الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هل تنجح أوروبا فى التصدى لـ«الجنون القطرى»؟!

هل تنجح أوروبا فى التصدى لـ«الجنون القطرى»؟!
هل تنجح أوروبا فى التصدى لـ«الجنون القطرى»؟!




كتب - وليد زينهم وخلود عدنان

يوما بعد يوم تكشف إمارة الارهاب القطرية وحكام الدوحة عن الوجه القبيح فى سياستهم الميكيافيلية ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة.. إذ أنهم لا يتورعون أو يخجلون من استغلال ثرواتهم المشبوهة فى تحقيق انتصارات سياسية وبطولات زائفة لاشباع رغبتهم النهمة فى مشروعهم المزعوم لزيادة النفوذ ..لكنهم لن ينجحوا فى مساعيهم حيث بات الكثيرون إقليميًا ودوليًا يعرفون حقيقة جنون وأوهام العظمة التى تبحث عنها الدوحة.
ولم يكن الخبر الذى تناقلته وسائل الاعلام الانجليزية ومنها صحيفة الديلى ميل الشهيرة برغبة قطر فى شراء مانشستر يونايتد مفاجأة لنا أو لغيرنا لان المتابع للمواقف القطرية والدارس الجيد لتحركات الدوحة وحكامها يمكنه فقط ربط المقدمات والمعطيات للخروج بنتيجة واحدة حتمية تؤكد على الطموح المجنون والتغطية على الكوارث والازمات السياسية بضربات رياضية رنانة.
فالقصة ببساطة ليست فى دعم الرياضة أو حتى استثمارًا خاصًا فيها كما يفعل كثيرون انما الواقع هو خدمة أغراض سياسية ..ولعل كلمات جيمس مونتاج صاحب كتاب «نادى المليارديرات: الصعود الذى لا يمكن إيقافه لمالكى كرة القدم فاحشى الثراء» الذى تحدث كثيرًا عن الطموح القطرى دليلًا واضحًا على ما تفعله الدوحة إذ قال حرفيًا: بالنسبة للقطريين فإن الظفر بنيمار يحقق لهم حلماً منذ أن اشتروا نادى باريس سان جيرمان عام 2011 ألا وهو تصدُّر لوائح كرة القدم الأوروبية والتعاقد مع خيرة اللاعبين فى أوج شبابهم للظهور كخيار جذاب تماماً كبرشلونة وريال مدريد ..إن هذا يضيف إلى قوة علامة باريس سان جيرمان التجارية ما يصب بالمحصلة فى تعزيز دور قطر عالمياً.
ويضيف مونتاج: لا شك فى أن لكرة القدم نفوذاً عالمياً وسحراً جذاباً لذلك إن شئت أن تصنع لنفسك صورة عالمية على الساحة الدولية فلا وسيلة أفضل لك من نادى كرة قدم مناسب.. فبتملّكك نادى كرة قدم ورعايتك ملعبه الرياضى ووضع اسمك على قمصان لاعبيه ليراه الناس فى أكثر من 200 دولة حول العالم أسبوعاً بعد أسبوع إن فى كل هذا أداة فى غاية القوة تشكل صورتك على الساحة الدولية.
هذه كانت كلمات للكاتب الذى تحدث ربما باطراء عن قطر لكنه فضح سياساتها ومساعيها نحو العالمية من خلال حقل الرياضة.
وبالتالى فلم يكن هناك أى وجه للاندهاش حول مفاوضات حكام الدوحة لشراء مانشستر بل ربما يضاعفون العرض ويغرون بشتى السبل ملاكه الحاليين لبيعه.
ومن قبلها كانت صفقة نيمار التى جاءت فى أصعب توقيت على قطر سياسيًا إذ المقاطعة العربية والانتقادات العاليمة وسط اتهامات بدعم الارهاب والمتطرفين.. وبدلًا من إن يكون الرد سياسيا جاء كرويًا لخطف الانظار على القضية الأساسية وتصدر مانشيتات الصحف العالمية بان باريس سان جيرمان ورئيسه القطرى مولوا أكبر صفقة كروية فى التاريخ وجلبوا الساحر نيمار إلى عاصمة النور رغم إن الصفقة تمت من الباب الخلفى وعن طريق دفع الشرط الجزائى الكبير البالغ 222 مليون يورو لكن هذا لا يهم القطريين فى شىء كل ما شغل بالهم هو ضربة نيمار التى تكسبهم تعاطفا فرنسيا من خلال أكبر ناد جماهيرى فى باريس.
