الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شراكات اقتصادية.. واستثمارات فى المشروعات القومية الكبرى

شراكات اقتصادية.. واستثمارات فى المشروعات القومية الكبرى
شراكات اقتصادية.. واستثمارات فى المشروعات القومية الكبرى




كتب ـ أحمد إمبابى

«نشاط رئاسى مكثف» هذا هو عنوان أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار خمسة أيام، جال فيها أكثر من دولة آسيوية (الصين وفيتنام) وأجرى لقاءات متعددة مع المسئولين والقادة فى هذه الدول وغيرها من القادة الدوليين، وذلك على هامش مشاركته فى قمة تجمع دول «بريكس».
بدأ الرئيس زيارته للصين الأحد الماضى، للمشاركة فى قمة مجموعة «بريكس» بمدينة شيامن الصينية، التى شارك فيها زعماء دول المجموعة (الصين، والهند، وروسيا، والبرازيل، وجنوب إفريقيا) بالأضافة إلى زعماء خمس دول نامية أخرى (مصر، وتايلاند، والمكسيك، وطاجاكستان، وغينيا).
وفى الجلسة الخاصة التى نظمها منتدى تجمع «بريكس» عن مصر شارك الرئيس، مع نخبة من ممثلى مجتمع الأعمال والاقتصاد والمال، وألقى «السيسى» كلمة استعرض فيها الإصلاحات الاقتصادية وخطط التنمية الجارية بمصر.
كما شارك الرئيس السيسى يوم الثلاثاء الماضى، فى جلسة الحوار بين دول «البريكس» والدول النامية ذات الأسواق الناشئة والبازغة، حيث ألقى كلمة اشار فيها إلى أن المصريين برغم التحديات الجسيمة؛ يستكملون بدأب وجدية بناء المستقبل، وتطبيق برنامج طموح للنمو الاقتصادى المستدام، بدليل إلى أن معدل النمو وصل فى يوليو الماضى إلى 4,3%، مع ارتفاع حجم الاحتياطى الأجنبى إلى 36 مليار دولار، للمرة الأولى منذ عام 2011.
لقاءات مصرية.. صينية.. روسية
وعلى صعيد المقابلات الثنائية مع الزعماء المشاركين بقمة «البريكس» أجرى الرئيس السيسى مباحثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين؛ تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، ووجه له الدعوة للمشاركة فى وضع حجر أساس محطة «الضبعة النووية».
كما التقى الرئيس السيسى نظيره الصيني، تشى جين بينج، حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات بحضور وفدى البلدين، وشهد الرئيسان عقب مباحثاتهما مراسم التوقيع على اتفاق تعاون أمنى بين وزارة الداخلية المصرية ووزارة الأمن العام الصينية، واتفاقية للتعاون الاقتصادى والفنى، بشأن تخصيص الصين منحة قدرها 300 مليون يوان صينى إلى مصر، لتنفيذ مشروع القمر الصناعى «مصر سات2» ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولى ووزارة التجارة الصينية بشأن تنفيذ مشروع القطار الكهربائى الذى سيربط مدينة السلام بالعاشر من رمضان وبلبيس.
وفى السياق ذاته التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي، حيث أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تطوير علاقات التعاون مع الهند فى جميع المجالات.
ومن ناحية أخرى التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس جنوب إفريقيا «جاكوب زوما» حيث أكد الرئيس أن مصر حريصة على تطوير علاقات التعاون والتنسيق مع جنوب إفريقيا.
وفى إطار حرصه على زيادة الاستثمارات الصينية فى مصر وتذليل جميع العقبات التى تعترضها التقى الرئيس السيسى عدداً من رؤساء كبرى الشركات الصينية.
ثم جاءت زيارة الرئيس التاريخية إلى فيتنام يوم الأربعاء، فى أول زيارة رسمية لرئيس مصري، حيث كان فى استقباله الرئيس الفيتنامى وسط حفاوة كبيرة تعكس انطلاقة جديدة فى العلاقة بين البلدين.
ختامها فيتنام
واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، زياراته الآسيوية بزيارة فيتنام، وحضور منتدى الأعمال المصرى  الفيتنامى بالعاصمة الفيتنامية «هانوي»، الذى نظمه الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية الفيتنامية.
وشارك فى المنتدى عدد من كبار المسئولين الفيتناميين ونخبة من رجال الأعمال الفيتناميين والمصرين وممثلى الشركات والقطاع الخاص بالبلدين، وذلك لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر وفيتنام، ولتوضيح الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر.
واستمع الرئيس إلى كلمات من رئيسى اتحاد الغرف التجارية فى فيتنام ومصر، فضلاً عن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفيتنامى والذى أعرب عن ترحيب الحكومة الفيتنامية بتنظيم هذا المنتدى الذى يعد فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين.
