الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يرصد دليل «أم عمارة» لتربية أطفال الدواعش

الأزهر يرصد دليل «أم عمارة» لتربية أطفال الدواعش
الأزهر يرصد دليل «أم عمارة» لتربية أطفال الدواعش




رصد مرصد الأزهر إصدارًا إلكترونيًا لداعش يتناول تربية الأطفال وهجرتهم إلى بلاد الحرب، حيث أصدر «داعش» كتاباً ادعى أنه «دليل للأمهات الجهاديات» حول كيفية تربية الأطفال، حيث أكد الأزهر فى تقريره أن تنظيم داعش أطلق على هذا الكتاب عنواناً ذا معانٍ عميقة لا يحمله الكثير من كتابات عديدة، ويعتمد الكتاب لمؤلفته «أم عمارة المهاجرة» على أهداف التنظيم الداعشى من بث الأفكار المتطرفة واقترانها بالدموية فى تربية الأطفال.
 وشدد الأزهر على أن مثل تلك الكتابات تكون مجالاً خصباً فى اقتناء الفكر المتطرف لدى الكثير من الأفراد، ريثما إذا تم تدعيمها بالكثير من الأفكار الجهادية المتطرفة، وصبغة تلك الأفكار بالصبغة الاسلامية، كما أن افتقاد المجتمع الإسلامى إلى الكثير من غياب القيم الإنسانية ذات الطابع الإسلامي، والبعد عن المنهاج القويم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فى التربية الصحيحة للأطفال، يؤدى بالكثير من الأفراد إلى البحث عن الطرق التى تساعدهم على تربية أطفالهم على المنهاج القويم، فيقع الكثير من الأفراد فى براثن تلك الأفكار ليجد نفسه يُربى أطفاله على الفكر الداعشى.
ووفقا لتقرير الأزهر فقد تطرقت الكاتبة إلى مشكلة ذات صبغة اجتماعية وأخلاقية فى آن واحد، كما قدمت حلولاً واقعية من خلال عرضها لنماذج شيقة عما أسمته «أمهات فى المهجر»، قد نجحوا فى تربية أطفالهم على منهاج التنظيم الإرهابى، على أن يكون ذلك المنهاج هو المنهاج القويم كما يدعون، ومن ثم تعمل تلك النماذج على إيجاد الصور الحماسية فى كثير من نفوس الأفراد مما يعمل على سهولة ويسر استقطاب الأفراد للتنظيمات الإرهابية.
  وقال تقرير مرصد الأزهر: إن الإصدار الداعشى يدعو للتربية المتطرفة واقتران تلك التربية بأوامر الدين الاسلامى كما يدعون، فقد تحدثت الكاتبة عن حياة الهجرة مروراً بالحياة الأسرية والاجتماعية، والحضن الأول للتربية، حتى وصلت بنا إلى بناء شخصية مسلمة مجاهدة، ولكن كيف لهذا التنظيم الذى يدعى أنه يعمل على تربية الأطفال على أوامر الدين الإسلامي، أن يحث على تعليم الأطفال الصغار حمل السلاح؟ وهل ينص الدين الإسلامى على تعليم الأحرف الأبجدية للأطفال على آلات الحرب بأن يتم تعليم الباء بأنها «بندقية»، والسين بأنه «سيف»؟ أم أن تلك الأشياء تغرس فى نفوس الأطفال لغة الكراهية والانتقام، والعداوة؟
ولفت الأزهر أن الدين الإسلامى هو الدين السمح الذى ينص على تربية الأطفال على المنهاج القويم من خلال صحيح الدين، عن طريق غرس قيم التسامح، والحب، والمودة، والعفو، ولكن تلك التنظيمات اتخذت من الدين الإسلامى ستاراً لإخفاء الأهداف الحقيقة من دم، وسفكٍ، وأمر بالمنكر، ونهىٍ عن المعروف.. ومن ثم تتخذ الكاتبة لرؤيتها عن التربية من خلال صحيح الدين الإسلامى استشهاداً على بث الفكر المتطرف، من خلال تشويق القارئ بأن التربية الصحيحة هى التربية التى تقترن ببعض القيم الإنسانية ذات الصبغة الإسلامية والتى تمثلت فى الصدق، والوفاء بالعهد، ومن ثم فإن القارئ يسعى إلى اقتناء مثل هذه الإصدارات، ومحاولة تطبيق ما ينص عليها، متجاهلاً ما يخفيه أمثال تلك الكتابات من بث لأفكار متطرفة بل والدفاع عنها باعتبارها من صحيح الدين.  
وأوضح تقرير الأزهر أنه فى المقابل نجد استنفار الكاتبة للقيم السلبية فى المجتمع كالكذب، وعدم الوفاء بالعهد وحثها على القيم المتطرفة أثناء استعراضها للقيم الإيجابية من خلال التزمت، والغلو فى الحماس، والتمسك بأفكار واجتهادات دينية محددة، مؤداها رفض الآخر ومحاربته انطلاقًا من رفض عقيدته ومحاربتها، ويقترن ذلك كله ببعض القيم والعبارات الجهادية الحماسية، والتى تنشئ جيلاً مختلفاً يؤمن بالفكرة المتطرفة ويدافع عنها بقوة السلاح ضد من لا يؤمن بها ومن يختلف معه فيها.