الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. رباب

واحة الإبداع.. رباب
واحة الإبداع.. رباب




اللوحات للفنان أحمد عيد

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


قصة قصيرة

رباب

بقلم – عبد المنعم توفيق

هذه الدموع التى تنزل كقطرات من اللهيب على خديكِ، لتحترقى بها، والحزن الذى ارتسم على وجهكِ، وخفقان قلبكِ البرىء، ونار الهجر التى تشعُرين أنها جرحت كبريائكِ، ستتجلى الأيام وتعطف وتُنسيكى كل شىء، ولن تتذكرى غير براءتك الجميلة، وإن تذكرتينى ستتذكرينى بالقليل من الحزن والألم.
وهذه الحقيقة يا رباب، هى حقيقتى، فالقلب الذى أحببتيه، غارق فى بحر ملذاته، لا يرى غير شهواتهِ! وأخشى عليكِ من ذنوبى، أخشى أن أقتل هذه البراءة، فى لحظة.. من لحظات جنونى، فأقطف وردةً قبل الربيع.
رباب، بالله لا، تحزنى، بالله لا، تغضبى، فلست أنا من تبحثين عنه! لست أنا من سيُعيد السعادة إلى حياتك، ارحلى ببرائتك، إرحلى يا رباب، فحياتى مليئة بالخطايا! وحياتك مليئة بالبراءة.
رباب، البعد بيننا كبعد المشرق عن المغرب، فأنتِ ملاك.. ملاك طاهر ومُحب لا، يرى إلا بقلبه الطيب، فقلبك يا رباب، يستطيع أن يرى الجمال فى كل شىء، حتى فى الأشياء القبيحة! تستطيعين أن تبتسمى.. وترسمى البسمة على الوجوه الحزينة، فدعينى يا رباب، لتستمر بسمتك.
وقبل أن ترحلى.. ستخبركِ الأيام أننى صادق معكِ.. ولم أكذب.. لم أكذب فى حبى لأنى أحببتكِ كثيراً، أحببتك أكثر مما أحببت نفسى، فسامحينى يا رباب، سامحينى على حلمك الذى لم يكتمل! لأننى كابوس يُفسد الأحلام، لكن برائتك أيقظتنى، وجعلتنى أنظر إلى الماضى الأليم، والدموع التى سالت، والقلوب التى مزقها الحزن، فاذهبى يا صغيرتى ولا تعودى و إن كان حُبك سيظل ضياء قلبى.