الآن يتكرر السيناريو مع مانشستر يونايتد الكبير والذى بات هدفا على اولويات «تميم واعوانه».. لكن السؤال يفرض نفسه هل يتصدى الانجليزى لأطماع القطريين ؟ لاسيما وأن القصة لن تقتصر على مانشستر بل هى جزء من خطة «جهنمية» لغزو اقوى دورى فى العالم «البريميرليج» والسيطرة على اكثر من نادى أولهم بالطبع مانشستر.
وللدوحة تاريخ كبير خلال العقد الأخير من تلك المحاولات سواء عن طريق شراء أندية أو حتى رعايتها مقابل إن يتصدر اسم قطر قمصان اللاعبين العالميين.
شراء ملقة
فى ٢٠١٠ قام رجل الأعمال القطرى الملياردير عبد الله بن نصار آل ثانى بشراء نادى ملقة الإسبانى بجميع أسهمه بحوالى 48.3 مليون دولار وتنازل فرناندو سبانز عن منصب رئاسة النادى للملياردير القطرى على أن يكون فرناندو مستشاره.
رعاية برشلونة
فى نفس العام قامت الدوحة بتوقيع عقد رعاية نادى برشلونة الإسبانى حتى عام ٢٠١٦ مقابل حوالى ١٨٩ مليون دولار لتكون الراعى الرسمى الثانى للنادى الكتالونى فى تاريخه بعد اليونيسيف.. وبعد ذلك دفعت طيران قطر ١١٠ ملايين دولار لتوسيع الرعاية القطرية إلى جميع المجالات فى النادي.
قرية لندن
وفى 2011 اشترى صندوق الثروة السياديّة القطرى قرية لندن الأولمبية مقابل ٨٩٠ مليون دولار وتم شراء ١٤٠٠ شقة سكنيّة فى القرية لإيواء ٢٣ ألف رياضى خلال دورة الألعاب الأولمبية التى احتضنتها عاصمة الضباب فى 2012.
ضم باريس
وفى نفس العام ٢٠١١ اشترت هيئة الاستثمار القطرية التابعة للحكومة نادى باريس سان جيرمان الفرنسى بتملك ٧٠% من أسهم النادى قبل إكمال الصفقة لشراء النادى كاملاً مقابل ١٣٠ مليون دولار.. كما أبرمت شركة السياحة القطرية صفقة بقيمة ٢٥٦ مليون يورو لرعاية النادى الفرنسى.
محاولات مانشستر
وفى هذا العام الذى تمر فيها الدوحة باكبر أزمة سياسية لها فى ظل المقاطعات العربية كشفت وسائل الإعلام الانجليزية بأن عائلة جلازرز المالكة لقلعة الشياطين الحمر رفضت عرضًا ضخمًا من العائلة المالكة القطرية لشراء النادى الإنجليزى العريق.
وذكرت الإعلام الانجليزى أن الأسرة المالكة فى قطر تقدمت بعرض قيمته 1.5 مليار جنيه إسترلينى لشراء النادى العملاق لكن العرض قوبل بالرفض سريعًا من قبل ملاك مانشستر يونايتد..ثم قررت العائلة المالكة فى الدوحة رفع العرض إلى 1.8 مليار جنيه استرلينى لكنه قوبل بالرفض من جديد.
خطة التوغل
حقيقة الأمر إن عرض شراء مانشستر ما هو إلا جزء من خطة كبيرة لطموحات حكام الدوحة بالسيطرة على الأندية العالمية الكبرى وربما سيجددون العرض بمقابل اكبر ورقم خرافى غير مسبوق من اجل «اثارة لعاب» ملاك مانشستر الأمريكان..ولن يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل ربما تكون هناك أهداف أخرى لحكام الدوحة فى الفترة المقبلة مع اندية انجليزية عريقة مثل توتنهام أو ارسنال.. وأيضًا قد لا يتوقف الطموح عند الاندية الانجليزية فى ظل الرغبة المسعورة للنفوذ والسيطرة على العواصم الاوروبية الكبرى بعد نجاحهم فى باريس ومحاولاتهم فى لندن من المؤكد انتقالهم لبرلين ومدريد وفيينا لكن المؤكد أيضًا إن احتمالات نجاهم باتت تتضائل بعدما انكشفت خططهم وطموحاتهم المشبوهة لدى القاصى والدانى فى أرجاء المعمورة.