الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تدخل عصر «وادى السليكون»

مصر تدخل عصر «وادى السليكون»
مصر تدخل عصر «وادى السليكون»




كتب - أحمد إمبابى


بعد مشاركة ناجحة حققت أهدافها فى قمة « بريكس»، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس العاصمة الفيتنامية هانوى، فى أول زيارة رسمية لرئيس مصرى، حيث كان فى استقباله الرئيس الفيتنامى تران داى كوانج.
زيارة الرئيس إلى فيتنام لها أهمية خاصة، فهى أحد النمور الاقتصادية الآسيوية الجديدة، وتجربة اقتصادية متطورة ، فهى الثانية عالميا كأسرع معدل نمو لنصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى، وأنها نجحت من التحول من بلد اشتراكى يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على الزراعة إلى دولة رائدة فى إنتاج وتصنيع تكنولوجيا السليكون، الذى يعد أساس صناعة الأجهزة التكنولوجية الحديثة، والمكون الرئيسى فى صناعة تكنولوجيا المحمول والتابلت والكمبيوتر.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى مع رئيس فيتنام، أن مصر ارتبطت بعلاقات متميزة فيتنام على مدار عقود اتسمت بالاحترام المتبادل، والتنسيق والتعاون المشترك فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياسية.
وقال إن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وخاصة على الصعيد الاقتصادى، لاسيما فى ضوء أن نجاحات فيتنام فى مجالات الصناعة والتجارة، تُعتبر نموذجاً يستحق التأمل لتحقيق النهضة الاقتصادية للشعوب، مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية، والخصوصية الثقافية.
وأعرب الرئيس عن الأهمية التى توليها مصر لتعزيز التبادل التجارى بين البلدين، والعمل على معالجة الخلل القائم فى الميزان التجاري، وعرضتُ فى هذا الإطار التطورات الاقتصادية التى تشهدها مصر، على صعيد المشروعات الوطنية الكبرى، التى تهدف إلى توفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا، خاصة على طول محور منطقة قناة السويس، التى تعد ممراً مائياً هاماً للملاحة الدولية، وشرياناً رئيسياً لحركة التجارة العالمية.
وأضاف أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية، والتى باتت تمثل تهديدا مشتركا لأمن واستقرار المجتمع الدولى ككل، وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حدٍ لها، بعد أن أصبحت تعرقل مساعينا لتوفير المناخ الأنسب للنمو الاقتصادى، وتلبية طموحات شعوبنا فى الحياة الآمنة.
وفى هذا السياق، عرضت الرؤية المصرية بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب، التى لا تقتصر فقط على الوسائل العسكرية والأمنية، وإنما تمتد لتشمل الثقافة والتعليم، فضلاً عن تجديد الخطاب الدينى بحيث يتواكب مع مستجدات العصر، ويقضى على الاستقطاب الطائفى والمذهبى، وذلك حتى يمكن تحقيق نتائج حاسمة فى هذه المواجهة.
ووجه الرئيس الدعوة لنظيره الفيتنامى لزيارة مصر فى أقرب وقت، للبناء على نتائج هذه الزيارة المثمرة والاستمرار فى تطوير العلاقات بين بلدينا الصديقين.
ومن جانبه، أشاد رئيس فيتنام بدور مصر التاريخى فى الدفاع عن قضايا الدول النامية ومساندة حركات التحرر وإنشاء حركة عدم الانحياز، كما أشاد بحكمة ودور القيادة السياسية المصرية وما حققته من إنجازات على مدار الأعوام الثلاثة الماضية على صعيد ترسيخ أمن واستقرار مصر، واستعادة دورها الفاعل على الساحتين الاقليمية والدولية، فضلاً عن مواصلة جهود تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات. وأكد رئيس فيتنام أن زيارة السيد الرئيس ستعطى زخماً كبيراً لدفع العلاقات بين البلدين والعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائى فى كافة المجالات.
وعقب المباحثات، شهد الرئيسان 9 مذكرات تفاهم فى مجالات التجارة والصناعة والملاحة التجارية وهيئتى الإذاعة، والسياحة والثقافة وتشجيع الاستثمار والاستزراع السمكى وإنشاء وإدارة الموانئ والمناطق الاقتصادية.
كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس نوين فو تشوم سكرتير عام الحزب الشيوعى الفيتنامى، وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن سكرتير عام الحزب الشيوعى أكد أن زيارة الرئيس ستفتح آفاقا جديدة لعلاقات التعاون بين البلدين التى تمتد إلى عقود طويلة.
وذكر المتحدث الرسمى أن اللقاء استعرض عددا من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، وأكد الرئيس أن مذكرات التفاهم التى تم توقيعها يمكن البناء عليها لدفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب بما يتناسب مع طموحات الشعبين.


العلاقات المصرية – الفيتنامية

■ علاقات تاريخية، حيث تعتبر مصر من أوائل الدول التى بادرت بفتح سفارة لها فى هانوى إبان الحرب الفيتنامية عام 1963.

■ زيارات متبادلة للتعريف بفرص الاستثمار فى مصر وبخاصة فى محور قناة السويس، وتوقيع مذكرات تفاهم فى مجال الاستثمار.

■ مجلس رجال الأعمال المصرى - الفيتنامى عقد آخر دورة له فى يوليو 2009 بحضور 130 رجل أعمال مصريا و800 رجال أعمال فيتنامى.

■ حجم التبادل التجارى بين البلدين وصل إلى 200 مليون دولار فى 2009.


نظام الحكم

■ جمهورية اشتراكية بنظام الحزب الواحد.. وهى إحدى الدول الأربع فقط فى العالم التى تتبنى الشيوعية رسميا.

■ دستور الدولة صدر عام 2013، ويؤكد الدور المركزى للحزب الشيوعى فى جميع أجهزة الحكومة والسياسة والمجتمع.

■ رغم أن الدولة لا تزال ملتزمة بالاشتراكية كعقيدة محددة لها، إلا ان سياساتها الاقتصادية تميل بشكل متزايد الآن إلى الرأسمالية.

■ رئيس الجمهورية تران داى كوانج درس فى أكاديمية الشرطة وحاز على درجة الدكتوراه، وفى 2 أبريل 2016 تم انتخابه من قبل البرلمان رئيسا.