كما أكد وزير الخارجية الفيتنامى تطلع رجال الأعمال الفيتناميين لبحث إمكانات التعاون مع مصر، خاصة مع توافر العديد من المجالات والفرص الواعدة بمصر، فى العديد من المجالات مثل المنسوجات والزراعة والبترول، وأن تكون مصر بمثابة الجسر والبوابة لدخول المنتجات الفيتنامية إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكداً أن الاقتصاد المصرى فى تطور ملحوظ مدعوماً بالجهود والإجراءات التى تتبناها الحكومة المصرية.
وأعرب الرئيس السيسى، فى كلمته أمام منتدى الأعمال المصرى الفيتنامى، عن تقدير مصر للشعب الفيتنامى ولتجربته الناجحة فى تحقيق التنمية الاقتصادية.
منصة مهمة للحوار
وعبر الرئيس عن سعادته بتواجده فى فيتنام، كأول رئيس مصرى ومشاركته فى افتتاح منتدى الأعمال المصرى الفيتنامى، الذى يمثل منصة مهمة للحوار بين مجتمعى الأعمال فى البلدين، بما يسهم فى تعزيز التعاون الاقتصادى وتنمية التجارة بين دولتينا الصديقتين.
وقال الرئيس خلال كلمته: «لقد مثلت تجربة فيتنام التنموية فى منطقة شرق آسيا قصة نجاح ونموذجاً اقتصادياً متميزاً، يقوم على تعظيم دور المعرفة والإبداع التكنولوجي، معتمدة فى ذلك على خطط دقيقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فكان التحول الاقتصادى المنضبط والعدالة الاجتماعية، هما السمتان البارزتان للنمو المضطرد الذى حققته فيتنام».
وتابع الرئيس: «كما واجهت فيتنام باقتدار التحديات الاقتصادية وآثارها السياسية والاجتماعية، فقد واجهت مصر أيضاً عدداً من التحديات الاقتصادية التى تفاقمت حدتها مع التطورات الداخلية على مدار السنوات الماضية، وكان أبرزها ارتفاع العجز فى ميزان المدفوعات، متأثراً بانخفاض إيرادات السياحة وحجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، الأمر الذى دفعنا لاتخاذ عدد من الإجراءات الاقتصادية المهمة وغير المسبوقة، مثل تحرير سعر الصرف على نحو كامل، وإعادة هيكلة الدعم، والعمل على تحرير سعر الطاقة، والسعى الجاد والمنظم لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، من خلال إصدار قانون جديد للاستثمار، يسهل إجراءات الاستثمار ويدعم المستثمرين ورجال الصناعة والقطاع الخاص، ويذلل العقبات أمام أنشطتهم فى مصر».
إشادات دولية ومشروعات عملاقة
وأوضح السيسى أنه تأسيس على تلك الإصلاحات الهيكلية، جاءت إشادة المؤسسات الدولية لتكون برهاناً على سلامة السياسات الاقتصادية، حيث تحسنت مؤشرات الاقتصاد الكلي، وارتفع معدل النمو الاقتصادي، ووصل حجم الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية إلى 36 مليار دولار للمرة الأولى منذ سنوات، فضلاً عن ارتفاع تصنيف مصر الائتمانى.
وكشف الرئيس عن أن مصر أطلقت عددا من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، الذى يشمل إنشاء مناطق صناعية ولوجستية كبرى، وهو ما يوفر فرصاً واعدة للشركات الفيتنامية الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، والتى تربطنا بالعديد منها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا.
وقال الرئيس: «إن الحكومة المصرية تعكف على تنفيذ مشروعات تنموية أخرى، منها مشروع الشبكة القومية للطرق بطول 5 آلاف كيلو متر، ومشروع استصلاح وتنمية مليون ونصف المليون فدان، الذى يهدف لإقامة مجتمعات تنموية وعمرانية متكاملة تضم إلى جانب النشاط الزراعى الصناعات ذات الصلة، فضلاً عن العديد من مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة، وإنشاء مدن جديدة فى مختلف أرجاء مصر، وعاصمة إدارية جديدة وفقا لأحدث المعايير الدولية».
وأضاف السيسى خلال كلمته: «أن مصر تمتلك واحدة من أكبر الأسواق فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذلك نسعى بخطوات ثابتة، وفق خطة مدروسة، لتنويع اقتصادنا وتطوير قدراته الإنتاجية فى مختلف المجالات، وذلك من خلال إقامة شراكات قوية مع أكبر عدد من الشركاء الدوليين لدفع عجلة التنمية والاستثمار والمساعدة فى نقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا».
آفاق استثمارية جديدة
ورحب الرئيس بالمستثمرين ورجال الصناعة الفيتناميين الراغبين فى الدخول فى شراكات اقتصادية بالمناطق الصناعية الجارى إنشاؤها حاليا فى مصر قائلا: «ندعوهم إلى الاستثمار فى جميع المجالات خاصة فى القطاعات الإنتاجية، وقطاعى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والطاقة والتصنيع، والزراعة، والاستزراع السمكي، والأسمدة، والمنسوجات، والترسانات البحرية، والاتصالات، والسياحة، آخذاً فى الاعتبار أن مصر تعد من أعلى دول العالم تحقيقاً للعائد على الاستثمار».
وتابع «السيسى»: «تأكيداً للأهمية التى توليها مصر لزيادة التعاون مع فيتنام فى كافة المجالات.