لشخص واحد لديه نفس الامكانيات والمهارات.. وقمة التناقض بين مدرب عبقرى يعرف كيف يستخلص عصارة أفضل ما لدى لاعيبيه وآخر يتعذر عليه ذلك.
الجميع يدرك أننا نتكلم عن نجم النجوم محمد صلاح أفضل محترف مصرى فى الملاعب الأوروبية وأكثرهم شهرة ومهارة وخطورة داخل المستطيل الاخضر والصفقة الأغلى عربيًا وأفريقيا فى التاريخ.. ومجرد ذكر اسمه كفيل بادخال الرعب فى قلوب المدافعين وحراس المرمى بأقوى دوريات العالم لكنه يتحول –بفعل فاعل – الى لاعب «كيوت» فى تصفيات ومباريات أفريقيا التى من المفترض انها أسهل نظريًا من معارك انجلترا أمام خصوم بحجم مانشستر وأرسنال وتشيلسى.
ولا نكشف سرًا عندما نرجح بل ونجزم أن السر ليس فى صلاح وإنما فى المدرب الذى يتعامل مع اللاعب ويحدد له المهام وطريقة اللعب والتكتيكات الفنية والخططية الخاصة به والسؤال الملح الآن هو كيف يلعب صلاح مع ليفربول ويبدع ؟.. والسؤال الأهم هو متى يتعلم كوبر من يورجن كلوب كيفية الاستفادة من صلاح؟!
السر فى الخلطة
يورجن كلوب مدرب ألمانى عبقرى من النخبة الأوروبية مشهود له بالاعتماد على التكتيكات الحديثة منذ أن كان مدربًا لدورتموند الالمانى قبل سنوات وهو الآن يكمل نفس الطريق مع الريدز.
المدرب الالمانى ببساطة يلعب بطريقة 4-3-3 وهى الأنسب فى ظل وجود لاعبين معه بامكانيات صلاح والسنغالى ساديو مانى حيث يلعبان خلف رأس الحربة البرازيلى فيرمينيو..
الهجوم المنظم
فى الحالة الهجومية للريدز إذا كانت هجمة منظمة صلاح يلعب فى دور «الونج» الهجومى من الجبهة اليسرى ويسانده الظهير الأيمن كلاين وأحد ثلاثى الوسط وعلى الأرجح ايمرى كان أو هندرسون فيتم اختراق الجبهة وتنفيذ العرضية غالبا عن طريقة كلاين وهنا صلاح وقبل لعب العرضية بثوان ينطلق قاطعا عشر يردات ليدخل الى المنطقة ليستلم بنفسه الكرة ويسدد أو يمهدها لاحد لاعبى الوسط وفى حالة ما إذا كانت العرضية طويلة فإن الفرعون من داخل المنطقة ينتظر إما المتابعة أو فشل الدفاع فى التعامل مع الكرة .
المرتدات
رأينا كيف يكون الحال فى الهجوم المنظم اما فى حالة المرتدات فدور الفرعون مختلف إذ بمجرد أن يستخلص لاعبو ليفربول الكرة من منتصف ملعبهم يكون صلاح أول المنطلقين ليحصل على التمريرة من خلف الدفاع ويذهب للمرمى بفضل سرعته وإذا كانت التمريرة على احد الاجناب فصلاح إما يراوغ ويدخل المنطقة أو يكون محطة لأحد زميليه فيرمينيو ومانى ليسلمهما الكرة إمام المرمى..
الضربات الثانية
فى حالة الضربات الثابتة من الاجناب أو الركلات الركنية دور صلاح ليس التواجد داخل المنطقة ليقابل برأسه فهذه وظيفة قلبى الدفاع وفيرمينيو بل يكون على خط منطقة الجزاء ليكون على أهبة الاستعداد لتسديد العرضية المشتتة من المدافعين.
الدور الدفاعى
ووسط كل هذه المهام لصلاح واجبات اخرى دفاعية إذ إنه فى حالة فقدان الكرة يعود لمعاونة الظهير الايمن فى غلق الجبهة على المنافس ..وفى حالات حصول المنافس على ركلة ركنية أو كرة ثابتة قريبة من المرمى فيكون الدور الاهم والأبرز للفرعون فوق ارضية الميدان إذ ينتظر كالثلعب مجرد انقطاع الكرة أو تشتيتها لينطلق كالفهد نحوها ويصنع هجمة مرتدة سريعة أو انفراد تام بالمرمى ولعل هدفه فى مرمى ارسنال الاسبوع الماضى خير دليل على هذا الدور.
بقى الاشارة الى إن كلوب نجح فى تطوير اداء صلاح ككل لاسيما فى دقة التمريرات وعدم خسارة الكرة وضرب مصيدة التسلسل بالتمركز السليم وسط المدافعين.
الشيزوفرينيا
على الجانب المقابل يبدو صلاح شخصًا مختلفا مع المنتخب وهيكتور كوبر إذ لا تظهر حتى نصف إمكانياته رغم أنه فارس الرهان والنجم الأبرز مع الفراعنة لكنه ليس بنفس الفاعلية التى عليها مع الريدز.
وعلى خلاف يورجن كلوب صاحب النزعة الهجومية وفلسفة الاستحواذ على الكرة لخلق الفرص فإن كوبر من المدرسة المتحفظة معتمدًا على طريقة 4-2-3-1 الكلاسيكية وهى لا تعطى الجناحين الهجوميين وظهيري الأجناب التحرر الهجومى المطلوب أما فى ليفربول فطريقة 4-3-3 تمنح الثلاثى الهجومى وظهيرى الاجناب الحرية نظرًا لوجود ثلاثى وسط ارتكاز يغطى المساحات ..
وبالنظر الى المباريات الاخيرة للمنتخب سواء فى نهائى أفريقيا امام الكاميرون أو فى تصفيات النسخة المقبلة مع تونس أو بتصفيات المونديال أمام أوغندا فإن كوبر اعتمد على صلاح إما كجناح هجومى أو رأس حربة كلاسيكى بمهام ووظائف مختلف عن التى يؤديها مع الريدز ومن هنا يأتى الاختلاف فى أداء وفاعلية اللاعب..
صلاح عندما يلعب مع المنتخب كجناح يضطر للرجوع للخطوط الخلفية للتأمين مع الظهير الايمن احمد فتحى وفى الحالة الهجومية غالبا ما يكون وحيدا فى الجبهة أمام لاعبين أو ثلاثة من المنافس فى ظل التعليمات المشددة لفتحى بعدم التقدم كثيرًا وبالتالى ففرصة فقدان الكرة كبيرة أما مع ليفربول فيعاون صلاح فى نفس الجبهة لاعبان هما كلاين وإمرى كان أو هندرسون..
أما عندما يزيد كوبر الطين بلة ويلعب بصلاح فى مركز الهجوم فهو يحد كثيرًا من خطورة اللاعب الذى يحب المساحات والانطلاق من الخلف للأمام بدلًا من استلام الكرة وظهره للمدافعين.
الأرقام لا تكذب
لعل لغة الارقام لا تكذب وهى التى تحدد لنا بشكل قاطع مدى الاختلاف الشاسع بين «صلاح ليفربول» و«صلاح الفراعنة»..
ففى آخر ثلاث مواجهات مهمة ورسمية مع الفراعنة لم يحرز صلاح أى هدف اما مع ليفربول ففى كل مواجهات فريقه عادة ما يتألق ويسجل وتكون محاولاته على المرمى أكثر كثيرًا من تلك التى مع المنتخب.