إمارة الإرهاب أفسدت «تونس»

كتب ـ محمد عثمان ووكالات الأنباء

استغلت يد الغدر القطرية حالة الفوضى فى تونس، إبان الثورة التى اندلعت، وأنهت حكم زين العابدين، وأدخلت بعدها أموالها بقوة وسخاء، مستغلة الأزمة الاقتصادية التى تعيشها البلد، واستخدمت حزب النهضة، بقيادة راشد الغنوشى، كجسر للتدخل فى شئون البلاد والسيطرة على القرارات الداخلية والخارجية، ذلك ما كشفه تقرير صادر عن مركز «المزماة» للدراسات والبحوث.
«المزماة» عرّت فى تقريرها تدخل قطر فى الشأن التونسى وفرضها ضغوطا على حزب النهضة من أجل إقامة مفاوضات سرية مع «أنصار الشريعة» لتمكينها بالقوة فى تونس.
واستخدمت قطر قوتها المالية فى دعمها السخى للجمعيات الخيرية التى تشكل غطاءً لنشاطاتها الإرهابية، وكذلك دعم حركة «النهضة» أثناء قيادتها للحكم. لتتخذ قطر من دولة تونس قاعدة لإنطلاق مؤامراتها ضد المغرب العربى. وذلك بحسب التقرير.
وأضاف التقرير: «بعد (ثورة الياسمين) تلقت حركة النهضة (إخوان تونس) مليارات الدولارات من النظام القطرى، وعقدت عدة صفقات مع الدوحة، أبرزها تجنيد وتدريب المقاتلين، وإرسالهم إلى بؤر التوتر والقتال فى الدول، كما تورطت الدوحة و«النهضة» فى اغتيالات سياسية نفذت ضد يساريين، كانت قد شهدتها تونس فى فترة ما بعد الثورة».
وفى أمريكا أطلق موقع «ذى أمريكان ريبورت» الأمريكى، المتخصّص فى مراقبة التهديدات التى تحيط بالأمن القومى للولايات المتحدة، دراسة حول التمويل القطرى لإدارة أوباما، عبر دعمها جامعة «جورج تاون» ومعهد «بروكينجز»، إذ تلقت الكثير من الأموال التى قدمتها الدوحة.
وذكرت الدراسة كيف أبرز مستشارى إدارة أوباما وفى معظم الإدارات السياسية والأمنية كانوا من حلفاء الإخوان، إذ فى يناير 2015، رحّب مسئولون فى الخارجية الأمريكية بمسئولين من الإخوان فى لقاء بارز، ثمّ انفجر العنف الجهادى فى مصر بعد اللقاء بفترة قصيرة، وأكدت الدراسة أنه «لا صدفة سحرية» فى هذا الموضوع.
والأخطر أنّ مسئولى الإخوان فى عهد أوباما كانوا يفرضون صياغة السياسة الخارجية التى تصطف إلى جانب الإخوان فى العالم العربي، هؤلاء «المسلمون المعتدلون» (كما روّج البعض لهم) جعلوا من قطر (الصراف الآلى للإرهابيين) أقرب حليف للرئاسة فى ولاية أوباما. فبحماس الأخير وحماس وزير عدله إريك هولدر، تمّ تفريغ سجن جوانتنامو من أسوأ القتلة وإرسالهم إلى قطر بضمانات هى الأقل وضوحاً.